مساعٍ لإجلاء 100 أميركي ما زالوا عالقين في أفغانستان

TT

مساعٍ لإجلاء 100 أميركي ما زالوا عالقين في أفغانستان

تعهد رئيس موظفي البيت الأبيض رون كلاين بإيجاد طريقة لإخراج الأميركيين المتبقين في أفغانستان إذا أرادوا المغادرة رغم انتهاء فترة الانسحاب ورحيل كافة القوات الأميركية. وقال كلاين في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأحد أن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أن نحو 100 أميركي ما زالوا في أفغانستان وأن الإدارة تبحث عن طرق لإخراجهم رغم اكتمال عمليات سحب القوات. وأشار إلى أنه يأمل في أن تتمكن قطر من استئناف الخدمات الجوية من وإلى كابل في الأيام القادمة وأن الأميركيين قد يكونون قادرين على ركوب تلك الرحلات الجوية. وقال رئيس موظفي البيت الأبيض: «سنجد طرقاً لإخراج أولئك الذين يريدون مغادرة أفغانستان ونعلم أن العديد منهم لديهم أفراد في العائلة يريدون البقاء لكن أولئك الذين يريدن المغادرة سنخرجهم».
وتعهد المسؤول بالبيت الأبيض بمساعدة الأفغان حاملي تأشيرات الهجرة الخاصة والذين يتعرضون للمطاردة والقتل من قبل حركة «طالبان»، على المغادرة بأمان.
بدوره، هاجم مايكل مكول الجمهوري البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إدارة بايدن، مشيراً في تصريحات لشبكة «فوكس نيوز» إلى أن أعداد الأميركيين العالقين أكثر بكثير مما تصرح به إدارة بايدن، وقال إنه بناءً على إحاطات استخباراتية أميركية، يعتقد أن «مئات الأميركيين» لا يزالون عالقين في أفغانستان وأن حركة «طالبان» تعرقل جهود إجلائهم. وقال مكول: «لقد كانت طالبان تطالب بمطالب، ولم تسمح للطائرات بالمغادرة».
وقال مسؤولون في أفغانستان إن أربع طائرات على الأقل في مطار مزار الشريف (شمال) كانت مستأجرة لإجلاء عدة مئات من الأشخاص منعت من المغادرة. وقال مسؤول أفغاني إن الركاب المحتملين أفغان، وكثير منهم ليس لديهم جوازات سفر أو تأشيرات، بينما قال مكول إن المجموعة تضم أميركيين وإن ست طائرات معطلة. وقال إن طالبان «تريد شيئاً في المقابل» وهو اعتراف أميركي كامل بسيطرتها على الحكومة الأفغانية. وأضاف أن بعض المترجمين الأفغان الذين ساعدوا القوات الأميركية، ويتطلعون إلى مغادرة وطنهم قد أعيدوا من مطار كابل وأجبروا على العودة إلى ديارهم لمشاهدة أفراد عائلاتهم وقد تم إعدامهم، بما في ذلك بعض قطع الرأس. ولم يقدم مكول مصدراً لهذه المعلومات كما لم يذكر عدد الذين قتلوا على يد طالبان. وألقى مكول باللوم على الرئيس بايدن، وقال: «لقد قلت طوال الوقت إن يديه ملطختان بالدماء».
كما انتقد النائب الجمهوري آدم كينزينجر، وهو من قدامى المحاربين في القوات الجوية خدم في العراق وأفغانستان، الإدارة في برنامج «حالة الاتحاد» يوم الأحد قائلاً إن الفشل في الإجلاء الكامل لجميع المتقدمين بطلبات التأشيرات الخاصة من أفغانستان قبل انسحاب القوات الأميركية يمثل «لحظة مخزية في أميركا». وأضاف «هذه هي سمعة أميركا، وستكون وصمة عار على بلدنا». وأوضح أنه لم يتلق أي رد من الإدارة بعد أن أرسل رسائل إلى وزيري الخارجية والدفاع يستفسر عن تفاصيل حول من تم إجلاؤهم ومن لم يتم إجلاؤهم.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.