19 قتيلا بهجوم إرهابي استهدف سياحاً في متحف باردو التونسي

الرئيس السبسي: هذه مصيبة كبرى حلت بتونس > الصيد: السلطات تحقق > الغنوشي: إرهابكم سيداس بالأقدام

عناصر من الأمن يقومون بإجلاء السياح الذين نجوا من الحادث أمس (أ.ف.ب)
عناصر من الأمن يقومون بإجلاء السياح الذين نجوا من الحادث أمس (أ.ف.ب)
TT

19 قتيلا بهجوم إرهابي استهدف سياحاً في متحف باردو التونسي

عناصر من الأمن يقومون بإجلاء السياح الذين نجوا من الحادث أمس (أ.ف.ب)
عناصر من الأمن يقومون بإجلاء السياح الذين نجوا من الحادث أمس (أ.ف.ب)

أعلن الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية أنه تم القضاء على عنصرين إرهابيين، بعد انتهاء العلمية الإرهابية في متحف باردو بمحيط مقر البرلمان.
وقتل 22 شخصا بينهم 20 سائحا أجنبيا في الهجوم الدامي على متحف باردو غرب العاصمة التونسية الأربعاء، وفق ما أعلنه المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي في حصيلة جديدة.
وقال المتحدث: «هناك 22 قتيلا بينهم 20 سائحا من جنوب أفريقيا وفرنسا وبولندا وإيطاليا»، دون تحديد العدد لكل جنسية، مضيفا أن 42 شخصا أصيبوا في الهجوم.
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء التونسي خلال مؤتمر صحافي بمقر رئاسة الحكومة عقب اجتماع خلية الأزمة، المكلفة بمتابعة الوضع الأمني بالبلاد، وأوضح أن اثنين من التونسيين سقطوا في الهجوم أحدهما عنصر في وحدات مكافحة الإرهاب، إلا أن عدد الضحايا وفق مصادر طبية تونسية مرشح للارتفاع. وقال الصيد إن «العملية الإرهابية كانت ناتجة عن تضييق الخناق على العناصر الإرهابية والنجاحات التي حققتها قوات الأمن». وأن هذه العملية جبانة استهدفت قطاعا حساسا (السياحة) يمر بأزمة في تونس. وتوعد بتجنيد كل القوى الأمنية والعسكرية لملاحقة المجموعات الإرهابية وأثنى على كفاءة وقدرات الأمن والجيش التونسي الذي استطاع إنهاء العملية في وقت لم يتجاوز الساعتين من الزمن.
وقال الصيد إن الهجوم بدأ مع تسلل عنصرين إرهابيين بلباس عسكري ومسلحين بأسلحة كلاشنيكوف إلى متحف باردو وهو مبنى محاذ للبرلمان ويشترك معه في المدخل الرئيسي وبدأوا بإطلاق النيران بشكل عشوائي باتجاه السياح ولاحقوهم حتى داخل المتحف، حيث تم احتجاز رهائن قبل أن يتم تحرير أغلبهم.
وبشأن هوية الإرهابيين المهاجمين للسياح داخل متحف باردو، قال الصيد إن السلطات الأمنية لم تحدد بعد هوية المهاجمين وانتماءاتهم إلى مجموعات إرهابية معينة. من جهته قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في تصريحات خلال زيارته للجرحى بمستشفى شارل نيكول في العاصمة التونسية: «هذه مصيبة كبرى حلت بتونس». وأضاف: «يجب الانطلاق في التعبئة العامة والقضاء نهائيا على العناصر الإرهابية». وأضاف قوله أن تونس ستعمل ما بوسعها لمنع حدوث هجمات جديدة وذلك إثر الهجوم الإرهابي الدامي. وأكد أن السلطات التونسية ستتخذ كل الإجراءات لمنع تكرار مثل تلك الأمور.
ومن ناحيته قال راشد الغنوشي رئيس حزب «حركة النهضة» الإسلامية، مخاطبا منفذي الهجوم الإرهابي على متحف باردو إن «إرهابكم سيُداس بأقدام الشعب التونسي».
وأضاف الغنوشي في رسالة نشرها على موقعه الإلكتروني الرسمي: «نحن نقول لكم: لن تكسروا شوكتنا ولن تنتصروا على وحدتنا».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.