قطر تشهد ثاني أكبر تداولات عقارية أسبوعية خلال العام الحالي

ضخ السيولة وارتفاع الطلب يدعمان نمو القطاع

قطر تشهد ثاني أكبر تداولات عقارية أسبوعية خلال العام الحالي
TT

قطر تشهد ثاني أكبر تداولات عقارية أسبوعية خلال العام الحالي

قطر تشهد ثاني أكبر تداولات عقارية أسبوعية خلال العام الحالي

ارتفعت قيمة العقارات المتداولة في عقود البيع المسجلة بدولة قطر خلال الأسبوع الماضي لثاني أعلى مستوى لها منذ بداية العام الحالي، مع نمو الطلب المدعوم بزيادة السيولة المحلية من الإنفاق الحكومي وشركات التطوير العقاري.
وأظهرت البيانات التي جمعتها الوحدة الاقتصادية لـ«الشرق الأوسط» ارتفاع قيمة التداولات العقارية خلال الأسبوع الماضي المنتهي في الثاني عشر من مارس (آذار)، بنسبة 83 في المائة لتصل إلى 1.24 مليار ريال قطري (341 مليون دولار)، مقارنة مع 675 مليون ريال قطري في الأسبوع السابق.
وتعتبر التداولات العقارية القطرية في الأسبوع الماضي هي ثاني أعلى تداولات خلال العام الحالي، بعد أن سجلت في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني) 9.56 مليار ريال قطري.
وجاء هذا الارتفاع الضخم في يناير الماضي بعد أن شهد نموا في إجمالي القروض المقدمة من القطاع المصرفي إلى القطاع العقاري وقطاع الإنشاءات في قطر، إذ سجلت القروض المقدمة للقطاع العقاري (الذي يستأثر بنسبة 27 في المائة من الإقراض للقطاع الخاص) ارتفاعا نسبته 1.5 في المائة عن مستواها في الشهر السابق.
وسجل الإقراض لقطاع المقاولات (الذي يستأثر بنسبة 9 في المائة من الإقراض للقطاع الخاص) ارتفاعا نسبته 3.9 في المائة عن مستواه في الشهر السابق.
وكشفت الأرقام المسجلة لدى إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل القطرية استحواذ بلدية الريان على أغلب التداولات العقارية الأسبوع الماضي، إذ بلغت حصتها 48 في المائة من إجمالي التداولات العقارية بقيمة 597 مليون ريال، وجاءت بلدية الدوحة في المركز الثاني بحصة قدرها 39 في المائة من إجمالي التداولات بقيمة 482 مليون ريال.
وجاءت بلدية الوكرة في المركز الثالث بحصة قدرها 5.3 في المائة، بقيمة 65 مليون ريال، ثم بلدية الظعاين بنسبة 4 في المائة من خلال 52.5 مليون ريال، ثم بلدية أم صلال، والخور والزخيرة، والشمال بنسب 2 و1 و0.1 في المائة على التوالي.
وكانت أغلى الصفقات العقارية في قطر خلال الأسبوع الماضي في بلدية الريان بقيمة 195 مليون ريال، لأرض فضاء تقع في منطقة مريخ مساحتها 39.57 ألف متر مربع.
وكان أعلى سعر للمتر المربع في بلدية الدوحة بقيمة 7055.86 ريال لصفقة بمنطقة فريج بن محمود قيمتها 60 ألف ريال.
وينعكس هذا الارتفاع في قيم العقارات المبيعة في قطر على أرباح الشركات العقارية، إذ توقع تقرير حديث لشركة «الأصمخ العقارية» نمو أرباح الشركات العقارية خلال الربع الأول بسبب تحسن الأرباح التشغيلية الناتجة عن زيادة إيرادات التأجير وإيرادات مبيعات العقارات والأراضي السكنية والتجارية.
وأكد التقرير أن نشاط السوق العقارية يشهد حراكا متواصلا، ويركز على قطاع العقارات الفاخرة من قبل شركات التطوير في ظل مؤشرات طلب جيدة من قبل الأفراد.
وأضاف التقرير أن السيولة المتدفقة في السوق من قبل الإنفاق الحكومي على مشاريع التنمية أو من شركات التطوير العقاري أو المستثمرين العقاريين بالإضافة إلى ارتفاع الطلب تمثل دافعا قويا لنمو الإنشاءات العقارية وازديادها في مناطق مختلفة بقطر، في ظل بحث القطاع العقاري عن تنوع في المشاريع العقارية مثل السياحة والضيافة والمدن السكنية والتعليمية.
وتوقع تقرير حديث لشركة «ازدان القابضة» انتعاش التعاملات العقارية بشكل كبير خلال العام الحالي، وخصوصا في قطاع الأراضي الفضاء مع توجه المستثمرين والمطورين العقاريين نحو إقامة مزيد من المشروعات العقارية الجديدة بما يواكب الطلب المتزايد على العقارات السكنية والتجارية مدفوعا بالنمو الاقتصادي في الدولة.
وأشارت نشرة «ميد» الاقتصادية للتحدي الهائل الذي يواجه دولة قطر لاستكمال برنامج البناء الخاص بها في الوقت المناسب قبل استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، أكبر حدث رياضي عالمي، فبينما تم إحراز تقدم مع منح عقود وبدء العمل على مشاريع مختلفة إلا أنها تحتاج إلى مزيد من الجهود.

* الوحدة الاقتصادية بـ«الشرق الأوسط»



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».