ماكرون: لا تدخل أو إهمال بل دعم للشعب العراقي

قال إن العراق «ملتقى حضارات وثقافات... ويمكن أن يبني الجسور»

ماكرون يلقي كلمته خلال المؤتمر (أ.ف.ب)
ماكرون يلقي كلمته خلال المؤتمر (أ.ف.ب)
TT

ماكرون: لا تدخل أو إهمال بل دعم للشعب العراقي

ماكرون يلقي كلمته خلال المؤتمر (أ.ف.ب)
ماكرون يلقي كلمته خلال المؤتمر (أ.ف.ب)

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته خلال قمة بغداد أمس إن «المؤتمر جاء لتعزيز سيادة العراق، وهذه السيادة العراقية وحدها كفيلة بأن تسمح للشعب العراقي على تنوعه بأن يبلور نظامه الديمقراطي، وهذه هي سمة العراق الجديد أياً كانت الصعوبات، وأن نسمح جميعاً بعراق يتمتع بسيادة واستقرار».
وأكد ماكرون على أن الانتخابات العراقية المقررة في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) نجاحها لمصلحة الجميع، موضحاً أن «شعب العراق كما شعوب المنطقة يواجه انعكاسات التغيرات المناخية وضرورة الانتقال لاستخدام التكنولوجيا الجديدة».
وأضاف الرئيس الفرنسي أنه «لا تدخل ولا إهمال في العراق، بل دعم للشعب العراقي، فنجاح الشعب العراقي سوف يكون نجاحاً لكل الشركاء الموجودين». وتابع: «الملاحظة الكبرى الثانية أن الهدف من هذا المؤتمر هو تعزيز استقرار وسيادة العراق عن طريق العمل من أجل استقرار وسيادة المنطقة، فالعراق يجب أن يتمكن من أن يلعب دوره كاملاً بالاستناد لخبرته في الحفاظ على السلام، فإن بلدكم هو على ملتقى الكثير من الحضارات والثقافات، وهو بلد من الممكن أن يبني الجسور، وهذا هو ما تفعلونه اليوم».
وتابع الرئيس الفرنسي: «المؤتمر اليوم هو بمثابة جسر تبنوه والمنطقة تواجه التحديات نفسها، فالحرب ضد الإرهاب الذي يضرب البلدان هو تحدٍ للاستقرار، لأن مكافحة الإرهاب تولد التحديات للمنطقة والصعوبات المرتبطة بالاحتكاكات العرقية والدينية والثقافية والتحدي الاقتصادي، نظراً للتطور الديموغرافي، بما يعني أن الدولة عليها أن تقدم جوابا اقتصاديا، ومواجهة أزمة الهجرة والكثير منكم واجه تنقلات كبرى من السكان، وعدد من الأصدقاء في الأردن وتركيا وإيران، وكل هذه الدول تعرضت لضغوط بفعل النازحين والهجرة».
وشدد ماكرون على أن فرنسا ستبقى ملتزمة بجانب كل دول المنطقة التي ترغب في ذلك، والتي تطلب منا ذلك في مكافحة الإرهاب، فكل من يكافح الإرهاب هم أشقاؤنا وشقيقاتنا في السلاح، فالإرهاب ما زال موجوداً في منطقة العراق ولكن يجب مكافحته».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.