تركيا: التضخم يضغط على «المركزي» بعد تجاوزه سعر الفائدة

زيادة جديدة على الغاز الطبيعي لأغراض الصناعة وإنتاج الكهرباء

قفز معدل التضخم التركي في أغسطس لأعلى مستوى منذ أبريل 2019 (إ.ب.أ)
قفز معدل التضخم التركي في أغسطس لأعلى مستوى منذ أبريل 2019 (إ.ب.أ)
TT

تركيا: التضخم يضغط على «المركزي» بعد تجاوزه سعر الفائدة

قفز معدل التضخم التركي في أغسطس لأعلى مستوى منذ أبريل 2019 (إ.ب.أ)
قفز معدل التضخم التركي في أغسطس لأعلى مستوى منذ أبريل 2019 (إ.ب.أ)

قفز معدل التضخم في تركيا في أغسطس (آب) الماضي إلى أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2019، كما تجاوز سعر الفائدة الرئيس، ليواصل الضغط على البنك المركزي واستمراره في تشديد السياسة النقدية خلافا لرغبة الرئيس رجب طيب إردوغان الذي يضغط من أجل خفض سعر الفائدة.
وأعلن معهد الإحصاء التركي، الجمعة، عن معدلات التضخم الأخيرة لشهر أغسطس، ووصل معدل التضخم على أساس سنوي إلى 19.25 في المائة، ليتجاوز معدل التضخم معدل أسعار الفائدة البالغ 19 في المائة.
وارتفعت أسعار المستهلك لشهر أغسطس، وكانت الخضراوات من المنتجات الأعلى سعراً بزيادة بلغت 30 في المائة، بينما سجلت ملابس الأطفال أعلى زيادة في قطاع الملابس.
وكان من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.7 في المائة شهرياً، لينخفض معدل التضخم السنوي إلى 18.7 في المائة، لكن جاءت معدلات التضخم الأخيرة مخالفة لكل التوقعات، وزاد التضخم بنسبة 1.8 في المائة عن شهر يوليو.
وواصل معدل التضخم ارتفاعه في أغسطس للشهر الثالث على التوالي، بعد أن قلل ارتفاع أسعار المواد الغذائية من التأثير المتوقع لخفض الضرائب على بعض فئات السيارات الخاصة.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية، التي تمثل قرابة 25 في المائة من سلة المستهلك، بنحو 29 في المائة في أغسطس، مقابل 24.92 في المائة في يوليو السابق عليه، وبزيادة عن النسبة التي كان يتوقعها البنك المركزي التركي، وهي 15 في المائة.
كما ارتفعت أسعار الطاقة في أغسطس بنسبة 20.72 في المائة مقارنة بالشهر ذاته من العام السابق، مقابل 21.51 في المائة في يوليو، في ظل انخفاض أسعار النفط العالمية.
وكان خبراء توقعوا تراجع التضخم في تركيا في أغسطس جراء انخفاض أسعار السيارات، بعد تغييرات على ضرائب بعض سيارات الركوب الشهر الماضي خفضت الأسعار النهائية بنحو 15 في المائة للسيارة التي يصل سعرها إلى 300 ألف ليرة (36.3 ألف دولار).
كما مددت تركيا الخصومات لإيجارات الأعمال، وخدمات تقديم الأطعمة والنقل حتى نهاية سبتمبر الجاري.
وتراجعت أسعار النفط العالمية في أغسطس، بينما ارتفعت قيمة الليرة بنسبة 1.7 في المائة أمام الدولار، ما يخفف أيضا بعض الضغوط على التضخم.
ولا تزال العملة التركية منخفضة بأكثر من 12 في المائة منذ التعيين المفاجئ لشهاب كاوجي أوغلو رئيسا للبنك المركزي التركي في 20 مارس (آذار) الماضي، ليكون الرئيس الرابع للبنك في أقل من عامين بسبب تدخلات الرئيس رجب طيب إردوغان وإصراره على خفض سعر الفائدة، لكن كاوجي أوغلو لم يتمكن حتى الآن من خفض سعر الفائدة عن 19 في المائة وأبقى عليه عند هذا الحد للمرة الخامسة، في إطار المراجعة الشهرية، نتيجة ضغوط التضخم وتوقعاته.
في غضون ذلك، قررت السلطات التركية رفع أسعار الغاز الطبيعي لأغراض الصناعة وإنتاج الكهرباء بنسبة 15 في المائة في سبتمبر (أيلول) الحالي، مقارنة بشهر أغسطس الماضي. وقالت شركة الغاز الوطنية التركية، في بيان، إنه لن تطرأ أي زيادة على أسعار الغاز بالنسبة للمنازل.
وعلق زعيم المعارضة التركية رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدارأوغلو، على الزيادة الجديدة، قائلا على « تويتر»، إن «القصر الرئاسي يثبت كل يوم أنه غير مدرك ولا يبالي بأوضاع المواطنين». وأضاف: «رفع القصر تعريفة الغاز الطبيعي بنسبة 15 في المائة لأغراض الصناعة وتوليد الكهرباء. عندما يحدث هذا، فإن الخطوة التالية، تكون الانعكاس الفعلي لهذه الزيادة على الشعب.. يعتقد القصر أنه بذلك لم يضر المواطنين، في حين أن هذه الزيادة ستنعكس بالفعل على حياتهم وعلى الأسعار بشكل عام».



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.