سياح ناجون يروون شهاداتهم حول الهجوم على المتحف التونسي

بكوا بعد أن قال لهم أهل تونس: سامحونا

سياح ناجون يروون شهاداتهم حول الهجوم على المتحف التونسي
TT

سياح ناجون يروون شهاداتهم حول الهجوم على المتحف التونسي

سياح ناجون يروون شهاداتهم حول الهجوم على المتحف التونسي

قالت مجموعة من السياح الناجين من الهجوم الذي شنه مسلحان تونسيان، الأربعاء الماضي، على متحف باردو وسط العاصمة وتبناه تنظيم داعش بعد ذلك، وأسفر عن مقتل رجل أمن تونسي، و20 سائحا أجنبيا من عدة جنسيات، أغلبهم ممن توقفت باخرتهم بميناء تونسي، ثم توجهوا لزيارة متحف باردو الشهير لمشاهدة ما يحتويه من آثار تؤرخ للحضارات المتعاقبة على تونس وهناك تعرضوا لإطلاق نار من المسلحين.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية عدة تصريحات لناجين إسبان، كانوا على متن سفينة للرحلات البحرية تزور تونس في هذا التوقيت، وقتل 12 من ركابها في الحادث. وقال خوسيه لويس كوسيدو، أحد الناجين «أخذوا يطلقون النار على كل السياح بلا رحمة» وتم العثور على إسباني وزوجته الحامل في شهرها الرابع، سالمين في أحد أروقة المتحف بعدما ساعدهما عامل على الاختفاء داخلها طوال ليلة كاملة.
بينما روت فيكتوريا برونسكايا (33 سنة) المرشدة السياحية البيلاروسية، شهادتها أثناء الحادث، حيث كانت قد أنهت للتو جولتها في المتحف وتنتظر في الحافلة. وقالت: «قتلوا رجلين في مجموعتنا كانا يحاولان الصعود إلى الحافلة وسقطا على سلمها، لذلك لم يتمكن الإرهابي من الصعود إلى الأتوبيس». وأضافت: «انتظرنا 4 ساعات قبل أن يأتوا لإنقاذنا». وتابعت برونسكايا: «لم نبكِ إلا عندما جاء أناس من تونس وهم يقولون سامحونا، إنه شعور لا ينسى أن يأتي أناس من الشارع، أناس متواضعون ليقولوا ذلك».
وقال بيو هنري (50 سنة) وهو أستاذ من جزيرة لاريونيو، إن «ما حدث محزن جدا». وأضاف: «لكنني لم أشعر بالخوف ولن أخاف وسأعود إلى البلدان العربية».
أما الألماني إيفي بورشكي (61 سنة) الذي جاء مع زوجته من فرانكفورت، فقال: «صحيح أن هذا الأمر قد يحدث في أي مكان، لكنني سأبقى بعيدا عن الدول العربية في الوقت الحالي». وأضاف: «إنها ضربة قاسية للسياحة في تونس وستطال كثيرين لا ذنب لهم وهذا أمر مؤسف».
وفي سياق متصل، قالت وزارة الصحة التونسية، إنه ما زال هناك قتيل لم يتم التعرف عليه حتى الآن. وذكر مدير وحدة الطوارئ بالوزارة، أنه تم التعرف على جثث 3 يابانيات. وأكدت طوكيو مقتل 3 على الأقل من مواطنيها وجرح 3 آخرين. كما أعلنت كولومبيا، مقتل سيدة في السادسة والخمسين من العمر، وهي زوجة جنرال كولومبي سابق عمل في مكافحة الإرهاب في بلده في الماضي، كما قتل ابنها (28 سنة) الذي يحمل الجنسية الأسترالية أيضا، وكان يزور تونس مع عائلته احتفالا بحصوله على الشهادة الجامعية.
وأعلنت بولندا مقتل 3 من مواطنيها وإصابة 10 آخرين؛ اثنين منهم حالتيهما حرجة. ومن بين الضحايا أيضا، سائحة بلجيكية، وقد أصيب زوجها في ركبته، وذكر مسؤول بريطاني أن سائحة بريطانية واحدة قتلت في الهجوم، وكانت السائحة تقوم بزيارة المتحف برفقة زوجها الذي نجا ولم يصب بأذى.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».