روحاني يطالب الوسط الجامعي بالتفاعل مع القضايا العامة

انتقد إبداء قلة غير متعلمة رأيها في الاتفاق النووي بينما تلتزم الجامعات الصمت

الرئيس الإيراني خلال استقباله وزير خارجية السوريد كارل بيلدت في مكتبه بطهران أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني خلال استقباله وزير خارجية السوريد كارل بيلدت في مكتبه بطهران أمس (إ.ب.أ)
TT

روحاني يطالب الوسط الجامعي بالتفاعل مع القضايا العامة

الرئيس الإيراني خلال استقباله وزير خارجية السوريد كارل بيلدت في مكتبه بطهران أمس (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني خلال استقباله وزير خارجية السوريد كارل بيلدت في مكتبه بطهران أمس (إ.ب.أ)

ناشد الرئيس الإيراني حسن روحاني أساتذة الجامعات التفاعل مع الشؤون قائلا: «لقد فتح الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران والقوى الكبرى حول الملف النووي الباب للجامعيين أن يتبادلوا الآراء ويعربوا عن وجهات نظرهم بهذا الشأن».
وأشار روحاني خلال لقاء مع رؤساء الجامعات ومراكز الأبحاث في إيران أمس إلى المكانة والدور الذي يلعبه الوسط الجامعي في مراجعة كل أمور المجتمع، وألقى باللائمة على هذه الشريحة بسبب ما وصفه بـ«عدم التعبير عن رأيها الواضح بشأن الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى».
وأضاف: «هل يكفي أن يعرب قلة من الأفراد غير المتعلمين الذين يجري تمويلهم من جهات خاصة عن رأيهم حيال الاتفاق النووي، في حين يلتزم الوجهاء وأساتذة الجامعات، والوسط الجامعي الصمت حيال الأمر؟».
وتابع روحاني: «يوجه أساتذة الجامعات عادة رسائل خاصة إلى رئيس الجمهورية في حال وقوع أحداث (الاتفاق النووي) على الصعيد الدولي»، وخاطب أساتذة الجامعات قائلا: «لماذا لا تتحدثون بصوت عالٍ؟ لماذا لا تدخلون المعركة؟ كان المفاوضون الإيرانيون في الملف النووي يتولون مناصب أساتذة الجامعات وهم تخرجوا أيضا من الجامعات».
وقال: «تعتبر الحكومة الجامعات جزءا من الحل، وفي حين يعد البعض الجامعات والأساتذة والطلبة جزءا من المشكلة ومصدر تهديد للبلاد، تعتبر الحكومة الجامعات بأنها فرصة، وتعتقد بضرورة سيادة الطابع الانتقادي، وتبادل الآراء، وتقديم الحلول في الجامعات، فلماذا تلتزم جامعاتنا الصمت؟».
وأثار الاتفاق الذي أبرمته إيران والقوى العالمية بشأن الملف النووي انتقادات من الجماعات والتيارات المحسوبة على المحافظين والمتشددين في إيران.
وأعرب روحاني عن استيائه عن بعض الشائعات التي تداولت في إيران بشأن «تقديم تنازلات إيرانية مقابل الحصول على وعود بشأن إلغاء العقوبات الدولية المفروضة على إيران».
وفي حين أعرب عدد من الدول الغربية قبل إبرام الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى عن استعدادها لفرض عقوبات أكثر صرامة على إيران تتضمن فرض الحظر على تصدير النفط الإيرانية، فإن بعض معارضي الاتفاق النووي في إيران يعتقدون بأنه لم يكن ينبغي على إيران أن تقوم بتقديم تنازلات بشأن ملفها النووي بأي شكل من الأشكال.
وأشار روحاني إلى منتقدي الاتفاق النووي في جنيف دون أن يذكر أسماءهم، وزاد قائلا: «بالتأكيد يجب على هذه الفئة التعبير عن وجهة نظرها. فلماذا يتصور هؤلاء بأنهم مسؤولون عن كل الأمور؟ ولماذا يعتقدون بأنهم أكثر حرصا على مصالح البلاد من الآخرين؟ لا يصبح الفرد مسؤولا بمجرد أن يطلق الشعارات».
وطالب روحاني أساتذة الجامعات والطلبة بالتعبير عن آرائهم حول الأمور المتعلقة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية.
من جهته رفض النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري الانتقادات الموجهة إلى الاتفاق النووي الإيراني والغربي.
ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء عن جهانغيري قوله: «إن الانتقادات التي يوجهها البعض حول الاتفاق النووي ناتج إما عن الغيرة والحسد، فإنهم يتمنون إذا كانوا هم الذين قاموا بإبرام هذا الاتفاق، وإما أن بعض الجماعات ترغب في توجيه الانتقادات إلى رئيس الجمهورية والحكومة مهما كان السبب».
وأثار كذلك الاتفاق النووي انتقادات دولية، إذ اعتبر عدد من أعضاء الكونغرس في الولايات المتحدة أن عدم فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران خطوة غير سليمة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الاتفاق النووي لا يمنع حيازة إيران على قنبلة ذرية.
وفي حين تتهم إسرائيل وعدد من الدول الغربية بأن البرنامج النووي الإيراني يهدف إلى حيازة قنبلة ذرية، تؤكد الجمهورية الإسلامية أن برنامجها النووي ذو أغراض سلمية.



