تركيا: لا قبول لمزيد من السوريين ولا ترحيل قسرياً لهم

أكدت اختلاف وضعهم عن النازحين الأفغان

TT

تركيا: لا قبول لمزيد من السوريين ولا ترحيل قسرياً لهم

أعلنت تركيا أنها لن تقبل مزيدا من السوريين وأنها لن تقوم بترحيل السوريين المهاجرين إليها ما لم تتوفر الظروف الملائمة للعيش في بلادهم.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه لا يمكن لتركيا استضافة أعداد إضافية من «اللاجئين السوريين» أو من أفغانستان، لافتا إلى أن بلاده تستضيف حالياً أكثر من 5 ملايين طالب لجوء، ولا يمكنها تحمل عبء هجرة إضافي مصدره سوريا أو أفغانستان.
وهاجم إردوغان، في مؤتمر صحافي في إسطنبول أمس (الجمعة) قبل مغادرته إلى البوسنة والهرسك، المعارضة، ولا سيما أكبر أحزابها (الشعب الجمهوري) بسبب ملف السوريين والأفغان، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن وضع السوريين مختلف عن الأفغان.
وخلال لقائه مع سفراء أجانب في أنقرة، ليل أول من أمس، كرر إردوغان أن هناك سوريين سيبقون في تركيا، إلا أن السلطات التركية ستساعد الكثيرين منهم على العودة الآمنة والطوعية إلى بلادهم، عقب استتباب الأمن والاستقرار في سوريا.
وقال إن من تعلموا اللغة التركية واكتسبوا مهارات مهنية وتكيفوا مع البلاد سيبقون في تركيا، بينما سيتعين على الآخرين العودة إلى سوريا بمجرد تحسن الأوضاع.
من جانبه، قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، إن اللاجئين السوريين في سوريا تحت الحماية المؤقتة وإنهم إخوة للشعب التركي ولا صحة للحديث عن ترحيلهم إلى مناطق الصراعات في سوريا.
وأضاف صويلو أن نحو 400 ألف سوري عادوا إلى مناطق آمنة في الشمال السوري من تلقاء أنفسهم بعد تأمين تركيا لتلك المناطق، لافتاً إلى أنه بالنسبة لإدارة ملف اللجوء، فإن أنقرة تسير وفق القواعد الدولية.
وأكد صويلو أنه لا مجال لكراهية الأجانب في تركيا، واصفاً الأحداث التي شهدت اعتداءات من أتراك على لاجئين سوريين، مؤخراً، في أنقرة بأنها «أحداث مؤسفة».
في السياق ذاته، زادت نسبة السوريين بتركيا، عن 4.46 في المائة من مجموع السكان، وفق آخر إحصاء رسمي تركي، ويعيش مليون و414 ألفاً منهم في الولايات الحدودية مع سوريا، غازي عنتاب، كليس وهطاي، بينما حافظت ولاية إسطنبول على وضعها من حيث الأكثر تفضيلا لدى السوريين، إذ يقطنها أكثر من 525 ألف سوري، بينما جاءت ولاية بايبورت في ذيل القائمة، إذ لا يعيش فيها سوى 23 سوريا.
وكشفت إحصائية، نشرتها جمعية اللاجئين التركية، عن ارتفاع أعداد السوريين في البلاد بنحو عشرة آلاف و688 شخصاً، ليبلغ العدد النهائي للسوريين، في شهر أغسطس (آب) الحالي، ثلاثة ملايين و701 ألف و584 شخصاً، بينهم مليون و756 ألفاً من الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين يوم واحد و18 عاما.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».