بيانات تظهر «انخفاض» الأجسام المضادة بين كبار السن... ودعوات للقاحات معززة

سيدة تتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في تايلاند (رويترز)
سيدة تتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في تايلاند (رويترز)
TT

بيانات تظهر «انخفاض» الأجسام المضادة بين كبار السن... ودعوات للقاحات معززة

سيدة تتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في تايلاند (رويترز)
سيدة تتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا في تايلاند (رويترز)

تنخفض مستويات الأجسام المضادة المرتبطة بفيروس «كورونا» بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً، ما يثير المزيد من الأسئلة حول موعد إطلاق الحكومات لبرامج «اللقاحات المعززة».
وتظهر البيانات الجديدة من مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطانيا أنه رغم استمرار ارتفاع المناعة لدى كبار السن؛ فقد كان هناك انخفاض في عدد الأشخاص في هذه السن، الذين ثبت أنهم يتمتعون بالأجسام المضادة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
ولا يزال 92 في المائة ممن تجاوزوا الثمانينات لديهم أجسام مضادة لمكافحة فيروس «كورونا»، بانخفاض عن 94.4 في المائة في يوليو (تموز).
ويعتقد الخبراء أن هذه الأرقام ستستمر في الانخفاض، وبعضهم قلق بشأن الاتجاه الهبوطي قبل أشهر الشتاء.

وقال الدكتور كوينتون فيفيلمان، من مختبر لندن الطبي: «نظراً لأن المسنين والأكثر ضعفاً كانوا أول من تلقوا الجرعات، فإنهم أول من بدأ يفقد مستوى الحماية، تماماً مع اقتراب الطقس البارد». وتابع: «من المرجح أن ترتفع مستويات الإصابة بالفيروس خلال فصلي الخريف والشتاء، وسنرى ذلك يتفاقم مع أمراض أخرى، مثل الإنفلونزا».
وأضاف أنه «يجب ألا يكون الأشخاص الأكثر ضعفاً هم أول من يفقد الحماية الحيوية. حتى الآن، من المؤكد أن أكثر الأشخاص ضعفاً بنسبة 1 في المائة من المجتمع سيحصلون على جرعة ثالثة، أي أولئك الذين يعانون من ضعف شديد في جهاز المناعة».
وقال تقرير مكتب الإحصاءات الوطنية، الذي صدر يوم الأربعاء: «أظهر استطلاعنا أنه، في الأسابيع الأخيرة، زادت نسبة البالغين الذين لديهم الأجسام المضادة أو ظلت مرتفعة لجميع الفئات العمرية، لكنها بدأت في الانخفاض بشكل طفيف في الفئات العمرية الأكبر سناً». وتابع: «منذ نهاية يوليو (تموز) 2021، انخفضت الأجسام المضادة بين أولئك الذين تبلغ أعمارهم 70 عاماً وأكثر».
وأعلنت اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين أنه سيتم إعطاء جرعات ثالثة لنحو نصف مليون بريطاني ضعيف للغاية، لكن لم يتم الإعلان عن قرار بشأن برنامج الخريف للقاحات المعززة الذي طال انتظاره.

وتم حث العلماء على تسريع التطعيمات المعززة للبالغين، وقال رئيس لجنة الرعاية الصحية والاجتماعية في مجلس العموم النائب جيريمي هانت، إن التلقيحات الإضافية «تعمل بشكل واضح» في إسرائيل مثلاً. وأضاف: «يبدو أن الدرس الواضح للمملكة المتحدة هو المضي قدماً في استخدام اللقاحات المعززة، ليس فقط للمرضى المعرضين للخطر سريرياً بل للجميع».
وقال البروفسور كارل هينغان عالم الأوبئة في جامعة أكسفورد، إن انخفاض أعداد الأجسام المضادة بين كبار السن «لم يكن غير متوقع». وأوضح لصحيفة «إندبندنت»: «مع تقدمنا في العمر، تتدهور أجهزتنا المناعية تدريجياً - وهي عملية تبدأ قرابة سن الستين». وهذا يعني أن الاستجابة المناعية لكبار السن للعدوى الحادة تنخفض بمرور الوقت، كما هو الحال مع «الذاكرة المناعية الطويلة المدى المكتسبة عن طريق التطعيمات ومن العدوى السابقة».


