إجراءات عقابية للأسرى داخل السجون الإسرائيلية

رئيس الوزراء الفلسطيني يشيد بالهروب... و«الجهاد الإسلامي» تعتبر المس بمعتقليها خطاً أحمر

عائلة زكريا الزبيدي أحد الستة الذين هربوا من سجن «جلبوع» تتابع الحدث في مخيم جنين (أ.ف.ب)
عائلة زكريا الزبيدي أحد الستة الذين هربوا من سجن «جلبوع» تتابع الحدث في مخيم جنين (أ.ف.ب)
TT

إجراءات عقابية للأسرى داخل السجون الإسرائيلية

عائلة زكريا الزبيدي أحد الستة الذين هربوا من سجن «جلبوع» تتابع الحدث في مخيم جنين (أ.ف.ب)
عائلة زكريا الزبيدي أحد الستة الذين هربوا من سجن «جلبوع» تتابع الحدث في مخيم جنين (أ.ف.ب)

قال نادي الأسير الفلسطيني، إن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بدأت في فرض إجراءات عقابية جماعية بحقّ الأسرى في مختلف السجون، على خلفية عملية الفرار المثيرة لستة أسرى من سجن «جلبوع» الإسرائيلي الذي يعد أحد أكثر السجون تحصيناً.
واتهم النادي، إسرائيل، بشن حملة عقابية تمثلت بنقل الأسرى القابعين في قسم (2) في سجن «جلبوع»، بعد أن تأكد نقل 16 أسيراً منهم إلى سجن «النقب»، من أصل نحو 90 أسيراً يقبعون فيه. كما تم إلغاء المحطات التلفزيونية في الأقسام كافة، وتحويل خمسة من قيادات أسرى «الجهاد الإسلامي» إلى التحقيق، وشرعت بعمليات تفتيش واسعة في غالبية السجون. وحذر، من أن حالة من التوتر تخيم على أقسام الأسرى كافة، وقال رئيس النادي، قدورة فارس، إن «المزيد من الضغط الإسرائيلي على الأسرى، قد يؤدي إلى انفجار الوضع داخل السجون وخارجها».
وركزت إسرائيل على أسرى «الجهاد الإسلامي»، الذين فر 5 منهم من سجن «جلبوع» إلى جانب القيادي في «فتح» زكريا الزبيدي. وقال مكتب «إعلام الأسرى»، إن إدارة سجون الاحتلال قررت إغلاق أقسام أسرى «الجهاد الإسلامي» وتوزيعهم على السجون. وعملت على فصل الأسرى التابعين لحركة «الجهاد الإسلامي» عن بعضهم بعضاً، وأجرت عمليات نقل واسعة في مختلف السجون الإسرائيلية.
من جهة أخرى أشاد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، أمس، بتمكن ستة معتقلين فلسطينيين من الهرب من سجن إسرائيلي.
وقال أشتية في لقاء مع الصحافيين في مكتبه برام الله نقلته (رويترز)، إنه «من حق كل أسير أن يبحث عن حريته»، مضيفاً: «نُحمل إسرائيل مسؤولية أرواح أبنائنا الستة، من حق كل أسير بأي طريقة أن يخرج من السجن».
وحذرت «الجهاد الإسلامي»، أمس، إسرائيل، من المساس بالأسرى الفلسطينيين. وجاء في بيان للحركة، أنها «تتابع أوضاع الأسرى الأبطال داخل سجون الاحتلال، وما يجري بحقهم من عدوان انتقامي خطير وانتهاك صارخ». وقالت، إن ذلك يأتي بعد الفشل الأمني المدوي الذي أصاب الاحتلال وأجهزته الأمنية «في أعقاب نجاح مجاهدينا في انتزاع حريتهم من خلال عمل معجزٍ ومحكمٍ ودقيق». وهددت الحركة بأن أي مساس بأسراها لن يتم السكوت عنه، وإنهم «خط أحمر»، مطالبة الاحتلال، أن «يمعن النظر جيداً فيما نقول، وأن خياراتنا في ذلك مفتوحة ومتعددة».
أما بيان نادي الأسير، فاعتبر الإجراءات امتداداً لجملة السياسات التي تفرضها إدارة سجون الاحتلال، التي صعّدت خلال السنوات القليلة الماضية من سياستها التنكيلية، والتي كان أبرزها الاقتحامات المتكررة. كما لفت إلى أنه منذ عام 2018، وبعد التوصيات التي قدمتها ما عرفت بتوصيات لجنة «أردان»، يواجه الأسرى سحب العديد من منجزاتهم التاريخية التي شملت، وبدرجات متفاوتة من سجن إلى آخر: التمثيل التنظيمي، المشتريات من «الكنتينا»، الحركة داخل الأقسام، مدة ومواعيد الفورة (أوقات الخروج للساحة)، زيارات العائلات، كمية ونوعية الطعام، كمية المياه المتوفرة، عدد الكتب، وعملية التعليم والدراسة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.