ضم رونالدو... حنين للماضي أم أمل في عودة يونايتد إلى منصات التتويج؟

سولسكاير لم يتمكن من إعادة البطولات الكبرى إلى الفريق لكنه نجح في إعادة النجم البرتغالي

فيرغسون قال عن رونالدو إنه أكثر لاعب موهوب تولى تدريبه (أ.ف.ب)
فيرغسون قال عن رونالدو إنه أكثر لاعب موهوب تولى تدريبه (أ.ف.ب)
TT

ضم رونالدو... حنين للماضي أم أمل في عودة يونايتد إلى منصات التتويج؟

فيرغسون قال عن رونالدو إنه أكثر لاعب موهوب تولى تدريبه (أ.ف.ب)
فيرغسون قال عن رونالدو إنه أكثر لاعب موهوب تولى تدريبه (أ.ف.ب)

من الواضح أن مانشستر يونايتد بقيادة أولي غونار سولسكاير لديه حنين كبير للماضي، فلم يتوقف الأمر عند إعادة سولسكاير نفسه لتولي القيادة الفنية للشياطين الحمر بعدما تألق على مدار سنوات كلاعب تحت قيادة المدير الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون، لكنه امتد إلى إعادة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى «أولد ترافورد» مرة أخرى.
ولم يتمكن سولسكاير من إعادة بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز أو بطولة دوري أبطال أوروبا إلى «أولد ترافورد»، لكنه نجح في إعادة النجم البرتغالي، على أمل أن يقود النادي الإنجليزي إلى منصات التتويج مرة أخرى. وسواء أكان كريستيانو رونالدو هو اللاعب الذي يحتاجه مانشستر يونايتد في الوقت الحالي أم لا، فمن الواضح أن سولسكاير لديه حنين كبير للماضي، لذلك عمل على إعادة رونالدو على أمل أن ينجحا سوياً في إعادة البطولات. وقال المدير الفني النرويجي عن اللاعب البرتغالي: «إنه أسطورة في هذا النادي، إنه أعظم لاعب عبر كل العصور».
والآن، يهدف سولسكاير، صاحب هدف الفوز التاريخي في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1999. ورونالدو، صاحب هدف مانشستر يونايتد في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2008، إلى استعادة أمجاد الماضي. لقد تألق رونالدو، الذي يلقب بأنه جورج بست القرن الحادي والعشرين، بقميص مانشستر يونايتد، وقاده للحصول على البطولات المحلية والقارية، وحصل على الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، وبالتالي فإن عودته إلى «أولد ترافورد» هي الأكثر دراماتيكية في تاريخ النادي منذ عودة بول سكولز المفاجئة بعد الاعتزال.
وبالنظر إلى رغبة مانشستر سيتي في التعاقد مع رونالدو، حتى لو كانت أقل حماسة من رغبة مانشستر يونايتد، فإن جماهير الشياطين الحمر تشعر بسعادة بالغة لعودة نجمها الأبرز إلى «أولد ترافورد» مرة أخرى. ومن الواضح أن العلاقة بين رونالدو ومانشستر يونايتد قوية للغاية، ولم تتأثر أو تمت أبداً. لقد قال المدير الفني النرويجي ذات مرة عن رونالدو: «إنه يعرف ما نشعر به تجاهه، وإذا كان سيرحل عن يوفنتوس، فإنه يعلم أننا هنا». لقد تم التأكيد على ذلك. وكتب فيرغسون في سيرته الذاتية عن العلاقة بينه وبين رونالدو قائلاً: «العلاقة بيننا قوية للغاية رغم الفراق». ويمكن قول الشيء نفسه عن العلاقة بين رونالدو والنادي ومشجعيه أيضاً. غالباً ما يستقبل جمهور مانشستر يونايتد نجومه المميزين بشكل جيد، لكن الترحيب الحار برونالدو عند عودته إلى «أولد ترافورد» للمرة الأولى مع ريال مدريد في عام 2013. كان مختلفاً تماماً؛ حيث حظى النجم البرتغالي باستقبال أسطوري.
ظل رونالدو من المشجعين ليونايتد حتى بعد رحيله عن النادي. وعندما عاد إلى مانشستر مع ريال مدريد في 2013، وبعدما سجل هدف الفوز في أولد ترافورد ليقصي يونايتد من دوري الأبطال، رفض رونالدو الاحتفال. وتلقى تصفيقاً حاراً من جماهير يونايتد الذين تغنوا باسمه طوال المباراة. وتحدث رونالدو في كثير من الأحيان بكلمات متوهجة عن فترته في يونايتد، ووصف المدرب السابق فيرغسون بأنه «والده في كرة القدم». وذكرت تقارير واسعة الانتشار أن فيرغسون، المعتزل حالياً لكنه لا يزال مديراً في النادي، كان له دور في إقناع رونالدو بعدم الانتقال إلى سيتي، والعودة بدلاً من ذلك إلى أولد ترافورد.