مقالات ذات صلة

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يرفع العلاج الجديد مستويات البروتين في الخلايا الحساسة للضوء بشبكية العين (هارفارد)

علاج جيني يُعيد القدرة على السمع ويعزّز الرؤية

طوّر باحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية علاجاً جينياً للمصابين بمتلازمة «آشر من النوع 1F»، وهي حالة نادرة تسبّب الصمم والعمى التدريجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة أن استهداف العصب الذي غالباً ما يكون مبهماً يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن.

العالم العربي من داخل مجمع مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ب)

«أطباء بلا حدود»: مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج

حذرت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم الأحد، من أن مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في قطاع غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج الطبي.

«الشرق الأوسط» (غزة)

«أنا لبناني»... نادر الأتات يغنّي فوق ركام بيته الذي هدمته الحرب

الفنان اللبناني نادر الأتات (صور الفنان)
الفنان اللبناني نادر الأتات (صور الفنان)
TT

«أنا لبناني»... نادر الأتات يغنّي فوق ركام بيته الذي هدمته الحرب

الفنان اللبناني نادر الأتات (صور الفنان)
الفنان اللبناني نادر الأتات (صور الفنان)

يدخل الفنان نادر الأتات إلى كادر المخرج سام كيّال، يتأمّل ركام مبنىً كان وما عاد، ثم يجلس على كنبة مزّقتها الشظايا ويغنّي... «هون كان بيتنا هون انهدّ حيطنا... هون كانت الدكانة اللي منها اشتري». ليس في المشهد تمثيل ولا في الكلامِ شِعر، بقَدر ما فيهما من واقع حال المغنّي اللبناني الشاب. فهو، كما عدد كبير من اللبنانيين، خسر منزل أهله الذي دُمّر جرّاء القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، وخسر معه جزءاً من ذكريات الطفولة.

لم يتعمّد الأتات أن يروي قصة شخصية من خلال أغنية «أنا لبناني»، التي كتبها ولحّنها فارس إسكندر، وصدرت بالتزامن مع عيد استقلال لبنان في 22 نوفمبر (تشرين الثاني). يقول في حديث مع «الشرق الأوسط» إنه شعرَ بضرورة التعبير عمّا أصاب الوطن من خلال صوته، سلاحه الأقوى.

صحيحٌ أنّ المرحلة غير ملائمة للإصدارات الفنية، والفنانون اللبنانيون جميعُهم احتجبوا عن إصدار أي جديد خلال الحرب، إلا أنّ الأتات شكّل استثناءً بين زملائه. فمنذ مدّة قصيرة، وبالتزامن مع أكثر فصول الحرب احتداماً، أعاد تسجيل بيتَينِ معروفَين للإمام الشافعي:

«ولَرُبَّ نازلةٍ يضيق لها الفتى

ذرعاً وعند الله منها المَخرجُ

ضاقت فلمّا استحكمت حلقاتها

فُرجت وكنتُ أظنّها لا تفرج».

يقول إن تلك المقطوعة الصوتية القصيرة جاءت بمثابة «صلاة ورسالة أمل وسط كل ما يحصل».

قبل أيام، لم يتردّد لحظة في إطلاق جديده، فهو لا يعتبر «أنا لبناني» مشروعاً ترفيهياً بقدر ما يعتبرها مرآةً لمعاناة اللبنانيين، وبَوحاً بما يجول في خاطره.

بعد ضرباتٍ متتالية استهدفت الشارع الذي كان يقطن فيه والداه، تحوّل بيت العائلة إلى مجرّد ذكرى. يروي الأتات كذلك أن الخسارة لم تقتصر على المنزل، إذ إنّ الحرب سرقت شخصاً عزيزاً. «كان حسين سرحان بمثابة يدي اليمنى والمسؤول عن كل الأمور اللوجستية في مكتبي. قضى حسين بغارة إسرائيلية فيما كان نائماً في سريره. هو لا ينتمي إلى أي جهة حزبيّة، وكان مثالاً للطيبة والتفاني».

استمرّ البحث عن سرحان أياماً ليخرج بعدها جثةً من تحت الركام. حلّت الخسارة كصاعقة على الأتات: «لا شيء يعوّض عن شخص كنت أعتمد عليه كثيراً وأحبّه كأخ».

