إسرائيل قتلت 9 أطفال واعتقلت 170 خلال 85 يوماً

«اليونيسف» في تقرير شديد اللهجة

TT

إسرائيل قتلت 9 أطفال واعتقلت 170 خلال 85 يوماً

في تقرير شديد اللهجة حول الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، صدر عن «منظمة الأمم المتحدة للأطفال» (اليونيسف)، أمس (الجمعة)، أكد أن إسرائيل قتلت تسعة أطفال فلسطينيين بين 7 مايو (أيار) و31 يوليو (تموز) من العام الحالي، أي في غضون 85 يوماً، وأصابت 556 طفلاً، باستخدام الذخيرة الحية والرصاص المطاطي، كما اعتقلت ما لا يقل عن 170 طفلاً فلسطينياً، خلال نفس الفترة في القدس الشرقية المحتلة وحدها.
وأشارت «اليونيسف» في تقريرها، إلى مواضيع أخرى تتعلق بالممارسات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، وحذرت من أنها لن تكون قادرة على استئناف عملياتها لدعم أطفال فلسطين، كما يجب بسبب النقص الحاد في ميزانيتها.
وجاء في التقرير أنه خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، قبل حوالي ثلاثة أشهر، استهدفت إسرائيل 116 روضة أطفال خاصة و140 مبنى مدرسة عامة تسببت بأضرار، بالإضافة إلى 41 مدرسة تابعة لـ«الأونروا».
ولفت التقرير إلى أنه مع التصعيد الإسرائيلي الأخير، ازدادت الحاجة لتقديم مساعدة إنسانية لتلبية احتياجات الأطفال حيث بلغت 47 مليون دولار، مع فجوة تصل إلى نحو 33 مليون دولاراً أميركياً بنسبة (68 في المائة).
وأشار التقرير إلى أن «الأونروا» نجحت وشركاؤها في استعادة خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لـ415000 شخص متضرر، من خلال توفير الوقود للمولدات والمواد الكيميائية وقطع الغيار لإنتاج المياه ومعالجتها وإصلاح البنية التحتية للمياه والصرف الصحي المتضررة. وإنها بدأت في إعادة التأهيل الطارئ لعشرين مدرسة تضررت خلال الحرب على غزة كدفعة أولى من أصل 46 مدرسة التزمت «اليونيسف» بإصلاحها في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه عند الانتهاء من إعادة التأهيل، سيعود ما يقرب من 50 ألف طفل (54 في المائة منهم فتيات) إلى المدرسة. وأضاف أنه تم توفير 11 دواءً أساسياً يستفيد منها 195.800 شخص و18 مادة استهلاكية يستفيد منها 35 ألف شخص في قطاع غزة.
ونقل التقرير ما جاء في دراسة تم إجراؤها بعد التصعيد الأخير في غزة، من قبل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، حيث وردت معطيات تؤكد أن 116 روضة أطفال خاصة و140 مبنى مدرسة عامة تعرضت لأضرار، بالإضافة إلى 41 مبنى مدرسي تابع لـ«الأونروا». علاوة على ذلك، تضرر 63 مبنى مدرسياً آخر تابع لـ«الأونروا» بسبب استيعاب نحو 70000 نازح داخلياً في قطاع غزة لجأوا إلى هذه المدارس خلال فترة التصعيد.
وأشار التقرير إلى أنه لا يزال الحصول على مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي يمثل صراعاً يومياً رئيساً لكثير من السكان. وأدى تصاعد الأعمال القتالية في قطاع غزة إلى إلحاق أضرار بـ290 من البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وانقطاع التيار الكهربائي. وزادت القيود المفروضة على الوصول إلى إمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية المهمة، مما يقوض قدرة الشركاء على توفير خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. وبالتالي، فإن نحو 1.3 مليون شخص في قطاع غزة وحده لا يحصلون على مياه الشرب المأمونة ومرافق الصرف الصحي ومستلزمات النظافة.
كما تأثرت الخدمات الصحية في قطاع غزة بشدة بالتصعيد في مايو 2021. حيث تضرر 33 مرفقاً صحياً خلال النزاع. كما استمر انتشار «COVID - 19» للعام الثاني على التوالي، مما أدى إلى تفاقم نقاط الضعف الحالية، ما يؤثر على رفاهية الأطفال، ويحد من وصول الأولاد والبنات إلى الخدمات الأساسية.
وأكد التقرير أن وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لا يزال مصدر قلق، مع انخفاض كبير في توفير المواد الأساسية في السوق المحلية، والحاجة الملحة لاستيراد بعض المواد، خاصة لمشاريع المياه والصرف الصحي والنظافة العامة ومشاريع إعادة الإعمار الأخرى التي تأثرت بشكل كبير، بينما التحدي الإضافي هو الحظر المستمر على دخول المواد «ذات الاستخدام المزدوج» إلى قطاع غزة، ما يعيق نقل السلع الأساسية، ويؤثر ذلك على تشغيل وصيانة مرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية الحيوية ومحطة الطاقة الوحيدة في قطاع غزة. كما تشكل عملية استيراد الإمدادات المطولة تحدياً لإيصال المساعدة الإنسانية في الوقت المناسب.
وقالت «اليونيسف» إنها تلقت تمويلاً من حكومات اليابان، والنرويج، وأيسلندا، وآيرلندا، وكندا، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، واللجنة الفرنسية لليونيسف، واللجنة الألمانية لليونيسف، وصندوق اليونيسف الإنساني العالمي، ومع ذلك، لا تزال تعاني من فجوة تمويلية تبلغ 33 مليون دولار دولار أميركي (68 في المائة). وحذرت أنه دون الأموال الكافية، لن تتمكن «اليونيسف» من الاستمرار في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة، ودعم الاستجابة على صعيد الأزمات المستمرة والمساهمة في بناء قدرة المجتمعات على الصمود وتعزيز النظم.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.