السيناريوهات المتوقعة بعد فوز الليكود في الانتخابات الإسرائيلية

نتنياهو قد يلجأ إلى تشكيل حكومة وفاق وطني لتجنيب إسرائيل عزلة دولية تامة

السيناريوهات المتوقعة بعد فوز الليكود في الانتخابات الإسرائيلية
TT

السيناريوهات المتوقعة بعد فوز الليكود في الانتخابات الإسرائيلية

السيناريوهات المتوقعة بعد فوز الليكود في الانتخابات الإسرائيلية

أصبح نتنياهو، زعيم حزب الليكود اليميني، الرابح الأكبر من الانتخابات الإسرائيلية، بعد حصول حزبه على 30 مقعدا من أصل 120 في الكنيست، رغم أن استطلاعات الرأي توقعت الأسبوع الماضي أن يتراجع بفارق 3 أو 4 مقاعد لصالح منافسه الرئيسي الاتحاد الصهيوني، بزعامة العمالي إسحق هرتزوغ.
وضاعف نتنياهو في الأيام الأخيرة حملته الإعلامية، وواصل تخويفه للإسرائيليين من «حكومة يسارية تدعمها الأحزاب العربية»، وتقدم تنازلات للفلسطينيين، خصوصا في القدس الشرقية المحتلة التي يرغب بها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم العتيدة.
وينضاف إلى قامة الرابحين في هذه الانتخابات، الأحزاب العربية الإسرائيلية التي تقدمت للمرة الأولى في تاريخها في قائمة واحدة، وحصلت على 13 مقعدا، لتصبح بذلك القوة الثالثة في البرلمان الإسرائيلي، ونفس الشيء ينطبق على حزب «كلنا» اليميني الوسطي الجديد، الذي أسسه الوزير السابق والعضو في الليكود موشيه كحلون، والذي حصل على 10 مقاعد. ولا يمكن الاستغناء عن دعم كحلون لنتنياهو الذي وعده بمنصب وزير المالية في حال انضم إليه.
أما أبرز الخاسرين في هذه الانتخابات فهو تيار يسار الوسط، الممثل في الاتحاد الصهيوني، بزعامة هرتزوغ وحليفته وزيرة العدل السابقة تسيبي ليفني، والذي اعترف بخسارته أمام الليكود. وخلافا لاستطلاعات الرأي التي توقعت تقدمه فقد أحرز 24 مقعدا فقط، وبذلك لا يمكنه تشكيل غالبية في مواجهة حزب الليكود. بالإضافة أيضا إلى حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف المؤيد للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي لم يحرز سوى 8 مقاعد فقط، مقابل 12 في البرلمان السابق. وبحسب المعلقين فإن الليكود «استولى» على جزء كبير من أصواته.
ومن بين الخاسرين أيضا هناك حزب إسرائيل بيتنا، بزعامة وزير الخارجية المنتهية ولايته أفيغدور ليبرمان، الذي فقد نصف مقاعده وحصل على 6 فقط، وحزب هناك مستقبل الوسطي، الذي تراجع من 19 مقعدا إلى 11. كما تراجع حزبا شاس ويهودية التوراة الموحدة أيضا من 18 مقعدا إلى 13 بسبب تأسيس حزب يميني متطرف ديني جديد باسم «ياحد»، الذي لم يحصل على أي مقعد، وأيضا حزب ميريتس اليساري العلماني، الذي حصل على 4 مقاعد مقابل 6 في البرلمان السابق.
بالنسبة للسيناريوهات المحتملة يرى عدد من المراقبين أن نتنياهو يمسك بكل الأوراق، ويستطيع تشكيل حكومة أكثر يمينية مع أحزاب اليمين المتطرف المتمثلة في البيت اليهودي، وإسرائيل بيتنا، شاس، ويهودية التوراة الموحدة، بالإضافة إلى حزب كلنا. وسيكون لدى ائتلاف «الصقور» اليمني الذي أعلن نتنياهو أنه يفضله غالبية بـ67 مقعدا في البرلمان. ولكن بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي فإن نتنياهو قد يختار في نهاية المطاف تشكيل حكومة وفاق وطني مع إسحق هرتزوغ لتجنب عزلة دولية تامة ضد الدولة العبرية، بعد تصريحاته حول عدم إقامة دولة فلسطينية. كما أن الرئيس رؤوفين ريفلين، الذي سيقوم بتكليف النائب الأفضل لتشكيل غالبية حكومية، يفضل حكومة وحدة وطنية، ولكن ليست لديه القوة لإملاء ذلك.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.