العراق يعلن اكتمال إجراءات مشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج

TT

العراق يعلن اكتمال إجراءات مشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج

أعلنت وزارة الكهرباء العراقية إكمال جميع الإجراءات المتعلقة بمشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج. وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى، في تصريح صحافي، إنه «تم إنجاز 87 في المائة من التفاهمات التي طرحت بين العراق ودول الخليج حول الربط الكهربائي»، مؤكداً أنه «لم يتبقَّ من المشروع إلا توقيع مذكرة تنفيذ الخط الناقل الذي يربط محطة (الفاو) بمحطة (الزور) الكويتية». وأضاف موسى أن «سعة الربط الكهربائي في مرحلته الأولى سيكون بنسبة 500 ميغاواط بنقله إلى محافظة البصرة في صيف عام 2022». وكشف عن «سعي وزارة الكهرباء إلى إحالة مشاريع الطاقة الشمسية للعمل بواقع 7500 ميغاواط، لا سيما أنه تم توقيع اتفاقية مبدئية مع الشركة الصينية (باور جاينا) بواقع 2000 ميغاواط، بحضور رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، فضلاً عن إنشاء محطة للطاقة الشمسية في محافظة المثنى بواقع 750 ميغاواط»، لافتاً إلى أن الجانب الإيراني «يتعمد في الغالب قطع إمدادات الغاز والكهرباء عن العراق من جانب واحد وفي أوقات حرجة بالنسبة للجانب العراقي؛ حيث قطع الإمدادات خلال شهر يوليو (تموز) الماضي متذرعاً بأن السبب في ذلك يعود إلى حاجة الداخل الإيراني إلى الكهرباء، بينما يوجد اتفاق ملزم له مع الجانب العراقي بناء على سماح العراق لاستيراد الغاز والكهرباء استثناء من نظام العقوبات الأميركية المفروض على إيران». يضاف إلى ذلك أن إيران «تقطع الإمدادات بين آونة وأخرى بسبب عدم تسديد العراق ديوناً بذمته لإيران تبلغ نحو 5 مليارات دولار، في حين يعلن العراق أنه لا يستطيع تحويل هذه الأموال بالدولار نظراً لنظام العقوبات الأميركي على إيران الذي يحول دون تسديد أموال بالدولار إلى إيران». وعاودت وزارة الكهرباء، أمس الأربعاء، الحديث عن فقدان مزيد من ميغاواطات الكهرباء بسبب انخفاض توريد الغاز من إيران؛ الأمر الذي يقلص ساعات التجهيز إلى المواطنين. وقالت في بيان لها إن «الوزارة في ظل مساعيها لخلق ملف واعد للطاقة الكهربائية وتنويع مصادرها للمحافظة على ما تم تحقيقه من إنتاج هو الأول من نوعه منذ تأسيسها، وتزامناً مع أيام شهر محرم والاستعدادات التامة للزيارة الأربعينية، تعرضت المنظومة الوطنية لتحدٍ قديم متجدد، يتمثل في انحسار إطلاقات الغاز الإيراني المورّد لمحطات الإنتاج في المناطق الوسطى والجنوبية من 49 مليون متر مكعب يومياً إلى 8 ملايين متر مكعب، الأمر الذي أدّى إلى تحديد أحمال المنظومة الوطنية وخسارة نحو 5500 ميغاواط من الطاقة من دون علم بالأسباب». وأضاف البيان أن «الوزارة اتخذت إجراءاتها العاجلة المتضمنة التنسيق العالي مع وزارة النفط لضخ كميات إضافية من الوقود البديل لأجل تعويض ما فقدته المنظومة من الغاز المورّد والذي يمكن أن يؤثر في إدامة زخم الإنتاج». ولفت البيان إلى أن الوزارة أجرت ما سمتها «اتصالات دبلوماسية مع وزارة الطاقة الإيرانية وسفارتها في العاصمة بغداد لتوضيح الظروف الموجبة لهذا الانحسار لكي تتم معالجة الموقف».
إلى ذلك؛ أعلنت وزارة النفط العراقية أن مجموع الواردات المتحققة من مبيعات النفط للشهر الماضي بلغت أكثر من 6 مليارات دولار نظراً لارتفاع أسعار النفط وارتفاع صادرات العراق من الحقول النفطية بين محافظتي البصرة وكركوك. وكثيرا ما ينتقد العراقيون الطبقة السياسية العراقية التي تستعد للانتخابات المبكرة بكمية هائلة من الوعود بينما فشلت في تأمين الحد الأدنى من الطاقة الكهربائية رغم الميزانية السنوية الضخمة والتي تبلغ أكثر من 100 مليار دولار. لكن أسباباً عديدة؛ من بينها الفساد المالي والإداري والتوجه نحو الوظيفة العمومية في الدولة، أرهقت الميزانية العامة بحيث يذهب ما نسبته 70 في المائة منها للرواتب والأجور وتكاليف التشغيل؛ الأمر الذي يؤدي إلى عدم إنشاء مشاريع كبرى في البلاد. وتقدر المصادر العراقية مجموع المبالغ التي دخلت خزينة الدولة منذ عام 2003 بأكثر من ألف ومائتي مليار دولار، بينما قدرت رئاسة الجمهورية مجموع الأموال المهربة إلى الخارج بسبب الفساد بأكثر من 150 مليار دولار أميركي.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.