خسر الأتات في الحرب أحد عناصر فريقه الأساسيين حسين سرحان (صور الفنان)

الفنان مواطنٌ كذلك، والجميع سواسية أمام ظلم الحرب ودمارها. من منزله المتاخم لمناطق القصف في بيروت، انتقل الأتات وعائلته شمالاً، ليختبر هو كذلك تجربة النزوح. «فتح لنا أهل مدينة البترون أبوابهم وقلوبهم واستقبلونا بحبّ». لكنّ البالَ لم يهدأ، لا على البيت في العاصمة ولا على دار العائلة في طليا البقاعيّة، لا سيّما أن قسماً كبيراً من البقاع مسيّج بالنيران الإسرائيلية.

لكن الأتات، وعلى غرار الروح الإيجابية التي لطالما بثّها من خلال أغانيه، قرّر أن يتعامل مع الصدمات والخسائر الشخصية «بالتسليم لربّ العالمين، لأننا بالإيمان نستطيع تخطّي أي شيء»، وفق تعبيره. هو تسلّح كذلك بحبه للبنان، «بكل حبّة من ترابه وشبرٍ من أرضه».

الدمار الذي لحق بالمبنى حيث منزل والدَي الأتات في الضاحية الجنوبية لبيروت (صور الفنان)

هذه النقلة من الحزن إلى محاولة الفرح انعكست كذلك على أغنية «أنا لبناني» لحناً وكلاماً. فبعد المطلع المؤثّر بعباراته، ارتأى إسكندر والأتات البناء على لازمة أكثر إيجابيةً: «أنا لبناني وعينيّ شبعانة سلام وسحر وجمال وإبداع وأغاني». يردّ الأتات هذا المزيج من الأسى والتفاؤل إلى «صفة تميّز اللبنانيين وهي أنهم مهما زادت الصعوبات عليهم، يظلّون إيجابيين». يتلاقى وصفُه هذا مع الكلمات التي كتبها فارس إسكندر: «دخلك يا أرزة اضحكي ما بيلبق إلنا البكي... بإيدك بيروت أمسكي صوب شطوط الأمان». يختصر الأتات ما شعر به خلال تسجيل الأغنية بالقول إنه «رغم إيقاع الفرح، فإن الإحساس كان طالعاً من وجعٍ عميق».

منذ أشهر، توقّف الأتات وهو المعروف بأنه نجم الأفراح وحفلات الزفاف والسهرات الصيفيّة، عن المشاركة في أي حفل. أرخت الحرب بظلالها الثقيلة على النشاط الفني كما على المعنويّات، لكن ذلك لا يعني أنّ العمل سيبقى متوقفاً إلى ما لا نهاية. يقول إن «اللبناني أمثولة في الإيجابية والفرح وحُسن الذوق والثقافة، وما مرّ عليه من تدمير وأسى لا يعكس صورته الحقيقية». من هذا المنطلق، يتسلّح الأتات بالأمل ليعود إلى حراكه الإنتاجيّ مع دخول وقف إطلاق النار أيامه الأولى.

يتسلّح الأتات بالأمل ليعود قريباً إلى نشاطه الفني مع إعلان وقف إطلاق النار (صور الفنان)

قيد التحضير حالياً 4 أغنيات تتنوّع ما بين رومانسيّ كلاسيكي وإيقاعيّ راقص. يرجّح الأتات أن تكون في طليعة الإصدارات، تلك التي تحمل بهجةً للناس «لأنّ هذا ما يحتاجونه بعد الحرب».

يعلّق الفنان الشاب آماله على وقف إطلاق النار ليقول: «لا يمكن أن يظلّ العمل متوقفاً إلى الأبد. هذا مصدر رزقنا نحن الفنانين. مثلُنا مثل أصحاب المطاعم، والنجّارين، والأطبّاء، والمدرّسين، وسائر أصحاب المهن... كلّهم يعملون ومن حقنا أن نعمل أيضاً». ويضيف: «من الطبيعي أن نصبر ونتوارى قليلاً خلال فترة الأسى، لكن لا بدّ من عودة».

مستلهماً كلام أغنيته الجديدة «نقفّل عالحرب بـقفل شاب وختيارة وطفل نرجع نبني ونحتفل ونغنّي للبنان»، يصبّ الأتات آماله على أن «يظلّل الأمان والسلام فترة أعياد نهاية السنة»، مضيفاً أن الهدية بالنسبة إليه ستكون إحياء حفل ليلة رأس السنة في بيروت، ليزرع فيها الفرح بين ناسه وأهله كما جرت العادة.