زلزال عنيف يضرب منطقة الهيمالايا... ويُخلِّف 126 قتيلاً (صور)

TT

زلزال عنيف يضرب منطقة الهيمالايا... ويُخلِّف 126 قتيلاً (صور)

تجمع النيباليون خارج منازلهم بعد زلزال بقوة 7.1 درجة ضرب كاتماندو (د.ب.أ)
تجمع النيباليون خارج منازلهم بعد زلزال بقوة 7.1 درجة ضرب كاتماندو (د.ب.أ)

ارتفعت حصيلة الزلزال القوي الذي ضرب إقليم التبت في جبال الهيمالايا جنوب غربي الصين، الثلاثاء، إلى 126 قتيلاً، حسبما أفادت «وكالة الصين الجديدة» للأنباء (شينخوا) الرسمية.

وأوردت الوكالة أنه «تأكّد مصرع إجمالي 126 شخصاً، وإصابة 188 آخرين حتى الساعة السابعة مساء الثلاثاء (11.00 ت غ)».

منازل متضررة في شيغاتسي بإقليم التبت جنوب غربي الصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وقالت «شينخوا» إنّ «مراسلاً في مكتب الزلازل بمنطقة التبت ذاتية الحُكم علم بأنَّ أناساً لقوا مصرعهم في 3 بلدات، هي بلدة تشانغسو، وبلدة كولو، وبلدة كوغو، بمقاطعة دينغري».

وكان سكان العاصمة النيبالية كاتماندو قد شعروا، فجر الثلاثاء، بهزَّات أرضية قوية، إثر زلزال عنيف بقوة 7.1 درجة، ضرب منطقة نائية في جبال الهيمالايا قرب جبل إيفرست، حسبما أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» و«هيئة المسح الجيولوجي» الأميركية.

صورة تظهر صخوراً على الطريق السريع الوطني بشيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وقالت «هيئة المسح الجيولوجي» الأميركية، إنّ مركز الزلزال يقع على بُعد 93 كيلومتراً من لوبوش، المدينة النيبالية الواقعة على الحدود الجبلية مع التبت في الصين، في حين أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن كثيراً من المباني اهتزَّت في كاتماندو الواقعة على بُعد أكثر من 200 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي.

نيباليون خرجوا من منازلهم بعد تعرضهم لزلزال ويقفون وسط مواد البناء في كاتماندو (أ.ب)

وكان تلفزيون الصين المركزي قد ذكر أن زلزالاً قوته 6.9 درجة هز مدينة شيغاتسي في التبت، الثلاثاء. وقال مركز «شبكات الزلازل الصيني» في إشعار منفصل، إن الزلزال وقع في الساعة (01:05 بتوقيت غرينتش) وكان على عمق 10 كيلومترات.

وشعر السكان بتأثير الزلزال في منطقة شيغاتسي، التي يقطنها 800 ألف شخص. وتدير المنطقة مدينة شيغاتسي، المقر التقليدي لبانشين لاما، إحدى أهم الشخصيات البوذية في التبت. وأفادت قرى في تينغري بوقوع اهتزازات قوية أثناء الزلزال، أعقبتها عشرات الهزات الارتدادية التي بلغت قوتها 4.4 درجة.

آثار الدمار في أحد المنازل كما ظهرت في فيديو بالتبت (أ.ف.ب)

ويمكن رؤية واجهات متاجر منهارة في مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر آثار الزلزال في بلدة لهاتسي، مع تناثر الحطام على الطريق.

صورة ملتقطة من مقطع فيديو يظهر حطاماً على طريق في مدينة شيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وتمكّنت وكالة «رويترز» للأنباء من تأكيد الموقع من المباني القريبة والنوافذ وتخطيط الطرق واللافتات التي تتطابق مع صور الأقمار الاصطناعية وصور الشوارع.

وذكرت «شينخوا» أن هناك 3 بلدات و27 قرية تقع على بُعد 20 كيلومتراً من مركز الزلزال، ويبلغ إجمالي عدد سكانها نحو 6900 نسمة. وأضافت أن مسؤولي الحكومة المحلية يتواصلون مع البلدات القريبة لتقييم تأثير الزلزال والتحقق من الخسائر.

حطام على طريق في مدينة شيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

كما شعر بالزلزال سكان العاصمة النيبالية كاتماندو على بُعد نحو 400 كيلومتر؛ حيث فرّ السكان من منازلهم. وهزّ الزلزال أيضاً تيمفو عاصمة بوتان وولاية بيهار شمال الهند، التي تقع على الحدود مع نيبال.

جانب من الحطام على طريق في مدينة شيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وقال مسؤولون في الهند إنه لم ترد حتى الآن تقارير عن وقوع أضرار أو خسائر في الممتلكات.

منازل متضررة بعد زلزال بقرية في شيغاتسي بمنطقة التبت (رويترز)

وتتعرض الأجزاء الجنوبية الغربية من الصين ونيبال وشمال الهند لزلازل متكررة، ناجمة عن اصطدام الصفيحتين التكتونيتين الهندية والأوراسية. فقد تسبب زلزال قوي في مقتل نحو 70 ألف شخص بمقاطعة سيتشوان الصينية في 2008، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وفي 2015، هزّ زلزال قوته 7.8 درجة منطقة قريبة من كاتماندو، ما أودى بحياة نحو 9 آلاف شخص، وتسبب في إصابة آلاف في أسوأ زلزال تشهده نيبال.