طائرات حربية تواصل استهداف هادي.. والحوثي وصالح يتحركان لإسقاط تعز

قبيلة مراد تُفشل أول محاولة للحوثيين للسيطرة على بوابة مأرب الجنوبية

طائرات حربية تواصل استهداف هادي.. والحوثي وصالح يتحركان لإسقاط تعز
TT

طائرات حربية تواصل استهداف هادي.. والحوثي وصالح يتحركان لإسقاط تعز

طائرات حربية تواصل استهداف هادي.. والحوثي وصالح يتحركان لإسقاط تعز

قالت مصادر محلية في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، إن طائرات حربية موالية للحوثيين أغارت لليوم الثاني على مقر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في منطقة المعاشيق، أمس (الجمعة)، دون سقوط أي ضحايا. وتأتي هذه الغارات بالتزامن مع ظهور هادي في أحد مساجد عدن لتأدية صلاة الجمعة، بعد أقل من 24 ساعة من استهداف مقره في قصف جوي، ونجاح قواته في إخماد تمرد قوات الأمن الخاصة بعدن.
وذكرت مصادر محلية وسكان محليون في عدن لـ«الشرق الأوسط»، أن انفجارات متتالية هزت مدينة كريتر المطلة على القصر الرئاسي، موضحة أن طائرات حربية شنت 3 غارات على مقر هادي، في منطقة المعاشيق، مما تسبب في حالة ذعر وهلع لدى سكان المدينة الصغيرة، وقد أجبرت المضادات الأرضية للدفاع الجوي الموالية لهادي، الطائرات بالانسحاب من سماء عدن، وهذه هي المرة الثانية التي تشن طائرات موالية لجماعة «أنصار الله» والرئيس السابق علي عبد الله صالح، غارات على المقر الرئاسي في مدينة عدن، واستهدفت هادي الذي نجا من الهجوم وتم نقله إلى مكان آمن.
وحضر هادي، أمس، صلاة الجمعة بمسجد الخير بمنطقة «خور مكسر» بعدن مرتديا الزي الشعبي الجنوبي، وهذا هو أول ظهور له منذ استهدافه الخميس في قصف جوي، وأكد مكتب هادي أن الرئيس أدى صلاة الجمعة مع عدد من قيادات السلطة المحلية والأمنية والعسكرية، ودعا خطيب الجمعة إلى طاعة الرئيس هادي باعتباره ولي الأمر الشرعي، وطالب المواطنين إلى الاصطفاف خلفه للخروج بالبلد إلى بر الأمان.
وفي السياق نفسه، سيطرت اللجان الشعبية الموالية لهادي على معسكرات قوات الأمن الخاصة، والنجدة في محافظة لحج، بعد مواجهات محدودة بينهما، وانتهت باستسلام منتسبي المعسكرات، معلنين ولاءهم لهادي.
إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية ومحلية أن قيادة قوات الأمن الخاصة الموالية للحوثيين وصالح، أرسلت تعزيزات عسكرية من مقرها الرئيسي بصنعاء، وتحت غطاء جوي، تتكون من عدة كتائب ترافقها عشرات المدرعات وناقلات جند وذخائر، وعشرات الأطقم والسيارات على متنها مسلحون حوثيون بزي رسمي وزي مدني، بينما كانت مروحية عسكرية تحوم فوق هذه التعزيزات لحمايتها، وتوقعت المصادر أن الهدف من هذه التعزيزات السيطرة على المحافظة التي تتوسط المحافظات الشمالية والجنوبية، وتعد أكثر المناطق كثافة سكانية في البلاد، التي لجأ إليها قائد قوات الأمن الخاصة بعدن المقال، عبد الحافظ السقاف، بعد فشله في السيطرة على مطار عدن الدولي. وأكدت مصادر محلية في تعز أن السلطات المحلية أرسلت تعزيزات أمنية إلى المدخل الشمالي للمحافظة، بينما أعلن ناشطون ومحتجون من أبناء تعز عن إقامة مسيرة حاشدة إلى منطقة الحوبان لصد التعزيزات الحوثية ومنعها من دخول المحافظة.
وكان المتمرد السقاف ومحافظ لحج أحمد المجيدي، نجيا من محاولة اغتيال أثناء فرار السقاف من عدن، الخميس، وقتل فيها 5 مرافقين، و3 من مسلحي اللجان الشعبية بينهم قائد محلي، في محافظة لحج المحاذية لعدن، وذكر مصدر محلي لـ«الشرق الأوسط» أن محاولة الاغتيال استهدف موكب المجيدي والسقاف أثناء عملية إخراج السقاف من عدن، عبر مديرية طور الباحة في لحج.
وفي محافظة مأرب النفطية شرق البلاد، تواصلت المواجهات المسلحة بين رجال القبائل ومسلحي الحوثي بمنطقة «قانية» التي تربط محافظتي البيضاء ومأرب، لليوم الثاني على التوالي، وأعلنت قبائل مأرب الاستنفار ورفعت جاهزية مقاتليها في معسكرات اللجان الشعبية التابعة لها بمحيط المحافظة، خاصة في المناطق الغربية والجنوبية والشمالية، وأكدت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» مقتل أكثر من 11 حوثيا وإصابة 10 آخرين، ومن القبائل قتل 4 مسلحين وجرح 5 آخرين على الأقل، مشيرة إلى أن مسلحي قبيلة مراد تصدو للحوثيين بعد محاولتهم السيطرة على مناطق حدودية، وتمكن مسلحو القبيلة من تدمير عدد من العربات المدرعة والأطقم العسكرية، وأجبروهم على التراجع، مؤكدة أن تعزيزات للحوثيين وصلت إلى المنطقة قادمة من محافظة البيضاء التي تخوض فيها معارك عنيفة مع قبائلها المدعومين بجماعة «أنصار الشريعة» الذراع المحلية لتنظيم القاعدة، وعاود الحوثيون تفجير منازل خصومهم، وفجروا، أمس، منزل رئيس حزب اتحاد الرشاد السلفي، عبد الوهاب الحميقاني، في البيضاء، وأكد الحميقاني في تصريحات صحافية أن استهداف منزله ناتج عن مواقفه السياسية، ويأتي بعد لقائه مع قيادة حزبه بالرئيس هادي في عدن.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.