موراي يقدم عرضاً قوياً قبل الخسارة أمام تسيتسيباس... وروبليف يعبر الدور الأول

أوساكا تتأهل للدور الثاني في «أميركا المفتوحة للتنس» والتونسية أنس جابر تطيح الفرنسية كورنيه

أنس جابر (أ.ف.ب)
أنس جابر (أ.ف.ب)
TT
20

موراي يقدم عرضاً قوياً قبل الخسارة أمام تسيتسيباس... وروبليف يعبر الدور الأول

أنس جابر (أ.ف.ب)
أنس جابر (أ.ف.ب)

نفى لاعب التنس اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس خرق القواعد فيما يتعلق بالوقت الذي حصل عليه لدخول دورة المياه خلال المباراة الماراثونية التي انتهت بفوز مثير على البريطاني آندي موراي في الدور الأول من «بطولة أميركا المفتوحة» المقامة على ملاعب «فلاشينغ ميدوز». ووجه موراي (34 عاماً) انتقادات حادة إلى تسيتسيباس المصنف الثالث للبطولة، قائلاً إنه افتقد الاحترام له، وذلك بعد أن غاب تسيتسيباس عن الملعب لنحو 8 دقائق مع بداية المجموعة الخامسة من المباراة.
وحسم تسيتسيباس المباراة بالفوز 2 - 6 و7 - 6 و3 - 6 و6 - 3 و6 - 4 بعد منافسات استمرت أقل من 5 ساعات بقليل، أمام موراي المتوج باللقب عام 2012. وقال تسيتسيباس في رده على انتقادات موراي: «إذا كان هناك شيء يفترض أن يخبرني به، فيجب أن نتحدث، نتحدث معاً، كي نفهم ما الخطأ الذي حدث». وأضاف اللاعب اليوناني: «لا أعتقد أنني انتهكت أي قواعد. لعبت وفقاً للتعليمات والطريقة التي تسير بها الأمور. لا أعرف شعور منافسي عندما أخوض مباراة. فهذا لا يشكل أولوية بالنسبة لي». وتابع: «ما دمت ألعب وفقاً للقواعد التي تعدّ عادلة من جانب (الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين)، فإن أي شيء آخر يبدو على ما يرام. لا أحمل أي شيء ضده. بالتأكيد لا شيء». وبعد هزيمة موراي وكذلك خروج مارين تشيليتش الذي انسحب خلال مباراته في الدور الأول أمام فيليب كولشرايبر، أصبح النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش هو اللاعب الوحيد في منافسات الرجال الذي سبق له التتويج في بطولات «غراند سلام» الأربع الكبرى، ويحمل 20 لقباً بها.
وحقق الروسي دانييل ميدفيديف (25 عاماً)، المصنف الثاني للبطولة، انطلاقة قوية في مساعيه للتتويج بأول لقب له في «غراند سلام»، وتغلب على الفرنسي ريشار غاسكيه 6 - 4 و6 - 3 و6 - 1 في مباراة استغرقت أقل من ساعتين. وتلقى الأسترالي نيك كيريوس صدمة بالخروج المبكر من البطولة، حيث تغلب عليه الإسباني روبرتو باوتيستا أغوت 6 - 3 و6 - 4 و6 - صفر. وتأهل الروسي أندري روبليف، المصنف الخامس للبطولة، إلى الدور الثاني بالفوز على الكرواتي المخضرم إيفو كارلوفيتش 6 - 3 و7 - 6 و6 - 3.
ولدى السيدات، استهلت النجمة اليابانية نعومي أوساكا مشوار الدفاع عن لقب البطولة بالفوز على التشيكية ماري بوزكوفا 6 - 4 و6 - 1 مساء الاثنين ضمن منافسات الدور الأول للبطولة. وتغلبت أوساكا، المصنفة الثالثة للبطولة، على مخاوف افتقاد إيقاع المباريات خلال العام الحالي الذي شهد انسحابها من «بطولة فرنسا المفتوحة (رولان غاروس)» وقرارها عدم المشاركة في «ويمبلدون»، لتحقق بداية ناجحة في «بطولة أميركا».
وقالت أوساكا، المتوجة بلقب البطولة مرتين، عقب المباراة: «يبدو أمراً جنونياً أنا ألعب أمام الجميع مجدداً»، وذلك في إشارة إلى عودة الجماهير إلى المدرجات بعد غياب بسبب وباء فيروس «كورونا المستجد». وأضافت: «في العام الماضي، عندما كانت الجماهير غير حاضرة، شعرت بالوحدة». وأضافت: «خضت العديد من المباريات على هذا الملعب... ربما تكون الأكثر في مسيرتي، وبالطبع أشعر بارتياح هنا».
وحققت النجمة التونسية أنس جابر، المصنفة 20 للبطولة، بداية ناجحة وتأهلت إلى الدور الثاني إثر فوزها على الفرنسية أليز كورنيه 7 - 5 و7 - 5. بينما حققت البيلاروسية أرينا سابالينكا، المصنفة الثانية للبطولة، انتصاراً صعباً أمام الصربية نينا ستويانوفيتش وتغلبت عليها 6 - 4 و6 - 7 و6 - صفر. كذلك تأهلت الرومانية سيمونا هاليب والإسبانية جاربين موغوروزا إلى الدور الثاني، حيث تغلبت هاليب على الإيطالية كاميلا جيورجي 6 - 4 و7 – 6، علماً بأنها لم تشارك في نسخة العام الماضي من البطولة كما غابت هذا العام عن منافسات «فرنسا المفتوحة» و«ويمبلدون» وكذلك «الأولمبياد» بسبب إصابة في ربلة الساق (عضلة السمانة).
كذلك تغلبت موغوروزا، المصنفة التاسعة للبطولة، على الكرواتية دونا فيكيتش 7 - 6 و7 - 6. وتأهلت الأوكرانية يلينا سفيتولينا المصنفة الخامسة للبطولة إلى الدور الثاني بفوزها على الكندية ريبيكا مارينو 6 - 2 و6 – 3، كما تغلبت التشيكية أليسي ميرتنز على السويدية ريبيكا بيترسون 3 - 6 و7 - 6 و7 – 6، والروسية داريا كستكينا على البلغارية تسزفيتانا بيرونكوفا 6 - 2 و6 - 1.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.