{المركزي} الأوروبي يدرس تطبيعاً لسياسته النقدية

نمو قوي للمصانع وتراجع مستمر للبطالة

يدرس البنك المركزي الأوروبي تطبيق سياسته النقدية التوسيعية على خلفية التعافي الاقتصادي القوي (رويترز)
يدرس البنك المركزي الأوروبي تطبيق سياسته النقدية التوسيعية على خلفية التعافي الاقتصادي القوي (رويترز)
TT

{المركزي} الأوروبي يدرس تطبيعاً لسياسته النقدية

يدرس البنك المركزي الأوروبي تطبيق سياسته النقدية التوسيعية على خلفية التعافي الاقتصادي القوي (رويترز)
يدرس البنك المركزي الأوروبي تطبيق سياسته النقدية التوسيعية على خلفية التعافي الاقتصادي القوي (رويترز)

قال نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي لويس دي غيندوس في تصريحات نُشرت الأربعاء، إن البنك يدرس تطبيق سياسته النقدية التوسيعية على خلفية التعافي الاقتصادي القوي في منطقة اليورو.
ووصف دي غيندوس البيانات الأخيرة بـ«الإيجابية للغاية»، وتوقع أن يعود الاقتصاد الأوروبي لمستويات ما قبل جائحة كورونا بحلول نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل. وقال لصحيفة «إل كونفيدنسيال» الإسبانية: «إذا تعافي التضخم والاقتصاد، فسيكون هناك تطبيع تدريجي منطقي للسياسة النقدية والسياسة المالية أيضا».
وكانت الإحصاءات التي صدرت هذا الأسبوع قد أظهرت أن معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو وصل لأعلى مستوى منذ عشرة أعوام بلغ 3 في المائة خلال أغسطس (آب) الماضي.
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الحاكم للبنك في التاسع من سبتمبر (أيلول) الحالي لاتخاذ قرار بشأن سياسته. وأثارت الدلالات على التعافي الاقتصادي وارتفاع معدل التضخم دعوات تطالب البنك بتقليص برنامجه لشراء الأصول. وكان البنك المركزي الأوروبي قد دشن في بداية جائحة كورونا برنامج شراء طارئ لأسهم وسندات الشركات. وتبلغ قيمة برنامج الشراء الطارئ حاليا 1.85 تريليون يورو (2.18 تريليون دولار). ومن المقرر أن يستمر العمل به حتى مارس (آذار) 2022.
ويأتي ذلك بينما كشف مسح الأربعاء أن نمو قطاع الصناعات التحويلية في منطقة اليورو ظل قويا في أغسطس، لكن مشكلات سلاسل الإمداد المرتبطة بجائحة كوفيد - 19 ظلت تعرقل إمدادات المواد الخام التي تحتاج إليها المصانع، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
وعزز تخفيف القيود المفروضة للحد من تفشي فيروس كورونا الطلب، لكن كثيرا من الشركات أعلنت أنها تواجه مشكلات لوجستية وعجزا في الإنتاج ونقصا في العمالة.
وانخفضت القراءة النهائية لمؤشر آي.إتش.إس ماركت لمديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية إلى 61.4 نقطة في أغسطس، مقارنة مع 62.8 في يوليو (تموز)، لكنها أقل من تقديرات أولية عند 61.5 نقطة.
وانخفض مؤشر يقيس الإنتاج، ويغذي مؤشر مجمع لمديري المشتريات من المقرر صدوره الجمعة ويعتبر مقياسا جيدا لمتانة الاقتصاد، من 61.1 نقطة في يوليو إلى 59.0 في أغسطس. وأي قراءة فوق مستوى الخمسين تشير إلى النمو.
ويعني النقص المستمر في المواد وقلة الانتقالات المتاحة أن باعة السلع التي تحتاج إليها المصانع يمكنهم رفع التكاليف مجددا. وبهذا ظل مؤشر المدخلات مرتفعا عند 87.0 نقطة وإن كان يقل بكثير عن مستوى قياسي بلغه في يوليو عند 89.2 نقطة... ونتيجة لذلك رفعت المصانع الأسعار مجددا بشدة.
وبالتزامن، أظهرت بيانات نشرها مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي الأربعاء انخفاض معدل البطالة في منطقة العملة الأوروبية الموحدة اليورو في يوليو، بدعم من فتح الاقتصادات بعد الموجة الثانية من إصابات كورونا.
وتراجع معدل البطالة إلى 7.6 في المائة في يوليو، كما كان متوقعا، بعدما سجل 7.8 في المائة في يونيو (حزيران). وكانت البطالة سجلت 8.4 في المائة في الشهر نفسه من العام الماضي. وانخفض عدد العاطلين عن العمل في يوليو بمعدل 350 ألفا عن يونيو. وعلى أساس سنوي، تراجع عدد العاطلين بـ1.336 مليون. وانخفض معدل البطالة بين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما إلى 16.5 في المائة في يوليو، مقابل 17.2 في المائة في يونيو. وتراجعت بطالة الشباب بمعدل 149 ألفا في يوليو. وفيما يتعلق بمعدل البطالة في الاتحاد الأوروبي ككل، فقد تراجعت إلى 6.9 في المائة في يوليو، مقابل 7.1 في المائة في يونيو، ومقابل 7.6 في المائة في يوليو 2020.



«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.