تعاني شبكة الكهرباء في ليبيا من ضربات متتالية، تتمثل في استهداف محتوياتها من «لصوص الخردة»، أو وقوعها في مرمى الاشتباكات التي أنهكتها طوال الأعوام العشرة الماضية، وجعلتها غير قادرة على سد العجز.
ودائماً ما تُعلن الشركة العامة للكهرباء في طرابلس، عن تعرض كابلات الضغط العالي للسرقة من الخارجين عن القانون وخصوصاً في مدن الغرب الليبي، وسط غياب أمني، مما تسبب في انقطاع التيار على مناطق عدة لمدد طويلة.
وفي أحدث عملية تدمير لخطوط تيار الضغط العالي والمتوسط، قالت الشركة العامة إن اللصوص سرقوا ما يقارب 3 آلاف متر أسلاك من خطين لنقل الكهرباء بدائرة توزيع السائح التابعة لدائرة توزيع ترهونة (95 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس).
وأوضحت الشركة أن خارجين عن القانون نهبوا 1500 متر من أسلاك الضغط العالي من خط المساكن، كما انتزعوا 1450 مترا من أسلاك الضغط المنخفض من خط مصنع الضيعة وكلهما من يتبعان مدينة ترهونة.
وقال محمد التكوري، مدير دائرة الإعلام بالشركة العامة للكهرباء، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن القطاع «يعاني من عمليات سرقة واسعة على مدار السنوات الماضية في عموم المدن الليبية، وهو ما تسبب في خسائر مادية كبيرة للشركة».
وأضاف التكوري أن «اللصوص يستغلون فترات تخفيف الأحمال، فيتجهون إلى خطوط تيار الضغط العالي، ويستولون على آلاف الأمتار، وبالتالي يؤدي ذلك لانقطاع التيار في بعض الأحيان عن بعض المناطق لكن الشركة تسارع بتركيب أسلاك بديلة».
وأفرزت الأوضاع الاقتصادية والأمنية المتردية في العاصمة نوعاً جديداً وغير مألوف من السرقات، التي باتت تمارس على نطاق واسع، ويعرف مرتكبوها بـ«لصوص الخردة»، الذين يقومون بنهب آلاف الأمتار من أسلاك الضغط العالي للكهربائي، وبيع خام النحاس بالكيلو، ما يتسبب في انقطاع التيار لوقت طويل، ويستمر لحين تركيب أخرى بديلة.
وضبطت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية»، نهاية الأسبوع الماضي، 63 حاوية داخل ميناء الخمس بـ(شرق طرابلس) تحتوي على كميات كبيرة من الأسلاك النحاسية وقطع حديد تعود ملكيتها لشركة الكهرباء.
وبعدما اتخذت الوزارة الإجراءات القانونية وأحالت القضية إلى النائب العام شكلت لجنة تحقيق معنية بمتابعة القضية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية بالميناء والشركة العامة للكهرباء، ومعاينة هذه الحاويات وفرز محتوياتها وضبط ما فيها.
وطالب مسؤول بشركة الكهرباء أجهزة الشرطة بتكثيف جهودها لحماية خطوط التيار الكهربائي الواقعة بين المدن من لصوص الأسلاك، وخصوصاً في فترات طرح الأحمال، وقال إن الدوريات التي تنظمها الوزارة بشأن ذلك، غير كافية بالنظر إلى تمدد الشبكة إلى مسافات شاسعة بالبلاد، وبالتالي قدم اللصوص على جريمتهم التي تكلف الشركة ملايين الدولارات، مقابل بيعهم لهذه الكابلات النحاسية لتجار الخردة بالكيلو.
وتقول شركة الكهرباء إن «ظاهرة تكرار سرقة أسلاك الكهرباء تمثل عائقاً كبيراً أمامها في الحفاظ على استقرار الشبكة العامة وتوزيع قدرتها بشكل منظم»، لافتة إلى أن السرقات «ما تزال مستمرة وبشكل شبه يومي من قبل مجموعة من (اللصوص المجرمين) الذين باعوا ضمائرهم ووطنيتهم مقابل حفنة من الدنانير».
وتشهد مناطق عديدة بالعاصمة انقطاعا متكررا للتيار الكهربائي وزيادة في طرح الأحمال، مما تسبب في توجيه انتقادات إلى حكومة «الوحدة الوطنية» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي تعاقدت مؤخراً مع دول عدة على إنشاء محطات كهربائية جديدة.
بدوره، انتقد الدبيبة مسؤولي شركة الكهرباء في آخر اجتماع معهم الشهر الماضي، بقوله: «خذلتموني بعدما راهنت عليكم»، بعدما طالبهم بوضع حلول لأزمة انقطاع التيار، مضيفاً أن «الشعب يرى أنكم لم تفعلوا لهم شيئاً، وهو ما يظهر في انتقادات الناس في الشوارع وفي مواقع التواصل الاجتماعي».
ونقلت وسائل إعلام محلية أمس، أن كابل الكهرباء الرئيسي المغذي لمركز سرت لعلاج الأورام تعرض للسرقة، في واقعة وصفت بـ«الخطيرة»، لانقطاع التيار عن المركز، قبل أن تسارع الشركة بتركيب كابل آخر وإعادة التيار الكهربائي، وسط مطالبات للشرطة بضرورة تعقب الجناة وحماية خطوط الكهرباء من الإتلاف والسرقة.
«لصوص الخُردة» ينهبون أسلاك الكهرباء في طرابلس
الشركة العامة تطالب أجهزة الشرطة بحماية مرافقها
«لصوص الخُردة» ينهبون أسلاك الكهرباء في طرابلس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة