مذكرات تفاهم سعودية ـ عمانية تعزز الاستثمار المشترك

رجال أعمال من البلدين بحثوا في مسقط فرص الشراكة الاستراتيجية في قطاعات الطاقة والسياحة والأمن الغذائي

الاجتماع الثاني لمجلس الأعمال السعودي - العماني الذي اختتم أمس في مسقط (الشرق الأوسط)
الاجتماع الثاني لمجلس الأعمال السعودي - العماني الذي اختتم أمس في مسقط (الشرق الأوسط)
TT

مذكرات تفاهم سعودية ـ عمانية تعزز الاستثمار المشترك

الاجتماع الثاني لمجلس الأعمال السعودي - العماني الذي اختتم أمس في مسقط (الشرق الأوسط)
الاجتماع الثاني لمجلس الأعمال السعودي - العماني الذي اختتم أمس في مسقط (الشرق الأوسط)

اختتمت في العاصمة العُمانية مسقط، أمس، فعاليات المنتدى الاستثماري العماني - السعودي، واجتماعات مجلس الأعمال السعودي - العماني المشترك، للتعريف بالفرص الاستثمارية بين البلدين، وتعزيز الاستثمارات في مختلف المجالات. وشهد يوم أمس توقيع مذكرة تفاهم في مجال تعزيز وتشجيع الاستثمار المشترك بين السعودية وسلطنة عمان.
وشهد المنتدى الاستثماري العماني - السعودي توقيع سلطنة عمان والسعودية مذكرة تفاهم في مجال تعزيز وتشجيع الاستثمار المشترك، كما تم توقيع مذكرة تفاهم لبحث فرص التعاون بين شركة تنمية أسماك عمان المملوكة لـجهاز الاستثمار العماني والمجموعة الوطنية للاستزراع المائي (نقوا) السعودية في مشروع استزراع الروبيان في ولاية الجازر بمحافظة الوسطى.
ووقع أيضاً عدد من رجال الأعمال السعوديين اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع عدد من الشركات العُمانية تتعلق بالاستفادة من الخدمات، وبحث الفرص الاستثمارية المستقبلية بين البلدين.
وبحث قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العماني، مع خالد بن عبد العزيز الفالح، وزير الاستثمار السعودي، آفاق التعاون التجاري والاستثماري والفرص الاستثمارية الواعدة.

الرغبة الجادة
وقال قيس اليوسف: «استشرفنا في هذه الزيارة رغبة جادة في بناء شراكة متنامية في القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية التي تهم البلدين... إننا على أتم الاستعداد لدفع هذه الشراكة، وتحقيق مجالات التكامل فيها».
وأضاف وزير التجارة والصناعة العماني: «إن المقومات التنافسية الجاذبة، والبيئة الاستثمارية المحفزة، والمشاريع الواعدة، كلها عوامل تؤكد أن الفرصة مواتية اليوم أمام رجال الأعمال والمستثمرين من السعودية لبدء استثماراتهم في سلطنة عُمان».
وشهد المنتدى عقد كثير من الاجتماعات الثنائية بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص من الجانبين لبحث كثير من الفرص الاستثمارية المتاحة بالبلدين في عدد من القطاعات، ومنها البتروكيماويات، والطاقة، والتطوير العقاري، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والصناعة والتعدين.
وبحث الدكتور سعود بن حمود الحبسي، وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه العماني، مع وزير الاستثمار السعودي مجالات التعاون المتعلقة بقطاعات الأمن الغذائي والفرص الاستثمارية بين البلدين.

الزيارة السلطانية
وخلال عقد مجلس الأعمال السعودي - العماني المشترك اجتماعه الثاني، أكد خالد الفالح، وزير الاستثمار السعودي، أن الزيارة السلطانية التي قام بها السلطان هيثم بن طارق إلى المملكة الشهر الماضي «حققت قفزة في تعميق العلاقات بين البلدين الشقيقين، إذ أطلقت المجلس التنسيقي السعودي - العماني الذي سيحقق نتائج ملموسة قريباً».
وأشار الفالح إلى أهمية تعزيز وتمكين التواصل بين القطاع الخاص في البلدين، وبين الجهات الحكومية المعنية في القطاعات كافة، لتنمية وحماية الاستثمارات المتبادلة، والمساعدة في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه المستثمرين، واستكشاف فرص استثمارية مجدية بشكلٍ مستمر مستدام.
وأبان أنه من المهم إزالة أي عوائق قد تحد من نمو التجارة البينية بين المملكة وسلطنة عمان، وتعظيم الاستفادة من إنشاء المنفذ الحدودي الجديد، واقتراح سبلٍ لتنشيط التبادل التجاري، من خلال الطريق البري الذي يوفر ممكناً حاسماً لتسهيل حركة النقل البري المباشر بين البلدين، لأغراض تكامل سلاسل الإمداد والتجارة، والحج والعمرة، والسياحة.

استثمارات كبرى
ومن جانبه، لفت رئيس الجانب السعودي من مجلس الأعمال، ناصر الهاجري، إلى أن الشراكات والاستثمارات بين الجانبين ستعمل على رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، خاصة أن الجانب السعودي يبحث عن استثمارات كبيرة في السلطنة تتعلق بالقطاعات الصناعية والبتروكيماوية وصناعة الكيماويات التحويلية والاستزراع السمكي والتعدين والأغذية والأعلاف الحيوانية، وغيرها من الصناعات الأخرى.
وأكد الشيخ علي الكلباني، رئيس الجانب العُماني في مجلس الأعمال العُماني - السعودي، على سعي المجلس للتواصل مع كل أصحاب الأعمال الذين لديهم الرغبة في الاستثمار في المشروعات الاقتصادية المعروضة، أو من لديهم أفكار لمشروعات يمكن إقامتها في كلا البلدين، حيث سيتولى المجلس التنسيق مع الجهات المعنية لتسهيل الإجراءات.

أوراق العمل
وشهد المنتدى الاستثماري العُماني - السعودي عدداً من أوراق العمل التي تتعلق بالفرص الاستثمارية بين البلدين، والتي أظهرت اهتماماً سعودياً ببحث فرص الاستثمار في قطاع البتروكيماويات والطاقة والقطاع اللوجيستي والقطاع السياحي والترفيهي.
وقال المهندس رضا بن جمعة آل صالح، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان، في كلمته، إن «الغرفة على استعداد لدعم القطاع الخاص ومجلس الأعمال العماني - السعودي المشترك لتقديم التسهيلات والاستشارات الاقتصادية كافة، ودعم المبادرات الاستثمارية المشتركة».
وفي ورقة عمل بعنوان «بيئة الاستثمار والحوافز والفرص الاستثمارية في السلطنة»، استعرضت أمام المنتدى أهم المقومات التي تتمتع بها السلطنة، من مطارات وموانئ بحرية ومناطق حرة وصناعية وموقع جغرافي قريب من الأسواق الناشئة في آسيا وأفريقيا، إضافة إلى الفرص الاستثمارية المعروضة لدى وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار. في حين تناولت ورقة عمل بعنوان «استثمر في السعودية» أهم المؤشرات الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية في المملكة العربية السعودية والفرص المتاحة للاستثمار في مختلف القطاعات الواعدة.

اتفاقيات ثنائية
وشهد يوم أمس عقد لقاءات ثنائية بين ممثلي الجهات الحكومية ورجال الأعمال العُمانيين ونظرائهم السعوديين بهدف التعرف على الفرص الاستثمارية بين البلدين، وتعزيز الاستثمارات في مختلف المجالات.
وعقد بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض لقاءات ثنائية مصاحبة للمنتدى الاستثماري العُماني - السعودي بين ممثلي الجهات الحكومية ذات العلاقة ورجال الأعمال العُمانيين ونظرائهم السعوديين، تمخض عنها توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين.
وتتعلق الاتفاقية ومذكرات التفاهم بالاستفادة من مشروع «خزائن» لتسهيل تقديم خدمات «ناقل» السعودي، ومذكرتي تفاهم بين الشركة العُمانية للخدمات اللوجيستية المتكاملة وشركة «مندوب» و«زاجل» السعودية لبحث الفرص الاستثمارية المستقبلية، وذلك على هامش المنتدى الاستثماري العماني - السعودي.
وأكد عدد من رجال الأعمال لدى البلدين على أهمية هذه اللقاءات والزيارات التي من شأنها أن تُسهم في عقد شراكات تجارية واستثمارية بين السلطنة والمملكة العربية السعودية.
وقال ناصر السهلي، رئيس شركة «ساف القابضة»، أحد رجال الأعمال السعوديين، إن هذه اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال في البلدين تتيح الفرص وتوفر منصة تواصل بين رجال الأعمال للتباحث في عقد شراكات تجارية، ما من شأنه تطوير التجارة البينية بين البلدين، ورفع حجم الاستثمار، وتوفير شراكات بين رجال الأعمال في البلدين.
وأشاد السهلي بالإجراءات والخدمات التي تقدمها السلطنة لأي مستثمر، موضحاً أن رجال الأعمال السعوديين يركزون على الاستثمار في قطاع البتروكيماويات والقطاع السياحي والترفيهي والطاقة والقطاع اللوجيستي.
ومن جانبه، أكد فهمي الهنائي، مدير شركة منتجات البولي المحدودة العمانية، أن هذه اللقاءات من شأنها أن تُسهم في التباحث حول المواضيع المتعلقة بالتطورات الاقتصادية في كلا البلدين والمعلومات المتعلقة بالاستثمار والفرص المتاحة في مختلف القطاعات الاقتصادية.

انسيابية تجارية
وقال إن اللقاءات تعد فرصة لتذليل المعوقات كافة التي تحول دون انسيابية التجارة البينية والاستثمارات، موضحاً أهمية أن تكون هناك لقاءات دورية بين الجانبين العُماني والسعودي من أجل توثيق علاقات التعاون والشراكات التجارية.
ويشاركه الرأي غانم البطحري، أحد رجال الأعمال العمانيين، بقوله إن اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال التي صاحبت المنتدى الاستثماري العُماني - السعودي تضم كثيراً من الشركات الكبيرة والمتوسطة في البلدين المتخصصة في مختلف القطاعات، موضحاً أن هناك تقارباً في مجال الاستثمار في القطاعات الواعدة التي يبحث عنها رجال الأعمال لدى البلدين، وركزت عليهما «رؤية عُمان 2040» و«رؤية المملكة 2030»، وأبرزها قطاعات الصناعة والطاقة والصناعات التحويلية واللوجيستية والسياحة، وغيرها.
وأضاف غانم البطحري أن المنفذ البري الذي يربط البلدين المرتقب افتتاحه في المرحلة المقبلة سيعمل على رفع وتيرة التبادل الاقتصادي بين البلدين، من خلال تسهيل إمدادات الأعمال اللوجيستية وغيرها من الأعمال.


مقالات ذات صلة

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

الاقتصاد منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

حققت السعودية المركز الأول على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الـ20 عالمياً، وفق مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال لقاء الوزير الخطيب عدداً من المستثمرين ورواد الأعمال في الأحساء (حساب الوزير على منصة إكس)

دعم السياحة في محافظة الأحساء السعودية بمشاريع تتجاوز 932 مليون دولار

أعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب دعم السياحة بمحافظة الأحساء، شرق المملكة، بـ17 مشروعاً تتجاوز قيمتها 3.5 مليار ريال وتوفر أكثر من 1800 غرفة فندقية.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)
الاقتصاد جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)

السعودية تعلن الميزانية العامة للدولة لعام 2025

يعقد مجلس الوزراء السعودي غداً جلسة مخصصة للميزانية العامة للدولة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المهندس خالد الفالح خلال كلمته الافتتاحية بمؤتمر الاستثمار العالمي في نسخته الثامنة والعشرين المنعقد بالرياض (الشرق الأوسط) play-circle 01:10

الاستثمارات الأجنبية تتضاعف في السعودية... واستفادة 1200 مستثمر من «الإقامة المميزة»

تمكنت السعودية من مضاعفة حجم الاستثمارات 3 أضعاف والمستثمرين بواقع 10 مرات منذ إطلاق «رؤية 2030».

عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)
الاقتصاد محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط) play-circle 00:56

مسؤول في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي»: 4 سنوات لربط الكويت بالسعودية سككياً

قال مساعد المدير العام لشؤون تطوير الأعمال في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر» بالكويت محمد يعقوب لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده تعمل على تعزيز الاستثمارات.

عبير حمدي (الرياض)

الذهب يتراجع 3 % على خلفية تقارير عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

الذهب يتراجع 3 % على خلفية تقارير عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)

انخفضت أسعار الذهب بنحو 3 في المائة يوم الاثنين، كاسرةً بذلك موجة صعود استمرّت خمس جلسات إلى أعلى مستوياتها في نحو ثلاثة أسابيع؛ إذ أدت التقارير التي أفادت باقتراب إسرائيل من وقف إطلاق النار مع «حزب الله»، إلى جانب ترشيح الرئيس المنتخب دونالد ترمب لسكوت بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية؛ إلى توتر جاذبية المعدن النفيس بوصفه ملاذاً آمناً.

وانخفض الذهب الفوري بنسبة 3 في المائة تقريباً إلى 2634.78 دولار للأونصة بحلول الساعة 10:25 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (15:25 بتوقيت غرينتش)، وهو أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية منذ السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وبينما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 2.8 في المائة إلى 2636.50 دولار، كانت أسعار الذهب مهيّأة لعمليات بيع بسبب استنفاد عمليات الشراء بعد ارتفاع الأسبوع الماضي.

وقال استراتيجي السلع لدى «تي دي سيكيوريتيز»، دانيال غالي، إن ترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية قد أزال بعضاً من علاوة المخاطر المرتبطة بالولايات المتحدة. وأضاف: «الأكثر من ذلك، دفعت التقارير التي تفيد بأن إسرائيل ولبنان قد اتفقا على شروط اتفاق لإنهاء الصراع بين إسرائيل و(حزب الله) أسعار الذهب إلى مزيد من الانخفاض».

وقال المحلل في «يو بي إس»، جيوفاني ستاونوفو، إن بعض المتعاملين في السوق يرون أن بيسنت أقل سلبية في حال نشوب حرب تجارية. وسجلت السبائك أعلى مستوى لها منذ 6 نوفمبر في التعاملات الآسيوية المبكرة بعد الارتفاع الأسبوعي الذي سجّلته الأسبوع الماضي بنسبة 6 في المائة تقريباً، وهو أفضل مستوى لها منذ مارس (آذار) 2023، مدفوعة بتصاعد التوترات في الصراع الروسي - الأوكراني.

ويستعد المتداولون أيضاً لأسبوع محوري؛ إذ من المتوقع أن يقدّم محضر اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» في نوفمبر، ومراجعات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، وبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية؛ رؤى حول توقعات سياسة «البنك المركزي». وقال نائب الرئيس، كبير استراتيجيي المعادن في شركة «زانر» للمعادن، بيتر غرانت: «ما زلت أتوقع خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول)، لكن المتحدثين الأخيرين في مجلس (الاحتياطي الفيدرالي) اتخذوا نبرة أكثر حذراً مع اقتراب عام 2025، مما قد يشكّل رياحاً معاكسة للذهب».

وانخفضت الفضة الفورية بنسبة 3.1 في المائة إلى 30.34 دولار للأونصة. وانخفض البلاتين بنسبة 1.8 في المائة إلى 946.40 دولار. كما انخفض البلاديوم بنسبة 2.3 في المائة إلى 985.75 دولار.