أظهر أحدث استطلاعات الرأي في تركيا استمرار تراجع تأييد الرئيس رجب طيب إردوغان وحزبه (العدالة والتنمية الحاكم) وتحالف «الشعب» الذي يضم حزبه وحزب الحركة القومية، في الوقت الذي طالبه رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم» علي باباجان بالتوقف عن استغلال الإنجازات التي تحققت في الفترة السابقة عندما كان ورفاقه ضمن الحكومة.
وكشف الاستطلاع، الذي أجرته شركة «أورآسيا» وأعلنت نتائجه أمس، عن أن غالبية المواطنين لن يصوتوا لإردوغان، ولتحالف «الشعب» الذي يتزعمه، وتقدم تحالف «الأمة» المكون من حزبي الشعب الجمهوري برئاسة كمال كليتشدار أوغلو، و«الجيد» برئاسة ميرال أكشنار.
وتضمن الاستطلاع سؤالاً للمشاركين فيه عن الحزب الذي يعتزمون التصويت له حال إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، فاختار 31.5% «العدالة والتنمية»، و27.1% «الشعب الجمهوري»، و14.7% حزب «الجيد»، فيما قال أقل من 7% إنهم سيصوتون لحزب «الحركة القومية»، وقال 36.7% من المشاركين في الاستطلاع إنهم سيصوتون لصالح تحالف «الأمة» المعارض، و34.7% لصالح تحالف «الشعب»؛ وبلغت نسبة الذين قالوا إنهم لن يصوتوا أبداً لصالح الرئيس إردوغان، في الانتخابات الرئاسية 56.9%. ويعزز الاستطلاع النتائج التي أظهرتها سلسلة من الاستطلاعات السابقة على مدى العامين الأخيرين، من تراجع شعبية إردوغان وحزبه الحاكم وحليفه حزب «الحركة القومية»، على خلفية الأوضاع المتردية التي تشهدها البلاد في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصاد، وتزايد شكوك الأتراك حيال تعامل الحكومة مع عصابات الجريمة المنظمة، بعد الفضائح التي كشفها سادات بكر، زعيم المافيا الهارب خارج البلاد، مؤخراً، بحق مسؤولين حاليين وسابقين أبرزهم وزير الداخلية سليمان صويلو.
وتحمّل المعارضة والشارع التركي، إردوغان وحكومته المسؤولية عن تدهور الأوضاع في البلاد بسبب عجزها عن تقديم حلول لمشكلاتها. وجدد رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم» المعارض علي باباجان، هجومه على إردوغان، بسبب تباهيه بإنجازات تمت في السابق. وطالبه بالتوقف عن التباهي بإنجازات الماضي في الدعاية الانتخابية قائلاً: «يا سيد إردوغان، هذا يكفي، توقف عن التباهي بنجاح العصور القديمة التي عملنا فيها معكم». وقال باباجان إن إردوغان وحزب «العدالة والتنمية» لم يعد بإمكانهما تحقيق النجاح في ملف واحد على الأقل، فهم مجبرون على استدعاء الدفاتر القديمة وإذاعتها على الشعب من أجل الدعاية الانتخابية.
وأضاف باباجان، خلال مؤتمر لحزبه: «يتباهون بالفترة التي عملنا فيها معهم، الآن قلبوا اقتصاد البلاد رأساً على عقب لمدة 3 سنوات، وزادوا البطالة والفقر والتضخم، ليس أمامهم خيار آخر». كما طالب باباجان، حزب «العدالة والتنمية»، بـ«أن يكتب في إنجازاته، أن أكثر من 20 بنكاً أفلست، وأن التضخم تجاوز 70%، وأن أسعار الفائدة وصلت إلى 7500% خلال عملهم مع الشريك الأصغر (حزب الحركة القومية)».
وتابع باباجان: «حتى قبل عام 2019 الذي ظهر فيه وباء (كورونا)، كان التضخم قد بدأ في تحطيم الأرقام القياسية، كما أن جائحة (كورونا) وسوء إدارة العملية الاقتصادية المتعلقة بالوباء، للأسف، تركت البلاد أمام صورة وصل فيها الفقر والفساد والجوع وغلاء المعيشة والفجوة بين الأغنياء والفقراء إلى أعلى نقطة».
ولفت باباجان إلى أن حزب «العدالة والتنمية» بدأ الدعاية الانتخابية رغم أنهم يقولون إنه لا توجد انتخابات إلا في يونيو (حزيران) 2023، ولكن كل ما يصدر عنهم أصبح دعاية انتخابية. وتعهد باباجان بأن يقوم حزبه حال وصوله للسلطة بإنعاش الاقتصاد، وإخراج تركيا من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها، مضيفاً: «لدينا كوادر متخصصة، ومستعدون لإثراء بلدنا وتحقيق الرخاء لشعبنا».
وانتقد باباجان إردوغان بسبب الوضع الحقوقي في تركيا، قائلاً: «لن نسمح بأن يضطهد الذين استولوا على السلطة أولئك الذين ليسوا مِنْ دائرتهم... لن تتم معاملة أي شخص في هذا البلد مثل ابن الزوج مرة أخرى... لدينا موقف مبدئي ضد الظلم والقمع. ومثلما ننتقد ظلم الناس بسبب آرائهم السياسية أو أنماط حياتهم اليوم، سنمنع الآخرين من التعرض للظلم غداً... سنجعل بلدنا دولة حرة وآمنة للجميع».
استطلاع يؤكد استمرار تآكل شعبية إردوغان
باباجان طالبه بالتوقف عن {استغلال} إنجازاته السابقة في الدعاية
استطلاع يؤكد استمرار تآكل شعبية إردوغان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة