«كارثة بيئية» تضرب الساحل السوري

عمال يزيلون الفيول المتسرب في الساحل السوري (سانا)
عمال يزيلون الفيول المتسرب في الساحل السوري (سانا)
TT
20

«كارثة بيئية» تضرب الساحل السوري

عمال يزيلون الفيول المتسرب في الساحل السوري (سانا)
عمال يزيلون الفيول المتسرب في الساحل السوري (سانا)

لا تزال قضية التلوث تتفاعل مع تفشي رقعة على كامل الشاطئ السوري من بانياس إلى اللاذقية، في وقت ناشد أهالي بانياس عبر وسائل التواصل الاجتماعي الجهات المعنية لإيجاد حل لمشكل تلوث مياه البحر بعد وقوع حالات تسمم بين الأهالي.
وحدث تسرب يوم الاثنين الماضي من أحد خزانات الفيول في محطة بانياس الحرارية نتيجة وجود تصدع واهتراء، بحسب التصريحات الرسمية وأدى الى وصول كميات من الفيول إلى البحر لتلوث محيط المحطة وتمتد على مسافة 19 كلم. وأعلنت مديرية البيئة في محافظة اللاذقية السورية، رصدها بقع تلوث بمادة الفيول في عدة مواقع على شاطئ جبلة. وقالت إن بقع تلوث انتشرت على طول الساحل، «لكنها لم تصل إلى شاطئ اللاذقية».
لكن سكان مدينة اللاذقية بثوا السبت فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر وصول بقع التلوث إلى شواطئ مدينة اللاذقية «في أكبر كارثة بيئية يشهدها الساحل السوري».
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الفرق الفنية «كثفت جهودها لاستكمال عملية تنظيف شاطئ جبلة من مادة الفيول المتسربة من محطة توليد بانياس والتي ظهرت في عدة مواقع منها ميناء العزة وضاحية المجد وخليج البحيص والفاخورة القريبة من عرب الملك القريبة من بانياس».
وبحسب تصريح رئيس مجلس مدينة جبلة أحمد قناديل، تركز العمل يوم السبت على تنظيف شاطئ الشقيفات وميناء الروس، «حيث تتم تغطية المواقع الملوثة بالرمال لامتصاص البقع وكذلك في ضاحية المجد فقد تمت محاصرة البقعة ويجري العمل على شفطها عبر الآليات»، فيما تم الانتهاء يوم الجمعة من معالجة بقع التلوث في ميناء العزة وموقع الفاخورة وكذلك في بقعة ظهرت تحت مقهى الزوزو بمساحة 50 متراً مربعاً.
وتشارك في عملية تنظيف بقع التلوث مديرية البيئة ومجلس مدينة جبلة والدفاع المدني والزراعة والخدمات الفنية والصرف الصحي، ووفق التقارير الرسمية فإن عملية إزالة بعض البقع تتم بجهود فردية وأعمال يدوية بسبب الطبيعة الصخرية لبعض المواقع الملوثة.
بدوره انتقد رئيس الجمعية السورية لحماية البيئة المائية أديب سعد عملية تنظيف التلوث بالطرق اليدوية وقال في تصريح لموقع «أثر برس» الإخباري المحلي إن «التلوث وصل إلى مسافات بعيدة عن منبع التسريب وتشكل بقعا نفطية على طول الشاطئ البحري». كما كشف سعد عن حيازة المركز البيئي البحري في بانياس، زورق مكافحة التلوث النفطي منذ عام 2005، ومع أنه تم تخصيصه لمعالجة الحالات الطارئة للانسكابات الزيتية في مصبي بانياس وطرطوس، فإنه لم يستخدم في الأعوام السابقة ولم يتم استخدامه الآن.
واعتبر عضو الهيئة التدريسية في المعهد العالي لبحوث البيئة في جامعة تشرين تميم العليا، طرق إزالة التلوث المعتمد حاليا «خاطئة علمياً» وحذر في تصريح لتلفزيون «الخبر» من الآثار التراكمية للكارثة.



الحوثيون يحكمون قبضتهم على المساجد في رمضان

قيادي حوثي في فعالية داخل أحد مساجد العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)
قيادي حوثي في فعالية داخل أحد مساجد العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)
TT
20

الحوثيون يحكمون قبضتهم على المساجد في رمضان

قيادي حوثي في فعالية داخل أحد مساجد العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)
قيادي حوثي في فعالية داخل أحد مساجد العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

منعت الجماعة الحوثية آلاف اليمنيين من أداء صلاة التراويح في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وأغلقت مساجد بمبررات مختلفة، وعيَّنت أتباعها مشرفين على بعضها، وكثَّفت في المقابل من فعالياتها ذات الطابع الطائفي؛ محاوِلةً دفع السكان إلى المشارَكة فيها بالإغراء والترهيب.

وأفادت مصادر مطلعة في العاصمة المختطفة صنعاء «الشرق الأوسط» بأن قيادات حوثية في قطاع الأوقاف، التابع للجماعة، وجَّهت بإغلاق عدد من المساجد بعد أداء صلاة العشاء بحجج مختلفة، مثل الحفاظ على نظافتها أو صيانتها، بينما صدرت قرارات غير معلنة بتعيين قادة حوثيين مشرفين على عدد منها، وعزل القائمين عليها من غير الموالين للجماعة.

وبحسب تلك المصادر، فإن الجماعة الحوثية تستغل، منذ أعوام، نفور المصلين من سيطرة قادتها على المساجد لتنفيذ مخططاتها دون صدام معهم، إذ رأت أن اضطرارهم إلى تغيير أماكن أداء الصلاة بسبب تولية عناصرها فرصةً لدفع السكان إلى القبول بالأمر الواقع والخضوع لسياساتها، والتسليم بتحول المساجد إلى منشآت خاضعة لها.

