بايلي... مسيرته الكروية بدأت عندما اكتشفه مدرب وهو يلعب في حديقة نمساوية باردة

مهاجم أستون فيلا الجامايكي قطع طريقاً شاقاً وطويلاً في بلدان مختلفة حتى حقق النجاح

ليون بايلي في إحدى مواجهات جامايكا في الكأس الذهبية الشهر الماضي (أ.ب)
ليون بايلي في إحدى مواجهات جامايكا في الكأس الذهبية الشهر الماضي (أ.ب)
TT

بايلي... مسيرته الكروية بدأت عندما اكتشفه مدرب وهو يلعب في حديقة نمساوية باردة

ليون بايلي في إحدى مواجهات جامايكا في الكأس الذهبية الشهر الماضي (أ.ب)
ليون بايلي في إحدى مواجهات جامايكا في الكأس الذهبية الشهر الماضي (أ.ب)

مر النجم الجامايكي ليون بايلي بالعديد من التحديات والظروف الصعبة قبل انتقاله إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه رغم ذلك لم يتخل أبداً عن حلمه وعمل بقوة على تحقيقه. ومنذ أكثر من عشر سنوات بقليل، كان اللاعب الذي انتقل إلى أستون فيلا في بداية شهر أغسطس (آب) مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، جالساً في مكتب مع زوج والدته، كريغ بتلر، وشقيقيه، كيفون وكايل، وهم يرتجفون من البرد في النمسا. وكان يجلس في الجهة المقابلة من هؤلاء الأربعة مدير أكاديمية الناشئين بنادي ريد بول سالزبورغ، الذي سأل بايلي: «هل تريد أن تخضع لفترة اختبار؟»
أومأ بتلر برأسه بالموافقة، لكن مدير أكاديمية الناشئين بنادي ريد بول سالزبورغ كان ينتظر الرد من بايلي نفسه، الذي «وافق في النهاية»، على حد قول بتلر وهو يتذكر أول تجربة لابنه بالتبني في أوروبا. وكان الأربعة قد وصلوا إلى النمسا قبل أيام قليلة فقط، بعد أن سافروا من كينغستون بجامايكا إلى مجمع التدريب في سالزبورغ دون دعوة. لقد كانت هذه فرصة العمر بالنسبة لبايلي، كما كانت هي الفرصة التي كان بتلر يعد لها منذ أن كان بايلي في السادسة من عمره، لكن الشيء المؤكد هو أن بتلر لم يفعل أي شيء للتغلب على درجات الحرارة القاسية في النمسا.
يقول بتلر وهو يرتجف: «كان الجو شديد البرودة. وأثناء فترة الاختبار، تجمد الأولاد داخل الملعب، ولم يكن بإمكانهم المشي، وليس الركض. لقد كان الجو بارداً أكثر من اللازم، وطلبت من المدير الفني أن يمنحنا المزيد من الوقت للتكيف، لكنه قال لا». ورغم الرفض، لم يستسلم ليون وإخوته، وكانوا يدركون جيداً أنهم لم يقطعوا نصف المسافة حول العالم ليسقطوا أو يستسلموا عند العقبة الأولى. يتذكر بتلر ما حدث قائلاً: «عندما عدنا إلى المنزل، خلع الأولاد قمصانهم وركضوا ثلاثة أميال في البرد. لقد بدأنا عملية التكيف في اليوم التالي. لقد ذهبنا لأداء التمرينات في الحقول واعتدنا على البرد».
لكن كان هناك المزيد من الرفض، وبدأ بتلر يشعر بالدهشة عندما تم رفض أولاده من جميع الأندية المحترفة في المنطقة. وفي نهاية المطاف، وافق نادٍ في جنوب سالزبورغ مباشرة ويلعب في دوري الدرجة الثانية بالنمسا، ويسمى نادي أنيف، على منحهم فرصة بعد أن شاهدهم مدير النادي وهم يلعبون في إحدى الحدائق. يقول بتلر: «لقد وضعوا ليون في فريق النادي تحت 17 عاماً، رغم أنه كان يبلغ من العمر 13 عاماً فقط في ذلك الوقت، لكنه كان يلعب بقوة شديدة أمام الجميع».
لعب بايلي دوراً حاسماً في وصول النادي إلى نهائي كأس النمسا تحت 17 عاماً في ذلك العام، ليلعب مباراة قوية ضد ريد بول سالزبورغ. يتذكر بتلر ما حدث قائلاً: «لقد فازوا على ريد بول سالزبورغ بأربعة أهداف مقابل هدفين في المباراة النهائية، وسجل ليون هدفين أو ربما ثلاثة، وصنع كايل ثلاثة أهداف. وفجأة أراد ريد بول سالزبورغ التعاقد مع جميع الأولاد الثلاثة».
لكن بتلر لم تكن لديه رغبة في ذلك، حيث كان قد قرر بالفعل أن الخطوة التالية لأولاده يجب أن تكون خارج النمسا، خاصة بعدما تعلموا كل ما يحتاجون إلى معرفته. ومع ذلك، تلقى الأشقاء الثلاثة عرضاً أفضل من نادي جينك البلجيكي. يقول بتلر: «كنت أرغب في أن ينتقل الأولاد خطوة إلى أعلى. لقد ساعد جينك العديد من اللاعبين المميزين على الانطلاق بشكل رائع في عالم كرة القدم، مثل كيفين دي بروين وكريستيان بنتيكي وتيبو كورتوا. كما أن مهارات التدريب الفني التي كانت لدى أكاديمية الناشئين بالنادي البلجيكي كانت هي ما يحتاجه الأولاد للوصول إلى الخطوة التالية».
