الأحزاب المغربية تواصل عرض برامجها الانتخابية

العثماني يصف حكومته بأنها «اجتماعية بامتياز»

TT

الأحزاب المغربية تواصل عرض برامجها الانتخابية

واصلت الأحزاب المغربية، أمس، تقديم برامجها الانتخابية، بالتزامن مع بدء الحملة الانتخابية لاقتراع 8 سبتمبر (أيلول) المقبل.
وقال سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب «العدالة والتنمية»، في تجمع خطابي في مقر حزبه بالرباط، تم بثه على صفحات الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء أول من أمس، إن حزبه يخوض الانتخابات بحصيلة «مشرفة»، حققها مع شركائه من الأحزاب الأخرى التي تحالف معها.
ودافع العثماني عن نتائج حزبه الذي قاد الحكومة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلاً إن لحزبه «بصمة بارزة» في العمل الحكومي، واصفاً حكومته بأنها «اجتماعية بامتياز». وانتقد العثماني قيادات سياسية حزبية لم يسمها، «كانت تعارض برامج اجتماعية داخل الحكومة»، لكنها عادت اليوم مع انطلاق الحملة الانتخابية لتبشر بتنفيذ هذه البرامج الاجتماعية.
وقال العثماني إن «العدالة والتنمية» يقدم مرشحين من أعضائه، ويهدف لممارسة سياسة نقية، تتم بصدق ومسؤولية ونزاهة وشفافية.
وانتقد ما وصفه بـ«الاستعمال المفرط للمال، وشراء المرشحين»، كاشفاً أن مرشحي حزبه تعرضوا لضغوط لثنيهم عن الترشح باسم الحزب.
وحث العثماني المواطنين على المشاركة بقوة في الحملة الانتخابية والتصويت لـ«العدالة والتنمية».
من جهته اقترح حزب «الحركة الشعبية» (أغلبية) في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، في برنامجه الانتخابي، تكريس الاهتمام بالعالم القروي وبالفئات الهشة.
وقال محمد أوزين، عضو المكتب السياسي للحزب ووزير الشباب والرياضة الأسبق، إن حزبه يعد بتخصيص منحة للأسر المعوزة، قيمتها 1000 درهم شهرياً (أكثر من 100 دولار)، مشيراً إلى أن هذه المنحة سيتم رصدها في إطار مشروع «السجل الاجتماعي الموحد»، وهو مشروع أعدته الحكومة الحالية، يقوم على أساس حذف دعم الدولة لبعض المواد، مثل الدقيق والغاز، وتحويله لدعم الأسر الفقيرة.
ويركز الحزب اهتمامه على العالم القروي، ويقترح في هذا السياق الاهتمام بسكان المناطق الجبلية الصعبة الذين يعانون في فصل الشتاء من قساوة الظروف المناخية.
ووعد الحزب في برنامجه بتخفيض فواتير الكهرباء بنسبة 50 في المائة لفائدة الأسر المتضررة من موسم البرد.
وتضمن البرنامج الانتخابي للحزب 130 إجراء يقول إنها قابلة للتنفيذ، منها تحسين ظروف السكن، ودعم وتشجيع استخدام مواد البناء المحلية، وتمكين الأسر المعوزة من إنجاز تصاميم ورخص البناء بالمجان في الوسط القروي.
ويتبنى الحزب الدفاع عن العدالة ومحاربة الفوارق، ويقترح ضمن برنامجه الاهتمام بالتعليم في الوسط القروي، من خلال تعميم المدارس وتوفير مؤسسات التعليم الجامعي في كل إقليم.
أما في المجال الصحي، فإن الحزب يعد برفع ميزانية وزارة الصحة إلى 12 في المائة بدل 6 في المائة من إجمالي الموازنة، «وترسيخ ثقافة طبيب الأسرة، ببلوغ معدل طبيب لكل 500 أسرة في المستشفيات والمراكز الصحية».
وبخصوص الظروف التي تجري فيها الانتخابات في ظل جائحة «كورونا»، قال محند العنصر، الأمين العام لحزب «الحركة الشعبية»، إن الانتخابات هذا العام تجري في ظروف «غير عادية»، في ظل الإجراءات الاستثنائية التي سنتها الحكومة، في إشارة إلى حالة الطوارئ، واتخاذ تدابير تقيد الحملات الانتخابية. لكنه شدد على أنه رغم الصعوبات في التواصل مع المواطنين، فإن على المغاربة «أن يبرهنوا أنه رغم هذه الظروف سيكونون حاضرين بقوة يوم 8 سبتمبر للإدلاء بأصواتهم».
من جهتها، قدمت نبيلة منيب، الأمينة العامة لـ«الحزب الاشتراكي الموحد»، مساء أول من أمس، برنامج حزبها الانتخابي. ومن أبرز محاوره الاهتمام بالأمن الغذائي والدوائي، ورفع ميزانية قطاع الصحة، وتخصيص 1.5 في المائة من الناتج الداخلي الخام لقطاع الثقافة، و1.5 في المائة للبحث العلمي بكل فروعه. وقالت منيب إنه سيتم تمويل هذه الزيادات في الميزانية من خلال «محاربة الريع واستخلاص العائدات غير المشروعة ومحاربة الفساد».
وجددت منيب مطالب حزبها بإقرار إصلاحات دستورية وسياسية، والمطالبة بالملكية البرلمانية، واعتماد المساءلة والمحاسبة.
وبخصوص الترشيحات للانتخابات، أوضحت منيب أن حزبها استطاع تحقيق تغطية كبيرة على مستوى عدد المرشحين، وصلت إلى 80 في المائة في الدوائر البرلمانية، ورشح الحزب 2912 مرشحاً في الجماعات المحلية (البلديات) على الصعيد الوطني.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».