نقيب الأطباء في لبنان يدعو إلى محاكمة محتكري الأدوية

اللجان النيابية تطالب بإقرار البطاقة التمويلية

TT

نقيب الأطباء في لبنان يدعو إلى محاكمة محتكري الأدوية

استحوذت قضيتا الاحتكار والبطاقة التمويلية على النقاشات في جلسة اللجان النيابية أمس، حيث تم درس اقتراح إلغاء الاحتكار والتمثيل الحصري، كما تحرير استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية، وذلك برئاسة نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، وحضور النواب وعدد من الوزراء المعنيين.
وأتى ذلك في وقت أعلن فيه نقيب الأطباء في بيروت، شرف أبو شرف، عن اتخاذه صفة الادعاء عن النقابة ضد مجهول وكل من يظهره التحقيق فاعلاً أو شريكاً أو متدخلاً أو محرضاً بجرم الاحتكار والاختلاس، واستثمار الوظيفة والمضاربات المشروعة، داعياً لمحاكمة عادلة بحق محتكري الأدوية.
وبعد جلسة اللجان النيابية، أعلن الفرزلي أن النواب درسوا اقتراحات قوانين تقدمت بها كتلة «التنمية والتحرير»، حول الاحتكارات التي أصبحت مسألة مركزية وأساسية في حياة المواطنين، وشملت مختلف المجالات، إضافة إلى قانون تقدم به النائب محمد الحجار يتعلق بمسألة تهريب البضائع والأموال، مشيراً إلى أنه سيعلن عن نتيجة بشأنها خلال 15 يوماً «كي يبنى على الشيء مقتضاه».
وأشار إلى أن النواب طالبوا بـ«اجتماع للجان المشتركة الأسبوع المقبل مع وزراء الاقتصاد والمالية والشؤون الاجتماعية للسؤال عن مصير البطاقة التمويلية التي أقر قانونها في مجلس النواب منذ أشهر، وحتى تاريخه لم نر خطوات جدية على المستوى التنفيذي».
وأضاف: «كأن هناك شيئاً متعمداً لعدم تسهيل بلوغ الهدف في تحقيق دعم المواطنين لمواجهة المسائل المادية والنقدية والأسعار والاحتكار والغلاء الفاحش في السوق، مع التنويه بأن المجلس النيابي قد أعطى الحكومة كل الأمور المطلوبة منه من أجل القيام بهذه المسألة، على قاعدة مواجهة تحرير السوق وحل الأزمات المترتبة على عدم تحرير السوق، والمتعلقة بطوابير الذل والاحتكار وتهريب الأدوية وزيت الوقود».
ورداً على سؤال، أجاب الفرزلي: «نحن أمام حكومة مستقيله، وضرب الميت لا يؤلم، ولكن لا بد لنا من أن نتعاطى مع هذه الحالة التي جعلت النواب أيضاً يصرخون جميعاً بضرورة الإسراع في تأليف حكومة لكي يصار إلى معالجة القضايا ومواجهتها بالطريقة السليمة».
ومن جهته، قال رئيس لجنة الاقتصاد، النائب فريد البستاني، بعد جلسة اللجان المشتركة، رداً على سؤال حول عدم تطبيق البطاقة التمويلية: «الحكومة تقول إن هناك مشكلات تقنية»، فيما أكد النائب في «اللقاء الديمقراطي» بلال عبد الله أن البطاقة التمويلية هي كرة جمر تتقاذفها السلطة السياسية مع حكومة تصريف الأعمال، بعد أن أنجز المجلس النيابي مهمته في هذا الملف، وأقر القانون».
إلى ذلك، قال أمس نقيب الأطباء، شرف أبو شرف، في مؤتمر صحافي تناول فيه موضوع «السياسة الدوائية ومحتكري الأدوية في لبنان»، إن «الغياب المزمن للسياسة الوطنية للدواء عندنا أدى إلى فقدان الأخلاق وغياب الرحمة. وبدل أن يعطى الدواء للشفاء والحياة، أصبح سلعة تجارية لتحقيق الأرباح السريعة.
لقد بحت الحناجر المطالبة بتوفير المعالجة المجانية والدواء للمعوزين من دون منة وعناء، وتوفير العلاج الرخيص لسائر المواطنين، ومراقبة أسعار الدواء، وتشجيع تصنيعه في لبنان، في وجود كفاءات علمية دوائية عالية، وإعادة تفعيل المختبر المركزي لوضع الضوابط العلمية ومراقبة الجودة والنوعية، وتطبيق الوصفة الطبية الموحدة بشكل صحيح منعاً للتهريب أو التخزين، واستعمال الجنريك، ووضع المكتب الوطني للدواء لمراقبة الأسعار».
وأمل في «أن يكون مصير البطاقة الدوائية المعلن عنها أخيراً أفضل من السابق، علماً بأن كل هذه الأمور كتلة واحدة متكاملة وجب العمل على حلها معاً كي يكتب لها النجاح، وذلك عبر وضع سياسة صحية دوائية علمية اقتصادية واجتماعية، بعيداً من التدخل السياسي، الطائفي والمذهبي، ووضع حد لأعمال الفساد الرائجة منذ عقود، ومساءلة ومحاسبة المعنيين في شؤون الصحة العامة».
وتابع: «إن ثقافة الفساد التي لا تنتهي فصولاً تمثلت في قضية اختفاء الأدوية وحليب الأطفال من الصيدليات بسبب التهريب أو التخزين أو التجارة والاحتكار، في هذه الظروف الاجتماعية والصحية الصعبة، ما سبب أضراراً جسيمة للمواطنين، خاصة الأطفال الرضع والمرضى الذين هم بأمس الحاجة إلى هذه الأدوية العلاجية. وتعد نقابة الأطباء أن هذه الأعمال اللاأخلاقية بمثابة جرائم ضد الإنسانية».
وقال أبو شرف: «تطالب نقابة الأطباء بمحاكمة قضائية عادلة صارمة سريعة لمحتكري الأدوية، وإنزال أشد العقوبات بهم، بغض النظر عن انتماءاتهم، وبسحب التراخيص منهم، عل ذلك يكون رادعاً لسواهم، ويضع حداً لهذا النوع من الفساد المستشري»، مؤكداً أنه «من حق المواطنين أن يعرفوا هوية المحتكرين والإجراءات التي تتخذ في حقهم، ومصير المواد المصادرة».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.