تأكيدات أميركية ـ أوروبية بدعم العراق عسكرياً

وسط تصاعد نشاط «داعش» في المحافظات الغربية

TT

تأكيدات أميركية ـ أوروبية بدعم العراق عسكرياً

أكدت الولايات المتحدة الأميركية استمرار وجودها في العراق، مبينة أن أمامها مع العراق طريقاً طويلة. وقال القنصل الأميركي في إقليم كردستان العراق، روبرت بالدينو، خلال مؤتمر صحافي بمدينة أربيل، إن «واشنطن ستسحب نهاية هذا العام قواتها القتالية من العراق، إلا أن قواتها الأخرى ستستمر في تدريب القوات العراقية والبيشمركة».
وأضاف بالدينو، أن «الولايات المتحدة أمامها طريق طويلة مع العراق، ولا يمكن سحب القوات الأميركية من تلك المنطقة لحاجة العراق إليها».
من جهته، أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن «بغداد تولي أهمية بالغة لعلاقات التعاون والشراكة مع دول الاتحاد الأوروبي». وقال الكاظمي خلال استقباله سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق مارتن هوت، إن «العراق يولي أهمية عالية لهذه العلاقات على الصعد كافة».
أما السفير الأوروبي، فقد جدد «التزامات الاتحاد الأوروبي بمساعدة العراق في إنجاح الانتخابات المقبلة في العراق، وكذلك في مجال تعضيد جهود الحكومة العراقية في أن تكون الانتخابات ونتائجها المعبر الحقيقي عن إرادة الشعب العراقي». وكانت فرنسا شاركت بشخص الرئيس إيمانويل ماكرون في قمة بغداد للتعاون والشراكة، في حين أكد ماكرون أن فرنسا باقية في العراق بصرف النظر عن الموقف الأميركي.
وتأتي التأكيدات الأميركية - الأوروبية على دعم العراق في وقت بدأت تتصاعد هجمات «داعش» في المناطق الغربية من البلاد، بالإضافة إلى هجوم له في كركوك شمال العراق. وفي حين أطلقت القوات العراقية عملية من ثلاثة محاور لمطاردة عناصر تنظيم «داعش» على الشريط الحدودي مع سوريا، فإن التحالف الدولي من جهته أعلن تنفيذه عملية غربي العراق أمس (الثلاثاء). وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في بيان له، إن «الجهود من قبل القوات العراقية مستمرة في ضرب عصابات (داعش) من خلال حرمانها من الملاذات الآمنة والموارد اللازمة للعودة». وأضاف، أن «طيران الجيش العراقي استهدف مؤخراً 3 إرهابيين من عناصر (داعش) تم رصدهم داخل عجلة (بيك آب) في محافظة الأنبار غربي العراق أثناء تقديم الدعم الاستطلاعي لقيادة العمليات». يذكر، أن التحالف الدولي هو الذي يقدم الاستشارة والمعلومات للجانب العراقي في حال تم استهداف أهداف لتنظيم «داعش».
إلى ذلك، أعلنت قيادة قوات حرس الحدود، البدء بعملية أمنية من ثلاثة محاور في الشريط الحدودي مع سوريا. وقال بيان للقيادة، إن «قائد قوات الحدود الفريق الركن حامد الحسيني شرع (أمس) في عملية ثأر الشهداء من 3 محاور»، مبيناً أن «العملية تشمل الشريط الحدودي العراقي - السوري بمثلث مناطق الوليد»، موضحاً أن « تشكيلات عسكرية عدة شاركت بالعملية، وهي قيادة قوات الحدود والحشد الشعبي». من جهته، أعلن المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، أن «حجم الدعم المقدم إلى قوات حرس الحدود كبير جداً، وأن هذه القوات حصلت على تجهيزات ومعدات تمكّنها من السيطرة على الحدود ومنع عمليات التسلل»، مبيناً أن «قوات من الجيش والشرطة الاتحادية تعمل مع قوات حرس الحدود من أجل تأمين الحدود العراقية - السورية». وأكد الخفاجي، أنه «تم إغلاق الكثير من الثغرات الأمنية، وعمل مانع على الحدود الذي أسهم في الحد من عمليات التسلل»، مشيراً إلى «إلقاء القبض على الكثير من الذين حاولوا التسلل إلى الأراضي العراقية خلال الفترة الماضية».
وفي محافظة الأنبار أيضاً، وطبقاً لمصدر أمني، فإن اثنين من حرس الحدود سقطا ضحية انفجار عبوة ناسفة في حين أصيب ثالث بجروح. وطبقاً للمصدر، فإن العملية تمت نتيجة هجوم مزدوج لعناصر من «داعش». وفي كركوك، فإن أهالي إحدى القرى أحبطوا هجوماً لتنظيم «داعش» من دون تسجيل إصابات بشرية، باستثناء خسائر مادية لحقت بالممتلكات. وقال مصدر أمني هناك، إن «عناصر («داعش) هاجموا في الساعة الثانية من ظهر أمس قرية دكشمان الكبيرة في ناحية تازة التابعة لقضاء داقوق جنوبي كركوك، إلا أن الأهالي تصدوا لهم وأحبطوا الهجوم». وبيّن أن المهاجمين «قاموا بإضرام النيران في منزل مواطن يدعى (محمود صالح جاكل)، وكذلك حرق ثلاث عجلات وساحبتين زراعيتين، بالإضافة إلى قتل عدد من الأغنام والأبقار»، مؤكداً عدم تسجيل أي خسائر بشرية.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.