لقد كان رونالدو هو النجم الأبرز والأهم في ثالث جيل رائع يكوّنه السير أليكس فيرغسون لمانشستر يونايتد، ويمكن القول أيضاً إنه كان السبب في الانتكاسة التي تعرض لها الفريق عند رحيله إلى ريال مدريد في عام 2009. لقد فاز مانشستر يونايتد بدونه بلقبين آخرين للدوري الإنجليزي الممتاز، ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرة أخرى، لكن كل ذلك يعود في الأساس إلى الشخصية القوية لفيرغسون، وكان من الواضح للجميع أن رحيل رونالدو جعل مانشستر يونايتد يفقد جزءاً كبيراً من قوته.
وقال فيرغسون في وقت لاحق عن رونالدو: «إنه أكثر لاعب موهوب توليت تدريبه. لقد تجاوز كل العظماء الآخرين الذين دربتهم». وبالتالي، لم يكن من المفاجئ أن يصبح مانشستر يونايتد أقل قوة ونشاطاً بدون رونالدو. ويمكن القول بكل ثقة إنه رغم مرور 12 عاماً على رحيل رونالدو عن «أولد ترافورد»، فإن مانشستر يونايتد لم يتمكن خلال تلك الفترة الطويلة من إيجاد بديل له، سواء داخل الملعب أو خارجه. ربما سيصبح جادون سانشو أول جناح من الطراز العالمي يلعب في مركز الجناح الأيمن منذ رحيل رونالدو، الذي عاد الآن بعدما تألق في مركز جديد، وهو رأس الحربة. لكن السؤال الذي يطرحه الجميع الآن هو؛ هل سيتمكن رونالدو من تقديم نفس المستويات التي كان يقدمها في السابق؟
لقد تقدم النجم البرتغالي في السن، فهو يلعب منذ سنوات طويلة، كما لعب إلى جوار سولسكاير لمدة 4 سنوات. ولعب سولسكاير لمدة 6 دقائق مع رونالدو في أول مباراة للاعب البرتغالي مع الشياطين الحمر في عام 2003. لقد استحوذ رونالدو على قلوب جماهير مانشستر يونايتد، وكتب فيرغسون لاحقاً: «رونالدو كان له التأثير الأكبر على مشجعي مانشستر يونايتد منذ كانتونا».
لكن مرّ وقت طويل للغاية منذ ذلك الحين، فقد انضم صاروخ ماديرا إلى مسرح الأحلام، وهو في الثامنة عشرة من عمره، لكنه الآن في السادسة والثلاثين. لقد لعب رونالدو في أول مباراة له مع مانشستر يونايتد أمام يوري دجوركاييف، الذي يبلغ من العمر 53 عاماً الآن! كما أن قائد مانشستر يونايتد في تلك المباراة، روي كين، قد تجاوز الخمسين من عمره. وعلاوة على ذلك، فإن زملاءه في تلك المباراة يعملون الآن محللين للمباريات، بالإضافة إلى سولسكاير الذي يتولى الآن القيادة الفنية لمانشستر يونايتد، ومايكل كاريك، الذي يعمل الآن مدرباً للفريق الأول، ودارين فليتشر، المدير التقني للنادي، ولم يعد أي منهم يلعب حتى الآن.
لقد انتقل رونالدو إلى مانشستر يونايتد وهو لاعب مراهق يمتلك مهارات كبيرة، وعاد الآن وهو لاعب مخضرم وصاحب أكبر رصيد من الأهداف في تاريخ كرة القدم بـ783 هدفاً، لكنه لم يحرز سوى 5 أهداف فقط من هذه الأهداف قبل انضمامه إلى مانشستر يونايتد. لقد شهدت مسيرة رونالدو تحولات جذرية؛ حيث بدأ لاعباً جيداً يمتلك مهارات جيدة، ثم تحول للاعب مبدع يقدم مستويات استثنائية، قبل أن يتحول في النهاية إلى ماكينة أهداف لا تتوقف عن هز شباك الخصوم. لقد سجل النجم البرتغالي 91 هدفاً في مواسمه الثلاثة الأخيرة مع مانشستر يونايتد، وهو الأمر الذي كان يبدو استثنائياً قبل أن يسجل 450 هدفاً خلال 9 سنوات مع ريال مدريد.
لقد أثبت فيرغسون أنه كان محقاً تماماً عندما استغنى عن خدمات المهاجم الهولندي المميز رود فان نيستلروي لكي يبني الفريق حول رونالدو. لكن بعد 15 عاماً، قد تأتي عودة رونالدو على حساب ماسون غرينوود وأنتوني مارسيال وإدينسون كافاني. ربما سيتم تهميش المهاجم الأوروغواياني، الذي كان سولسكاير يعتمد على خبراته الهائلة في المباريات الكبيرة، وربما سيتخلص الفريق من مارسيال بعد الأداء الباهت الذي قدّمه في موسم 2020 - 2021. من أجل إفساح المجال لمشاركة رونالدو. قد يكون غرينوود هو المهاجم المستقبلي لمانشستر يونايتد على المدى الطويل، لكن قد يتم تأجيل المستقبل الآن بسبب عودة الماضي من جديد!



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».