الإرهابيون استعملوا مدخل البرلمان للوصول إلى داخل المتحف

ضرورة تغيير استراتيجيات العمل الأمني والاستخباراتي

الإرهابيون استعملوا مدخل البرلمان للوصول إلى داخل المتحف
TT

الإرهابيون استعملوا مدخل البرلمان للوصول إلى داخل المتحف

الإرهابيون استعملوا مدخل البرلمان للوصول إلى داخل المتحف

يقع قصر باردو وسط تجمع كبير من المساكن الراقية والمحلات التجارية المتنوعة الأنشطة، وهي تحيط به من كل الجهات. وهو يقع في شبه مثلث يفتح على نافورة مياه في ساحة باردو التي كانت مسرحا لاعتصام الرحيل نهاية سنة 2013 الذي أدى إلى خروج حركة النهضة من الحكم، وعلى طريق رئيسي يمر في الاتجاهين نحو المطار ونحو المناطق الغربية للعاصمة، بالإضافة إلى شارع ثالث يؤدي إلى وسط العاصمة التونسية.
ومن الناحية الأمنية من الصعب الوصول إلى القصر بفرعيه (البرلمان والمتحف) لوجودهما في مناطق سكنية وبالقرب من إحدى الثكنات العسكرية إضافة إلى أن المنطقة مطوقة بتعزيزات أمنية على مدار الساعة. ويمكن الوصول إلى مبنى البرلمان من مدخل كبير، وهو غالبا ما يكون تحت الحراسة المشددة، ولا يسمح للمواطنين العاديين بالدخول من الباب الخارجي الذي يفصله شارع طويل، وعلى الجانب المقابل مجموعة من المحلات التجارية ومقرات البنوك.
أما مبنى متحف باردو فهو يتمتع بمدخل مستقل ويمكن الوصول إليه من الشارع المحاذي لمبنى مجلس المستشارين، وهو مدخل كبير يفتح على ساحة كبرى يمكن أن ترسي بها الحافلات، خاصة السياحية، وهو كذلك مبنى مراقب من كل الجهات، لذلك رجحت عدة مصادر أمنية أن يكون دخول الإرهابيين من مدخل البرلمان خاصة وقد ارتدوا ملابس عسكرية أبعدت عنهم الشبهات ومكنتهم من الدخول دون جلب الكثير من انتباه السلطات الأمنية.
وفي هذا الشأن، قال بلحسن الوسلاتي المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية لـ«الشرق الأوسط» إن ما جرى يوم أمس يؤكد على ضرورة تغيير استراتيجيات العمل الأمني والاستخباراتي من أجل استباق الأعمال الإرهابية قبل حصولها.
وأشار إلى تغيير الإرهابيين لمخططاتهم بسرعة قياسية وانتقالهم السريع من المناطق الجبلية إلى المناطق الحضرية، وهو ما يفتح الأبواب واسعة أمام التساؤل بشأن عدد الخلايا النائمة التي تقدم المعطيات الاستخباراتية للمجموعات الإرهابية على حد تعبيره.
وعمليا لا يمكن مرور التونسيين العاديين من مدخل البرلمان التونسي؛ إذ لا يسمح سوى لأعضاء البرلمان وللإعلاميين المعتمدين بالبرلمان والحاملين لبطاقات مهنية خاصة بتغطية الأحداث البرلمانية. ويسمح في بعض الحالات بدخول بعض ممثلي الجمعيات في حال مناقشة بعض القوانين التي تهمهم مباشرة.



ظهور أبو تريكة في إعلان لـ«الأهلي» يثير جدلاً وانتقادات

صورة من الإعلان (حساب الشركة المنفذة للمشروع)
صورة من الإعلان (حساب الشركة المنفذة للمشروع)
TT

ظهور أبو تريكة في إعلان لـ«الأهلي» يثير جدلاً وانتقادات

صورة من الإعلان (حساب الشركة المنفذة للمشروع)
صورة من الإعلان (حساب الشركة المنفذة للمشروع)

أثار ظهور لاعب منتخب مصر والنادي الأهلي السابق محمد أبو تريكة في إعلان ترويجي لـ«استاد الأهلي» الجديد، جدلاً وانتقادات في مصر، وسط ردود فعل متباينة تجاه اللاعب، وموقفه القانوني، في ظل إدراج اسمه على قوائم «الإرهاب»، الصادرة بموجب قانون «الكيانات الإرهابية»، منذ سنوات.

وظهرت صورة أبو تريكة، فضلاً عن مشاركته بالتعليق الصوتي في إعلان يستهدف حصول النادي على مساهمات من الجمهور في عملية بناء الاستاد الجديد، مقابل وضع أسمائهم على «طوب البناء»، الذي سيشيَّد به المشروع.

