التحالف الحاكم في السودان يوقّع إعلاناً سياسياً لتحقيق أهداف الثورة

TT

التحالف الحاكم في السودان يوقّع إعلاناً سياسياً لتحقيق أهداف الثورة

أعلن التحالف الحاكم في السودان «قوى إعلان الحرية والتغيير» إعادة توحيد قواه، وتوقيع إعلان سياسي تعهد فيه بدعم الانتقال، وتحقيق أهداف الثورة، وهو الأمر الذي وصفه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بـ«الحدث التاريخي وخطوة كبيرة للأمام».
وقالت قوى الحرية والتغيير في حشد جماهيري بالخرطوم أمس، إنها خاضت حواراً متصلاً وشفافاً بين أطراف الإعلان، توصلت بموجبه إلى أن إنجاح الانتقال «يكمن في وحدة صف قوى الثورة» بمواجهة ما أطلقت عليه «قوى الردة والفلول الذين يسعون لتقويض الانتقال، والرجوع بشعبنا القهقرى، وقطع الطريق عليها».
ووفقاً للإعلان السياسي، فقد قرر التحالف إقامة هياكل تحالفية لقيادة المرحلة الانتقالية، تتكون من المؤتمر العام للتحالف، ويضم كل قوى الثورة والتغيير، المنضوية تحته، وهيئة عامة تمثل الجمعية العمومية للتحالف، ومجلساً مركزياً يضع الخطط والسياسات ويتابع التنفيذ، ومكتباً تنفيذياً يباشر العمل اليومي.
وكان التحالف الحاكم «قوى إعلان الحرية والتغيير» يحكم عبر مجلس مركزي بقيادة أفقية، وهو الأمر الذي ناهضه بشدة حزب الأمة، صاحب أكبر حصة في آخر انتخابات برلمانية ديمقراطية جرت في البلاد قبل انقلاب الإنقاذ، ودعا لتطويره، وتأسيس هيكل لقيادة التحالف، ولذلك جمد عضويته فيه قبل أن يعود إليه بتوقيع الإعلان السياسي.
وفي كلمة الاحتفال بالتوقيع، قال رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، إن التوقيع «خطوة تاريخية جريئة في الاتجاه الصحيح، وتتسق مع مبادرته الوطنية (الطريق إلى الأمام) وتوحيد قوى الشعب الحية في طريق الوحدة». ملاحظاً غياب بعض الوجوه من قوى الكفاح المسلح وتنظيمات المهنيين والسياسيين، وعلى رأسها رئيس «العدل والمساواة» جبريل إبراهيم، ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي وآخرين، وقال بهذا الخصوص: «هؤلاء رفاق هذه الرحلة وهذا العمل الكبير، لذلك يجب أن نبذل كل الجهد لإلحاقهم، خصوصاً أن الميثاق ركز على عدم وجود إقصاء، وتحييد قوى الثورة».
وتعهد رئيس الوزراء بالعمل المشترك لاستكمال توحيد قوى الثورة الحية كافة، ودعا للصبر على الخلافات، وتحويلها إلى «خلافات من أجل الوطن».
من جانبها، أقرت القوى الموقّعة على الإعلان السياسي بأن أداءها خلال العامين الانتقاليين «لم يكُن بمستوى طموحات وتطلعات جماهيرنا»، وتعهدت بالعمل مع «لجان المقاومة» الشعبية، وتوسيع دائرة المشاركة الجماهيرية، وتعزيز مشاركة النساء التي اعترفت بأنهن لم يجدن حقهن الكامل في السنتين الماضيتين، ومعالجة قضايا الشباب، ومتابعة قضايا الشهداء والجرحى والمفقودين في الثورة.
وعد «التحالف» قضية ملايين اللاجئين والنازحين قضية أساسية لنهاية الحروب في السودان، وقال موضحاً: «من دون عودتهم الطوعية واستقرارهم في مناطقهم الأصلية لن ينصلح حال السودان»، مثلما اعتمد إنجاح الانتقال هدفاً نهائياً للتحالف للوصول لانتخابات حرة نزيهة، والعمل على تطوير صيغة تحالفية تمكّنه من «خوض الانتخابات العامة بصيغة مشتركة لمواصلة الإصلاحات، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية».
ووصف الإعلان السياسي التوقيع بأنه إعلان لواقع سياسي جديد، يوفر الدعم الكامل للحكومة الانتقالية، بتكوين كتلة انتقالية بأولويات واضحة للسير في طريق وحدة البلاد، ومكافحة الجهوية والإثنية والكراهية والعنصرية، وتحقق شعارات الثورة.
في غضون ذلك، دعت القوى المتحالفة إلى التوقف عن إقحام القوات النظامية (الجيش والشرطة والأمن)، في الصراعات السياسية، التزاماً بمهنيتها وحيدتها، لكن دون إغفال دورها في التغيير والشراكة الانتقالية، وقالت إن الفترة الانتقالية «تسعى لبناء منظومة قوات نظامية موحدة ومهنية تعكس التنوع، وقائمة على عقيدة عسكرية جديدة»، معتبرة أن إصلاح القطاع الأمني والعسكري ببناء جيش قومي ومهني واحد، هو الطريق الوحيد لتحقيق الانتقال الديمقراطي، كواحدة من أولويات قضايا الانتقال.
وتمسكت قوى الإعلان السياسي بتنفيذ اتفاقية سلام جوبا، وإكمال ما تبقى من مفاوضات، وقالت إنه بالتوقيع على هذا الإعلان السياسي «سنكون في أتمّ الاستعداد لإنجاز دورنا كاملاً في القيام بمفاوضات السلام، وإنهاء الحروب بشكل نهائي».
ووعد الإعلان بالعمل على تحسين شروط الحياة المعيشية، وحل الأزمة الاقتصادية، وأداء واجباته تجاه الشعب بحل الأزمة الاقتصادية، وتحسين شروط الحياة المعيشية والخدمات لمصلحة القوى والمهمشين في المجتمع، وأن يكون ذلك واجباً أساسياً من واجبات الحكم والانتقال.
كما شدد الموقِّعون على قضايا العدالة، وعدم الإفلات من العقاب، وعدّوها واجباً دستورياً، وتعهدوا بتسليم الرئيس المعزول عمر البشير، والمطلوبين معه للمحكمة الجنائية الدولية.
كما أعلنت قوى الإعلان وضع تكوين المجلس التشريعي الانتقالي في قائمة أولوياتها، وجميع مؤسسات الانتقال المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية، وعلى رأسها المحكمة الدستورية، ومجلس القضاء العالي، ومجلس النيابة العامة والمفوضيات وغيرها. مجددةً تأكيد التزام المكونات المتحالفة بـ«إزالة التمكين، ومكافحة الفساد، وإنهاء الدولة الموازية، وبناء دولة الوطن»، وإنشاء مؤسسات مهنية تخدم السودانيين دون تمييز سياسي أو جهوي أو إثني أو ثقافي، وفقاً لأسس دولة القانون، وانتهاج سياسة خارجية تقوم على المصالح الوطنية مع المجتمعين الإقليمي والدولي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.