معارك وضربات جوية في مأرب تكبّد الحوثيين عشرات القتلى

TT

معارك وضربات جوية في مأرب تكبّد الحوثيين عشرات القتلى

أفادت مصادر عسكرية يمنية، بأن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران تكبّدت عشرات القتلى والجرحى والأسرى من عناصرها خلال معارك مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وجراء ضربات جوية لتحالف دعم الشرعية في جبهات محافظة مأرب خلال يومي الاثنين والثلاثاء.
وبحسب مصدر ميداني تحدث لـ«الشرق الأوسط»، شنّت الميليشيات الحوثية أعنف الهجمات في جبهات الكسارة في غرب مأرب وفي جبهة رحبة في جنوبها خلال اليومين الأخيرين، إلا أن قوات الجيش والمقاومة كسرت هذه الهجمات مسنودة بطيران تحالف دعم الشرعية، وهو ما كبّد الجماعة نحو 60 قتيلاً، إضافة إلى عشرات الأسرى والجرحى.
وبحسب المصادر، فإن الميليشيات الحوثية دفعت الثلاثاء بالعشرات من عناصرها لتكرار الهجوم الذي بدأته الاثنين في مسعى لانتشال جثث قادتها غربي مأرب وجنوبها، إلا أن الهجوم مُني بالفشل. وفي جبهة الكسارة وحدها، ذكرت المصادر، أن الميليشيات تكبّدت نحو 40 قتيلاً حاولوا التسلل إلى مواقع الجيش الوطني، وأن القوات تمكنت من استعادة مواقع، من بينها «حمة الذياب».
وعلى ما أفادت به المصادر الرسمية، كانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ورجال القبائل، كسرت الاثنين هجوماً لميليشيا الحوثي في جبهة رحبة جنوب محافظة مأرب، وألحقوا بها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصادر ميدانية، أن «عناصر الجيش والمقاومة بعد أن كسروا الهجوم شنّوا هجوماً معاكساً تمكنوا خلاله من دحر الميليشيا الحوثية من عدّة مواقع وألحقوا بها خسائر بشرية ومادية كبيرة».
وأضافت المصادر، أن قوات الجيش والمقاومة «استعادت أسلحة متوسطة وخفيفة وكميات من الذخائر المتنوعة من قبضة الميليشيا، كما ألقوا القبض على 11عنصراً حوثياً أثناء المعركة».
وبالتزامن مع هذه المعارك، شنّت مدفعية الجيش - بحسب المصادر - قصفاً مكثّفاً استهدف تحركات الميليشيا الحوثية على امتداد الجبهة ودمّرت مرابض المدفعية المعادية، في حين استهدف طيران تحالف دعم الشرعية تعزيزات حوثية في منطقة المشيريف كانت متوجهة إلى جبهة رحبة، وأسفرت الغارات عن تدمير آليات قتالية وعربات مع مقتل جميع من كانوا على متنها.
إلى ذلك، أفاد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، بأن الميليشيات خسرت في جبهة الكسارة في غرب مأرب 23 عنصراً إلى جانب تدمير ثلاث عربات ومقتل من كانوا على متنها بقذائف المدفعية، وتدمير ثلاث عربات أخرى بغارات جوية لطيران تحالف دعم الشرعية.
في هذه الأثناء، قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك «إن التصعيد المستمر لميليشيا الحوثي وجرائم الحرب التي ترتكبها واستهدافها المتكرر للأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية، دون أي اعتبار للتحركات الأممية والدولية للحل السياسي، مؤشر على إسقاطها خيار السلام والإصرار على المقامرة بدماء اليمنيين تنفيذا لأجندات وتعليمات النظام الإيراني».
وأعرب عبد الملك خلال لقائه أمس في الرياض القائم بأعمال السفارة النرويجية لدى اليمن سيجنه جورو جيلين، عن تطلعه، لممارسة مزيد من الضغوط على ميليشيا الحوثي وداعميها في طهران لتطبيق مرجعيات الحل السياسي الثلاث المتوافق عليها باعتبارها الطريق الأضمن والوحيد نحو السلام والاستقرار في بلاده.
وكانت مصادر مطلعة أفادت في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، بأن قادة الجماعة في المديريات الريفية القبلية المحيطة بصنعاء عقدوا العديد من اللقاءات مع الأعيان وزعماء القبائل لحضهم على الدفع بمجندين جدد لمهاجمة مأرب.
واعترفت وسائل إعلام الجماعة الحوثية بتنفيذ حملات التجنيد، وقالت، إن لقاءات موسّعة عقدت في مديريات محافظة صنعاء ناقشت آليات تعزيز جهود التعبئة والتحشيد للجبهات، حيث أقرت اللقاءات «تشكيل فرق تحشيد على مستوى عزل وقرى المديريات وغرفة عمليات للمتابعة والتقييم بالتنسيق مع مختلف الجهات».
وفي خطبته الأخيرة، طلب زعيم الميليشيات الحوثية من أنصاره الدفع بالمزيد من المقاتلين باتجاه مأرب، حيث يرى أن السيطرة عليها ستمكّنه من تعزيز الموارد المالية للإنفاق على المجهود الحربي وشراء الولاءات، إضافة إلى الأهمية الاستراتيجية لموقع المحافظة التي تجاور شبوة وحضرموت النفطيتين.
وفي أحدث إحاطة أممية، أبلغ الأمين العام المساعد في إدارتي الشؤون السياسية وشؤون بناء السلام، وعمليات السلام، في الأمم المتحدة محمد الخياري، مجلس الأمن الدولي بأنه «لم يتحقق أي تقدم في الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق يستند إلى خطة النقاط الأربع المقدمة إلى الأطراف».
وتتألف تلك النقاط من «وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإعادة فتح مطار صنعاء وتخفيف القيود المفروضة على تدفق الوقود والسلع الأساسية الأخرى عبر ميناء الحديدة واستئناف المفاوضات السياسية المباشرة بين الأطراف اليمنية».
وقال الخياري «لقد استمر الحوثيون في اشتراط فتح موانئ الحديدة ومطار صنعاء، قبل استئناف مشاركتهم في عملية السلام». مشيراً إلى تقدم الميليشيات الحوثية حول الحدود بين محافظتي مأرب وشبوة. حيث أصبحت الطرق الرئيسية المؤدية إلى مأرب أكثر تهديداً على نحو خطير».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.