وحظي الظهور الأول للاعب المصري المعتزل، على الشاشات المصرية، بعد غياب سنوات، بتباين في ردود الفعل، ففي وقت عبَّر فيه البعض عن غضبهم من ظهوره كونه مدرجاً على قوائم «الإرهاب»، أبدى آخرون تفاؤلاً على أساس أن الأمر يمكن عدُّه تمهيداً لحذفه من القائمة.

وصدر بحق أبو تريكة قرارات عدة قبل سنوات بالإدراج على قوائم «الإرهاب»، على خلفية «مساهمته في شركة سياحة اتهم أحد أعضائها بتمويل جماعة (الإخوان) المحظورة».

وجاءت أبرز الانتقادات الموجهة لظهور اللاعب من المستشارة مروة بركات، نجلة النائب العام المصري الأسبق هشام بركات، الذي تعرض للاغتيال عام 2015 بسيارة مفخخة. وكتبت مروة بركات في تدوينة عبر حسابها على «فيسبوك»، ترفض فيها ظهوره، وتؤكد عدم قبول ما وصفته بـمحاولة «تبييض الوجه».

موقف المستشارة المصرية دعمها فيه عدد من الإعلاميين من بينهم الإعلامي أحمد موسى الذي عدّ ظهور أبو تريكة بمثابة «عدم احترام لأرواح الشهداء الذين سقطوا في مواجهة الإرهاب».

كما دعمها الإعلامي عمرو أديب في تدوينة عبر «إكس»، مؤكداً «عدم اختلاط الأمور، مهما حاولوا تغيير الحقيقة لسبب أو لآخر».

وبحسب مسؤول في النادي الأهلي، تحدث لـ«الشرق الأوسط» شريطة عدم ذكر اسمه، فإن الإعلان نُفذ من خلال شركة «القلعة الحمراء» المنبثقة عن شركة «الأهلي للإنشاءات الرياضية»، وبتنسيق مع مجلس الإدارة، مشيراً إلى أن «النادي لا ينوي في الوقت الحالي التعليق على السجالات حول الإعلان».

بينما قال عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الكاتب عادل حمودة لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس لم يتفق حتى الآن على وضع ما أثير حول الإعلان في جدول أعماله ومناقشته القريبة»، مضيفاً أن «الأهم من وجهة نظره هو مدى التزام الإعلان بالقانون من عدمه»، وهو متروك للجهات القانونية المعنية لتوضحه.

رأي دعمته عضو المجلس، وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الدكتورة منى الحديدي التي قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «اللاعب شخصية عامة، ولم يصدر بحقه أي حكم قضائي حتى الآن»، مشيرة إلى أن «قناعتها الشخصية بأن حذف الإعلان سيعد بمثابة تقييد، على أساس أن القضاء لم يفصل في الاتهام الموجه له بدعم الإرهاب».

وبحسب المحامي وعضو لجنة العفو الرئاسي طارق العوضي لـ«الشرق الأوسط»، فإن ظهور أبو تريكة في الإعلان «لا يعد مخالفة قانونية انطلاقاً من قاعدة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وهو لم يُحَلْ حتى الآن للمحاكمة، أو يصدر بحقه حكم قضائي نهائي».

وأضاف العوضي أن قانون «الكيانات الإرهابية» لا يتضمن نصاً مباشراً يمنع المدرج بقوائم (الإرهابيين) من العمل الخاص، لكنه يفرض عليهم قيوداً عدة، وفي الوقت نفسه لا يعد الإدراج بمثابة إثبات للانتماء لجماعات إرهابية في ظل وجود العديد من الأشخاص المدرجين والذين لم يتم استدعاؤهم للتحقيق»، مشيراً إلى أن «اللاعب مُدْرج منذ سنوات، وهناك قيود بالفعل مفروضة عليه بموجب الإدراج، لكن في النهاية لم يُحَل للمحاكمة، وبالتالي لا يوجد ما يمنعه من الاشتراك في الإعلان».

وعبَّر عدد من جماهير النادي الأهلي عن تفاؤلاهم بظهور تريكة، على أمل حذفه من قائمة «الإرهاب»، وإمكانية عودته لمصر. وقال الإعلامي أحمد شوبير حارس مرمي الأهلي الأسبق إن الجماهير سعيدة بظهور أبو تريكة لرصيده لديهم لما قدمه للمنتخب والنادي الأهلي.

وشارك لاعب المنتخب المصري السابق إبراهيم سعيد بتدوينة مدافعاً عن أبو تريكة، معتبراً أنه سيظل أسطورة للكرة المصرية والنادي الأهلي.