وفي مقابل ذلك، تسعى الجماعة إلى ملء المساجد بأتباعها، وتنظيم الفعاليات باستمرار لتمكين قادتها من السيطرة عليها؛ ما يجعل السكان يسلمون بأنه لم يعد لأحد من سيطرة على المنشآت الدينية سوى الجماعة وأتباعها.

عناصر حوثيون يفترشون أرضية أحد المساجد في إحدى ليالي رمضان (إكس)
عناصر حوثيون يفترشون أرضية أحد المساجد في إحدى ليالي رمضان (إكس)

وتواجه الجماعة الحوثية بسبب هذا السلوك، مشكلةً تتمثل في نفور السكان من المساجد التي سيطرت عليها، حيث تفقد تأثيرها عليهم من خلالها، ويدفعهم ذلك إلى الصلاة في منازل شخصيات اجتماعية ودينية، وهو ما يعزز مخاوفها من أن تتحول هذه التجمعات إلى فعاليات وأنشطة ضد هيمنتها، طبقاً للمصادر.

وتوضِّح المصادر أن الجماعة لجأت إلى استخدام وسائل متعددة لحث السكان على العودة للصلاة والحضور في المساجد والتسليم بسيطرتها عليها، من خلال فعاليات لمناقشة القضايا والهموم العامة في الأحياء، وألزمت مسؤولي تلك الأحياء المعروفين بـ«عقال الحارات» بالدعوة لتلك الفعاليات بعد أداء الصلاة.

وتستغل الجماعة المناسبات الدينية، خصوصاً شهر رمضان، لإقناع السكان بسيطرتها التامة على المساجد، من خلال توزيع المساعدات العينية والنقدية خلال الفعاليات المذهبية التي تنظمها بعد صلاة العشاء، واستبدالها بصلاة التراويح التي تسعى لمنعها بشكل تام.

الجماعة الحوثية دفعت عناصرها لاحتلال المساجد ومنع صلاة التراويح فيها (إكس)
الجماعة الحوثية دفعت عناصرها لاحتلال المساجد ومنع صلاة التراويح فيها (إكس)

وتلزم الجماعة الحوثية التجار ورجال الأعمال بتسليمها المساعدات التي يعتزمون تقديمها للمحتاجين خلال شهر رمضان ومواسم الأعياد الدينية، لتعمل على استغلالها في استقطاب الأتباع من السكان، من خلال توزيعها عبر مؤسساتها والقطاعات التابعة لها.

حصار المصلين

منذ أيام استولى أفراد حوثيون يتبعون القيادي المكنى أبو جبريل النوعة على مسجدين في مدينة القاعدة جنوب محافظة إب، بعد أيام قليلة من سيطرة عناصر آخرين على مساجد أخرى، ومنع النساء من حضور الصلوات الجماعية في المحافظة ذاتها الواقعة على بعد 193 كيلومتراً جنوب صنعاء.

ويؤكد سكان المدينة أن إمام أحد المسجدين اللذين جرت السيطرة عليهما أُجبر على مغادرة المسجد تحت تهديد السلاح في أثناء أداء صلاة التراويح، وجرى بعدها مباشرة تنظيم فعالية للجماعة الحوثية شارك فيها أتباعها، في حين انسحب المصلون، رافضين تلك الممارسات.

تنظيف المساجد أحد مبررات الحوثيين لمنع صلاة التراويح (إعلام حوثي)
تنظيف المساجد أحد مبررات الحوثيين لمنع صلاة التراويح (إعلام حوثي)

كما أغلقت الجماعة الحوثية مساجد مخصصة للنساء في عدد من بلدات المحافظة، بحجة تنظيفها وإعادة تهيئتها.

ومنذ انقلابها تسعى الجماعة الحوثية إلى منع السكان من أداء صلاة التراويح خلال شهر رمضان، بحجج مختلفة، في إطار مساعيها للسيطرة المذهبية عليهم، وإلزامهم باتباعها.

وفي محافظة الحديدة (غرب اليمن)، أجبرت الجماعة الحوثية القائمين على المساجد على السماح بتنظيم فعاليات ليلية لأتباعها بالتوازي مع أداء صلاة التراويح.

ووفقاً لمصادر في المحافظة، فإن المشرفين الحوثيين ألزموا المصلين بأداء صلاة التراويح في أفنية المسجد من دون مكبرات الصوت التي يستخدمها العناصر الحوثيون في تنظيم فعاليتهم داخل المساجد في توقيت الصلاة نفسه.

تجمع للحوثيين في أكبر مساجد صنعاء لمتابعة خطاب زعيمهم (أ.ف.ب)
تجمع للحوثيين في أكبر مساجد صنعاء لمتابعة خطاب زعيمهم (أ.ف.ب)

واختطفت الجماعة عدداً من المصلين من مساجد عدة في مديريات الحوك والميناء والحالي في مدينة الحديدة الساحلية؛ بسبب رفضهم الإجراءات التعسفية الهادفة لمنع أداء صلاة التراويح، وأفرجت عن بعض المختطفين بعد إلزامهم بالتعهد بعدم تكرار مواقفهم التي اختُطفوا بسببها.

وتغلق الجماعة الحوثية عدداً كبيراً من المساجد في مناطق سيطرتها بعد أداء صلاة العشاء، بحجة تنظيفها وصيانتها من مخلفات إفطار الصائمين، بينما يقول السكان إن الغرض من هذه الإجراءات منعهم من صلاة التراويح التي يضطر أغلبهم لتأديتها في المنازل.