وفي جينك، تمكن بتلر وأولاده من الاستقرار أثناء اللعب مع النادي البلجيكي، وشعروا بأن كل الظروف مهيأة للانطلاق نحو الأفضل. لكن هذا الهدوء لم يستمر طويلاً، حيث سافر بتلر إلى المكسيك في رحلة عمل في أواخر عام 2012 لاستكمال بعض الأوراق الرسمية، التي تسمح لأبنائه بالبقاء في بلجيكا والتسجيل كلاعبين. وكان بتلر يرتدي بدلة ويحمل حقيبة بطريقة تجعله يبدو كرجال الأعمال، وبالتالي سقط فريسة سهلة للمجرمين الذين سرقوه وضربوه. وعندما استعاد بتلر وعيه وجد نفسه على سرير في أحد المستشفيات، وجسده مصاب بالعديد من الكدمات ويشعر بألم شديد، كما أصيب بكسر في ركبته. وتضررت كليته أيضاً، وكانت كل عظمة في جسده تؤلمه. وعلى بُعد عشرة آلاف كيلومتر، لم يكن ليون وإخوته يعرفون مكان بتلر. لقد كانوا أطفالاً قاصرين في دولة أجنبية، وكان يتعين عليهم العيش من دون بتلر لعدة أسابيع.
يقول بتلر: «كنت رجلاً محطماً. لقد وعدتهم بأن أعود إليهم وأن أجد طريقة تساعدهم على أن يكونوا لاعبين محترفين». وبعد شفائه، رفضت السلطات المحلية إقامته في بلجيكا. كان بتلر قد اختلف بالفعل مع النادي، وهو ما كان يعني عودة الأولاد إلى بلدهم مرة أخرى في عام 2013. وطوال فترة وجوده في أوروبا، عمل بتلر في وظائف غريبة، بما في ذلك تنظيف المراحيض، من أجل الحصول على الأموال اللازمة لتغطية نفقاتهم. وعندما عادوا إلى جامايكا، تدرب بايلي وإخوته في أكاديمية «فونيكس أول ستار» التي يملكها بتلر. لكنهم كانوا يفكرون دائماً في العودة إلى أوروبا. وبمجرد أن بلغ بايلي 18 عاماً، كانت هناك بعض الوسائل القانونية للعودة. ومن خلال العلاقة التي تربط نادي أياكس أمستردام الهولندي بنادي «إيه إس ترينسين» السلوفاكي، تمكن بايلي وأحد إخوته، كايل، من الانتقال إلى سلوفاكيا، لكنهما لم ينجحا في الانتقال إلى أياكس، لينقض جينك البلجيكي مرة أخرى محاولاً التعاقد معهما.
وبعد العودة إلى بلجيكا، تألق بايلي بصورة لافتة، وانتقل للعب مع الفريق الأول على الفور، وفاز بجائزة أفضل لاعب شاب في موسمه الأول. أراد كل من مانشستر يونايتد وتشيلسي ومانشستر سيتي التعاقد مع اللاعب البالغ من العمر 18 عاماً، لكن الخطوة المنطقية التالية كانت الانتقال إلى الدوري الألماني الممتاز عبر بوابة نادي باير ليفركوزن - نادٍ آخر لديه سجل حافل في مساعدة اللاعبين الشباب على الوصول إلى المستوى التالي. لكن الحلم كان دائماً الدوري الإنجليزي الممتاز، وعندما اتصل أستون فيلا ببتلر، الذي يعمل الآن كوكيل أعمال لبايلي، كان سعيداً للغاية، ويقول: «كان ليون يحلم دائماً باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. كنا نحصل على الوقت الكافي دائماً لكي نتأكد من أنه تطور بالشكل الكافي ونتخذ الخطوات الصحيحة على طول الطريق. وكان الدوري الإنجليزي الممتاز هو هدفنا دائماً، والوجهة التي نسعى للوصول إليها في نهاية المطاف».
وبالنظر إلى الطريق الشاق الذي قاد ابنه للوصول إلى المستويات العليا في نهاية المطاف، يعتقد بتلر أن التنشئة الصعبة منحت بايلي ثباتاً ذهنياً هائلاً، وهو الأمر الذي يمكنه أن يساعده، بالإضافة إلى مهاراته وإمكانياته الهائلة بالطبع، على الوصول إلى القمة. يقول بتلر: «بسبب كل ما مررنا به، أعرف أنه لا يمكن إيقاف ليون. الانتقال إلى نادٍ طموح مثل أستون فيلا، حيث تتاح له الفرصة لمساعدته على تحقيق شيء كبير ربما يتمثل في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز أو إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى في جدول الترتيب، هو التحدي الذي يحتاج إليه. هدف ليون هو أن يصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.