عباس: إسرائيل غير جادة في حل سياسي.. وسنذهب إلى كل مكان لإقامة دولتنا

سيري يقدم للفلسطينيين مقترحًا للتهدئة مع إسرائيل يمتد من 3 إلى 5 سنوات

الرئيس عباس يترأس اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير برام الله أمس (رويترز)
الرئيس عباس يترأس اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير برام الله أمس (رويترز)
TT

عباس: إسرائيل غير جادة في حل سياسي.. وسنذهب إلى كل مكان لإقامة دولتنا

الرئيس عباس يترأس اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير برام الله أمس (رويترز)
الرئيس عباس يترأس اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير برام الله أمس (رويترز)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه لن يتراجع عن حقه في إقامة الدولة الفلسطينية، وأكد أنه سيذهب إلى كل مكان في العالم من أجل تحقيق هذا الحق، متهما الحكومة الإسرائيلية بعدم الجدية لإيجاد حل سياسي.
وقال عباس، في مستهل جلسة عقدتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير برام الله، أمس: «ما سمعناه أخيرا مقلق جدا، فقد قال نتنياهو إنه لن يكون هناك حل للدولتين، وإنه لا يريد أن تقوم دولة فلسطينية، كما أن ليبرمان قال إنه لا بد من قتل كل العرب في إسرائيل. إن هذه أحاديث عنصرية».
وأضاف عباس موضحا: «إذا صح هذا الكلام، فمعنى ذلك أنه لا توجد جدية لدى الحكومة الإسرائيلية للحل السياسي، الذي يؤدي إلى إقامة دولتين على أساس الشرعية الدولية، دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وحل كل القضايا العالقة. ولذلك نحن لن نتراجع عن مواقفنا في المطالبة بتحقيق الشرعية الدولية، ومن حقنا أن نتوجه إلى كل مكان في العالم من أجل تحقيق الحق، حسب الشرعية الدولية».
وكان عباس يرد على تصريحات لنتنياهو قبل يوم واحد من فوزه في الانتخابات الإسرائيلية، تعهد فيه للناخبين بأنه لن تقوم أي دولة فلسطينية إذا ما أعيد انتخابه. وقد ناقشت منظمة التحرير سبل التعامل مع نتنياهو بعد عودته على رأس المشهد السياسي في إسرائيل.
وكان اجتماع السلطة محددا سلفا لمناقشة قرارات المجلس المركزي الفلسطيني، الذي اتخذها بداية الشهر الحالي، التي تشمل وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. وقررت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وضع خطة مفصلة لآليات وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، إضافة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لرفع قضايا ضد إسرائيل في محكمة لاهاي، كما قررت أن يتوجه وفد إلى قطاع غزة لإتمام عملية المصالحة مع حركة حماس، بما يضمن إعمار غزة وإجراء انتخابات عامة. وترسم قرارات اللجنة التنفيذية خارطة طريق للتعامل مع حكومة نتنياهو المرتقبة في إسرائيل. وبهذا الخصوص قال مسؤولون فلسطينيون إنهم سيواصلون طريق تدويل القضية الفلسطينية، وسيمضون في محاكمة إسرائيل في الجنايات الدولية، كما سيعملون على إتمام المصالحة مع حماس، وتصعيد المقاومة الشعبية في الضفة الغربية.
وعدت «التنفيذية» في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، أن نجاح اليمين الإسرائيلي ببرنامجه المعلن والصريح، الذي كان يطبقه أصلا خلال السنوات الماضية، ويلتزم الآن صراحة بمواصلة وتسريع تطبيقه، «يستدعي وقوف جميع القوى الإقليمية والدولية بشكل أشد حزما ضد هذا النهج المدمر لكل فرص تحقيق السلام، والذي يقود إلى استمرار الاحتلال والعنصرية، وحرمان شعبنا من حقه في تقرير المصير بنفسه وعلى أرض وطنه».
وأضافت «التنفيذية» أن تطويق هذا النهج ومحاصرته وعزله على كل الصعد السياسية والاقتصادية وسواها، وتوسيع الاعتراف بدولة فلسطين ودعمها عبر مجلس الأمن وسواه من المؤسسات الدولية على خط الرابع من عام 1967 بعاصمتها القدس، «ينبغي أن يكون عنوان التحرك في المرحلة المقبلة».
كما أعلنت اللجنة التنفيذية أنه استنادا إلى قرارات المجلس المركزي الفلسطيني، فقد قررت تكليف اللجنة السياسية، ومعها قادة الأجهزة الأمنية والجهات المعنية، بوضع خطة مفصلة لتطبيق وقف التنسيق الأمني مع مؤسسات الاحتلال، وبحث الملف الاقتصادي بكل جوانبه. كما قررت اتخاذ التدابير اللازمة لإكمال خطوات الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، وما يتبعها من إجراءات بشأن التقدم بقضايا الاستيطان والعدوان الإسرائيلي المتكرر ضد الشعب الفلسطيني، خصوصا في قطاع غزة. كما «قررت توجه وفد فلسطيني موحد، يضم ممثلين عن مختلف فصائل العمل الوطني إلى قطاع غزة للبدء في حوار شامل، بمشاركة حركة حماس والجهاد الإسلامي، من أجل تنفيذ جميع ما جرى التوصل إليه في الاتفاقيات السابقة، وما اتخذه المجلس المركزي من قرارات بشأن المصالحة الوطنية، خصوصا تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة عملها، وبالذات في ما يتعلق بإعادة الإعمار، وكذلك تفعيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية، حسب المرسوم الذي صدر بهذا الشأن».
من جهة ثانية، أكد القيادي في حركة حماس صلاح البردويل، أمس، أن مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى الشرق الأوسط، روبرت سيري، قدم خلال زيارته الأخيرة للقطاع قبل أسبوعين مقترحا للتهدئة مع إسرائيل، تمتد من 3 إلى 5 سنوات.
وذكر البردويل، في تصريحات للصحافيين في غزة، أن اقتراح سيري يستهدف خلق فرصة لدعم إعادة إعمار قطاع غزة، وأن تقوم إسرائيل بفتح المعابر، والموافقة على إنشاء ميناء بحري للقطاع، مشيرا إلى أن غزة الآن في حالة تهدئة، وأن على إسرائيل أن تطبق بنود التهدئة المتفق عليها في القاهرة في 26 أغسطس (آب) الماضي التي أخلت بها. وأكد البردويل أنه «إذا كان هناك تفكير في مشروع تهدئة آخر، فإنه لن يكون إلا بالتشاور مع الفصائل الفلسطينية الأخرى كلها»، مشيرا إلى أن الموضوع لا يخص حماس وحدها.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.