ارتياح يمني للأحكام الصادرة بحق زعيم الحوثيين

TT

ارتياح يمني للأحكام الصادرة بحق زعيم الحوثيين

تلقى الشارع اليمني الأحكام اليمنية الصادرة ضد قيادات جماعة الحوثي الانقلابية بارتياح كبير، رغم أن كثيرين يرون أنها تأخرت كثيراً، وكان يجب صدورها مبكراً، ووضع حد لتدمير الدولة والعبث بمقدراتها في مختلف المؤسسات.
وتباينت آراء المهتمين بالشأن اليمني بعد صدور أحكام قضائية بإعدام قيادات حوثية يتصدرها عبد الملك الحوثي، وتصنيف الجماعة «إرهابية» وفقاً لمحكمة عسكرية في مأرب، المحافظة التي تسيطر على جلّها الحكومة اليمنية.
المحكمة العسكرية بمأرب قضت بإعدام عبد الملك الحوثي و173 آخرين ومصادرة جميع أموالهم لتورطهم في الانقلاب العسكري على النظام الجمهوري والسلطات الشرعية والدستورية والتخابر مع دولة أجنبية (إيران) وارتكاب جرائم عسكرية وجرائم حرب. ويبرز السؤال حول معنى المحاكمة الذي تباينت حوله بعض الآراء اليمنية.
يعتقد مصطفى نعمان، وكيل وزارة الخارجية اليمني الأسبق، أن القرار الذي أصدرته المحكمة في مأرب «ليست له تأثيرات سياسية خارج الجغرافيا اليمنية».
وأضاف نعمان، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، أن القرار «يأتي في وقت تتواصل فيه الجهود لدفع الأطراف اليمنية إلى الحوار السياسي». مشيراً إلى أن «نفس هذه الأحكام صدرت في صنعاء ضد القيادات التي تمثل الشرعية، وفي الحالين ما صدر عن الجهازين القضائيين ليس، في رأيي، أكثر من عمل إعلامي لن يؤثر على ما يدور في الأرض إلا بقدر ما يمكن انتزاعه ومصادرته».
ويكمن الفرق بين الأحكام الصادرة من الطرفين أن الحكومة اليمنية هي الطرف الشرعي المخول، سواء وفق القانون اليمني أو الاعتراف الدولي بتمثيل الدولة وأجهزتها الرسمية.
وبحسب مصطفى النعمان، فإن «الأحكام القضائية التي تصدر في أزمنة الحرب تنتهي الغاية منها بمجرد الدخول في مسار سياسي يضم كل الذين حاكموا وحوكموا، ولا قيمة لها من دون قوة تنفذها على الأرض، وتصادر أموال ومنقولات الذين صدرت ضدهم الأحكام»، لافتاً إلى أن هذه الأحكام «تجعل الحكومة الشرعية في وضع محرج، إذ كيف يمكن أن تذهب إلى مفاوضات مع قيادات تعتبرها إرهابية وصدرت ضدها أحكام بالإعدام».
أمام ذلك، يعتقد الصحافي والحقوقي اليمني همدان العليي أن الإجراءات القانونية كان من المفترض أن تتخذ منذ وقت مبكر، لكن المهم أنها تمت، ولو متأخراً، فهي توضح الحيثيات التي تسببت في الحرب والجرائم التي مورست بحق الشعب اليمني وتحددها بشكل دقيق وفق عرض قانوني يمكن البناء عليه لتحقيق خطوات في استعادة الدولة وعدم إفلات من ارتكبوا هذه الجرائم من العقاب.
يشار إلى أن حكم المحكمة العسكرية اتهم الضابط في «الحرس الثوري» الإيراني المدعو حسن إدريس إيرلو (إيراني الجنسية) بالدخول متنكراً إلى أراضي الجمهورية اليمنية والتجسس، والاشتراك في الجرائم مع العدو الحوثي وارتكاب جرائم عسكرية وجرائم حرب، حسبما نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
كما قضى الحكم بتصنيف جماعة الحوثي «منظمة إجرامية إرهابية»، وحظر أنشطتها وحلّها ومصادرة ممتلكاتها، ونزع الأسلحة والذخائر والعتاد العسكري منها، وتسليمه لوزارة الدفاع، وإلزام الحكومة بوضع استراتيجية وطنية شاملة للقضاء على التمييز بين اليمنيين بسبب العرق أو اللون أو الأصل أو المذهب.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.