المغرب يقرر اعتماد بطاقة الهوية «حصرياً» للتصويت في اقتراع اليوم

عبد اللطيف وهبي الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة المغربي رفقة محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب الاسبق في اصيلة امس ( الشرق الاوسط)
عبد اللطيف وهبي الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة المغربي رفقة محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب الاسبق في اصيلة امس ( الشرق الاوسط)
TT

المغرب يقرر اعتماد بطاقة الهوية «حصرياً» للتصويت في اقتراع اليوم

عبد اللطيف وهبي الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة المغربي رفقة محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب الاسبق في اصيلة امس ( الشرق الاوسط)
عبد اللطيف وهبي الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة المغربي رفقة محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب الاسبق في اصيلة امس ( الشرق الاوسط)

أعلنت وزارة الداخلية المغربية، أمس، أن التصويت خلال الاقتراع، المقرر إجراؤه اليوم (الأربعاء) لانتخاب أعضاء مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، وأعضاء مجالس الجماعات والمقاطعات (البلديات)، وأعضاء مجالس الجهات، سيتم «حصرياً» بالبطاقة الوطنية (بطاقة الهوية)، من أجل التحقق من هوية المصوتين.
وبخصوص المواطنين، الذين قاموا بالإجراءات الخاصة بتجديد بطاقات هويتهم، «فيمكنهم المشاركة في الاقتراع، على أساس وصل تسلمه المديرية العامة للأمن الوطني»، في انتظار إصدار البطاقة الجديدة، وذلك بعد تأكد مكتب التصويت من هوية كل معنيّ بالأمر. يـأتي ذلك في وقت يتجه فيه الناخبون المغاربة، الذي يفوق عددهم 17 مليوناً، إلى صناديق الاقتراع اليوم لانتخاب مجلس النواب، وأعضاء المجالس المحلية والجهوية. وكثّفت الأحزاب السياسية حملاتها الانتخابية في الساعات الأخيرة من أمس، قبيل انتهاء المدة المخصصة للحملات، التي انتهت منتصف ليلة أمس. على صعيد ذي صلة، قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (معارضة برلمانية)، إن الحضور الثقافي مهم في برنامج أي حزب سياسي، مشيراً إلى أن حزبه جعل من الثقافة ركيزة أساسية في برنامجه والتزاماته للسنوات المقبلة. جاء ذلك خلال زيارة وهبي لمدينة أصيلة (شمال)، المعروفة بكونها مدينة الثقافة والفنون؛ حيث كان الحدث مناسبة لتسليطه الضوء على مشروع الحزب الثقافي. وبهذا الخصوص، قال وهبي في لقاء تواصلي مع مرشحات ومرشحي الحزب لانتخابات اليوم، بحضور محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، مرشح الحزب لعمدية أصيلة، إن هذه الأخيرة «لها مكانة خاصة، والسياسي بحاجة دائماً للتعلم وكثير من التجربة والحضور الفكري». مؤكداً أن أصيلة تتميز بطابعها الثقافي وكفاءاتها الفكرية، وهو ما يجعلها مدينة خاصة.
في سياق ذلك، قال أمين عام «الأصالة والمعاصرة» إن المال السياسي «لا يمكنه أن يتوغل في أصيلة، لأن الثقافة والفكر الحداثي سدّان منيعان أمام ما يشهده عدد من الدوائر من استفحال للمال السياسي، وهو ما يهدد الديمقراطية».
ومن أصيلة أيضاً، أشار وهبي بنبرة متفائلة إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة يسير في الطريق الصحيح، موضحاً أن الجولات التي قام بها في مختلف الدوائر الانتخابية جعلته يحس بالارتياح، وأن حزبه سيتصدر المشهد السياسي، خلافاً لاعتقاد البعض أن الحزب قد انتهى. وخلص إلى القول إن نتائج الاقتراع ستُظهر للجميع أن حزب الأصالة والمعاصرة حزب قوي.
من جهته، خاطب نبيل بن عبد الله، أمس، تجمعاً من المواطنين في منطقة جرف الملحة (قرب مكناس)، معلناً مساندة مرشحي حزبه في المنطقة، قائلاً: «لقد أتيتا في آخر يوم من الحملة الانتخابية لدعم جميع مرشحي الحزب في المنطقة»، مذكراً بمنجزات حزبه خلال مشاركاته السياسية السابقة، سواء في قطاعات الصحة، أو التعليم، أو الإسكان، أو الماء. كما أشار إلى أن مرشحي الحزب ذوو مصداقية، داعياً إلى التصويت بكثافة في الانتخابات.
وتفتح مكاتب التصويت اليوم في ساعة مبكرة، وتغلق في السابعة مساء، ويرتقب أن يكون إعلان النتائج في ساعة متأخرة من ليلة اليوم.



الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.