قفزة غير متوقعة للصادرات الصينية

بفضل طلب عالمي قوي

انتعشت أسواق الأسهم الصينية الثلاثاء عقب نشر بيانات قوية عن الصادرات تفوق التوقعات (إ.ب.أ)
انتعشت أسواق الأسهم الصينية الثلاثاء عقب نشر بيانات قوية عن الصادرات تفوق التوقعات (إ.ب.أ)
TT

قفزة غير متوقعة للصادرات الصينية

انتعشت أسواق الأسهم الصينية الثلاثاء عقب نشر بيانات قوية عن الصادرات تفوق التوقعات (إ.ب.أ)
انتعشت أسواق الأسهم الصينية الثلاثاء عقب نشر بيانات قوية عن الصادرات تفوق التوقعات (إ.ب.أ)

سجلت صادرات الصين ارتفاعاً لم يكن متوقعاً في أغسطس (آب) الماضي بلغت نسبته 25.6 في المائة على مدى عام، مدفوعاً بمبيعات المنتجات الكرتونية والانتعاش العالمي، كما أعلنت إدارة الجمارك الصينية الثلاثاء.
وهي أسرع وتيرة تسجل في مبيعات الدولة الآسيوية العملاقة إلى الخارج منذ فبراير الماضي. وهذا الأداء أفضل بكثير مما كان متوقعاً، فقد توقع الخبراء الاقتصاديون تباطؤاً في زيادة الصادرات التي لن تتجاوز وفق تقديراتهم 17.1 في المائة، بعدما ارتفعت 19.3 في المائة في يوليو (تموز) على مدى عام.
وفي الفترة نفسها من العام الماضي، كانت الصادرات الصينية تتعافى من تأثير وباء «كوفيد – 19»، وسجلت أفضل أداء لها منذ ظهور فيروس كورونا في الصين في نهاية 2019. وقال المحلل كين تشيونغ من «بنك ميزوهو»، إن «قوة» الصادرات لا تعكس «حيوية النمو الصيني» فحسب؛ بل «قوة» الطلب العالمي أيضاً، رغم انتشار المتحورة «دلتا».
وفي أغسطس كانت صادرات الصين مدفوعة بشكل واضح بالطلب القوي على المنتجات الإلكترونية والمواد الترفيهية «قبل موسم التسوق لعيد الميلاد» في الغرب، كما يرى المحلل جوليان إيفانز - بريتشارد من مجموعة «كابيتال إيكونوميكس». لكنه حذر مع ذلك من أن الطلب يفترض أن «يتباطأ» في الأشهر المقبلة.
وحقق العملاق الآسيوي تعافياً قوياً من تداعيات فيروس كورونا، لكن الزخم الاقتصادي ضعف في الآونة الأخيرة بسبب تفشي سلالة «دلتا»، وارتفاع أسعار المواد الخام، وتباطؤ نشاط المصانع، وتشديد الإجراءات لكبح ارتفاع أسعار العقارات، وحملة للحد من الانبعاثات الكربونية.
وقال لويس كوييس مدير اقتصادات آسيا في «أكسفورد إيكونوميكس»، «رغم استمرار العوامل المعاكسة في المدى القريب، إلا أن قيود الإمدادات في الصين خفت... ونعتقد أن التعافي الاقتصادي العالمي سيستمر في دعم صادرات الصين هذا العام وفي 2022».
كما أظهرت الصادرات من الدول المجاورة نمواً مشجعاً، الشهر الماضي، حيث تسارعت وتيرة الشحنات من كوريا الجنوبية بفضل طلب خارجي قوي.
في الاتجاه الآخر، سجلت واردات الصين أيضاً ارتفاعاً، الشهر الماضي. فزادت المشتريات الصينية في الخارج بنسبة 33.1 في المائة في أغسطس على مدى عام، حسب الجمارك. وهذه الوتيرة أسرع بكثير من تلك التي سجلت في يوليو (28.1 في المائة)، وأفضل من توقعات المحللين (27 في المائة).
أما الفائض التجاري للدولة الآسيوية العملاقة، فقد وصل في أغسطس إلى 58.3 مليار دولار (49.07 مليار يورو). وكان الفائض التجاري للصين بلغ في يوليو نحو 56.5 مليار دولار (47.64 مليار يورو).
وفاجأ الارتفاع القوي المحللين، الذين كانوا يتوقعون أن تتأثر التجارة الخارجية بارتفاع تكاليف النقل والتأخير في الموانئ، بعدما تسبب الأمران في اضطرابات بسلاسل التوريد العالمية. كما أن الخبراء توقعوا أن يفقد الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، بعض زخمه بعدما سجلت الصين قبل أسابيع أكبر موجة تفشٍ لـ«كورونا» بها في نحو عام.
ورغم تقليص التوقعات مؤخراً، يتوقع الخبراء نمواً اقتصادياً بأكثر من 8 في المائة في الصين هذا العام. وفي الربع الأول، سجل اقتصاد الصين نمواً بنسبة 12.7 في المائة، إلا أن السبب الرئيسي لهذا المعدل الكبير هو البيانات المنخفضة لفترة الأساس في العام الماضي، عندما تراجعت التجارة بعد تفشي «كورونا».
وتستهدف الحكومة نمواً بـ«أكثر من 6 في المائة» هذا العام. وسجلت البلاد في العام الماضي نمواً بنسبة 2.3 في المائة فقط، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تأثير الجائحة على الاقتصاد العالمي.



سندات لبنان السيادية ترتفع لأعلى مستوى في عامين وسط آمال بوقف إطلاق النار

رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
TT

سندات لبنان السيادية ترتفع لأعلى مستوى في عامين وسط آمال بوقف إطلاق النار

رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)

ارتفعت سندات لبنان السيادية المقوَّمة بالدولار إلى أعلى مستوياتها منذ عامين، يوم الثلاثاء؛ حيث راهن المستثمرون على أن الهدنة المحتملة مع إسرائيل قد تفتح آفاقاً جديدة لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.

وعلى الرغم من أن هذه السندات لا تزال تتداول بأقل من 10 سنتات للدولار، فإنها حققت مكاسب تتجاوز 3 في المائة هذا الأسبوع. وكان سعر استحقاق عام 2031 قد وصل إلى 9.3 سنت للدولار، وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار) 2022، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، أشار برونو جيناري، استراتيجي الأسواق الناشئة في شركة «كيه إن جي» للأوراق المالية الدولية، إلى أن «بعض المستثمرين يتساءلون ما إذا كان الوقت مناسباً للشراء؛ حيث تُعدُّ الهدنة الخطوة الأولى اللازمة لإعادة هيكلة السندات في المستقبل».

ورغم استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان يوم الثلاثاء، والتي أسفرت عن تدمير البنية التحتية وقتل الآلاف، فإن هذا الارتفاع غير المتوقع في قيمة السندات يعد بمثابة انعكاس للرغبة في إعادة تنشيط النظام السياسي المنقسم في لبنان، وإحياء الجهود لإنقاذ البلاد من أزمة التخلف عن السداد.