لبنان: رفع الدعم نهائياً عن المحروقات متوقع أواخر سبتمبر

TT

لبنان: رفع الدعم نهائياً عن المحروقات متوقع أواخر سبتمبر

أبلغت الحكومة اللبنانية نقابة موزعي المحروقات عن توجه لرفع الدعم كلياً عن المحروقات أواخر الشهر المقبل، بحسب ما قال عضو النقابة جورج البراكس، بالتزامن مع نشر جدول جديد الأسعار على سعر دعم الـ8000 ليرة لبنانية مقابل الدولار وانطلاق الشاحنات باتجاه المحطّات لتفريغ حمولتها.
وقال البراكس أمس بعد خروجه من اجتماع أمني في السراي الحكومي خصص لبحث أزمة المحروقات: «تم إبلاغنا بأنه من هنا حتى آخر سبتمبر «أيلول» سيرفع ​الدعم​ نهائياً عن المحروقات». ويشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات حادة، تفاقمت الشهر الحالي مع إعلان مصرف لبنان نيته فتح اعتمادات لشراء المحروقات بالدولار بسعر السوق السوداء الذي يقارب 20 ألف ليرة للدولار الواحد، ما أثار هلع الناس الذين تهافتوا على محطات الوقود خشية ارتفاع الأسعار بشكل هائل. وبعد إعلان مصرف لبنان المركزي عن عجزه عن تمويل دعم إضافي للمحروقات بسبب تراجع احتياطاته من العملة الصعبة، تدفع قوى سياسية باتجاه رفع الدعم إلى جانب إقرار البطاقة التمويلية، بهدف تخفيف الطوابير أمام المحطات.
وزار وفد من تكتل «الجمهورية القوية» موفداً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مقر تجمع مستوردي المحروقات في بيروت لحثّهم على مطالبة الدولة بتحرير السوق وإمكانية استيراد المحروقات وبيعها وفق سعر السوق. وقال النائب في التكتل عماد واكيم، إن «البحث تركز على أزمة طوابير الذل وانقطاع الكهرباء وتقنين المولدات»، معتبراً أن «حل الدولة اللبنانية لا منطقي» في إشارة إلى استكمال الدعم على سعر صرف 8 آلاف ليرة للدولار حتى أواخر سبتمبر.
ورأى واكيم أن من تداعيات هذا القرار، «ارتفاع الأسعار في السوق السوداء لأن التهريب لا يزال قائماً بسبب تدني أسعار المحروقات في لبنان عن أسعار المحروقات في سوريا ولكون الكميات غير كافية». وأشار إلى اجتماعات تُعقد مع أكثر من قطاع لمواجهة انقطاع السلع في السوق اللبنانية من أدوية ومواد غذائية إلى محروقات وكل القطاعات.
وأكد ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا أن «هناك متابعة ستحصل للاجتماع الأمني الذي عُقد في السراي لمواكبة ضبط السوق والقرارات ستُتّخذ لاحقاً».
وأصدرت وزارة الطاقة اللبنانية أمس جدول تركيب أسعار المحروقات الجديد على أساس الـ8000 ليرة مقابل الدولار الواحد. وتواصل السلطات اللبنانية ملاحقة المحتكرين والعاملين على تخزين المحروقات. وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أمس أن شعبة المعلومات لديها ضبطت 38 خزاناً ممتلئاً بمادة البنزين، تُقدر سِعة كلّ خزّان بحوالي 50 ألف ليتر في مدينة زحلة في شرق لبنان، وقالت إن الخزانات عائدة لأحد أصحاب محطات المحروقات. وأشارت المديرية إلى تكليف وزارة الطاقة بسحب هذه الكميّة بالطّرق الآمنة وبيعها لصالح خزينة الدّولة، بناءً لتعميم النيابة العامّة التمييزيّة. كما أعلنت المديرية العامة لأمن الدولة عن ضبط كمية من مادة البنزين مخزنة في أحد بساتين منطقة صور (جنوب).



القضاء العراقي يواجه أزمة بعد فوز ترمب لصدور مذكرة قبض بحقه

ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
TT

القضاء العراقي يواجه أزمة بعد فوز ترمب لصدور مذكرة قبض بحقه

ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)
ترمب خلال مشاركته بتجمّع انتخابي (أ.ف.ب)

في الوقت الذي هنأ الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، ومحمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، دونالد ترمب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي تبحث عن كيفية التعامل مع ترمب المرحلة المقبلة في ظل وجود مذكرة صادرة من مجلس القضاء الأعلى في العراق بالقبض على ترمب بتهمة اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد

وقال عضو اللجنة مختار الموسوي في تصريح صحافي إن «ترمب بالنسبة للعراق وحسب القوانين العراقية هو مجرم، لكن العراق سيتعامل معه بشكل طبيعي، فهناك مصلحة للعراق بذلك، ووصول ترمب إلى البيت الأبيض لن يؤثر على العلاقات بين بغداد وواشنطن». ورأى الموسوي، وهو نائب عن «الإطار التنسيقي الشيعي» الحاكم أن «أميركا دولة مؤسسات ولا تتأثر كثيراً برؤساء في التعاملات الخارجية المهمة». وأضاف: «ترمب لا يعترف بالحكومة العراقية ولا يحترم السلطات في العراق»، لافتاً إلى أن «زيارته للعراق أثناء ولايته السابقة اختصرت فقط على زيارة الجنود الأميركان في قاعدة (عين الأسد) بمحافظة الأنبار، لكن العراق سيتعامل مع ترمب بشكل طبيعي».

الجنرال الإيراني قاسم سليماني (أ.ب)

وختم عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية تصريحه قائلاً: «في حال زار ترمب العراق خلال المرحلة المقبلة، فهناك صعوبة في تنفيذ مذكرة القبض بحقه، فهناك مصلحة للدولة العراقية وهي تتقدم على جميع المصالح الأخرى، فهي تمنع أي تنفيذ لتلك المذكرة بشكل حقيقي بحق ترمب».

أبو مهدي المهندس (أ.ف.ب)

يشار إلى أن رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان أعلن صدور أوامر قبض بحق ترمب على خلفية أوامر أصدرها لقتل سليماني والمهندس في السابع من يناير (كانون الثاني) عام 2021. وأوضح بيان رسمي، صدر في ذلك الوقت أن «القرار يستند إلى أحكام المادة 406 من قانون العقوبات العراقي النافذ»، مؤكداً أن «إجراءات التحقيق لمعرفة المشاركين الآخرين في تنفيذ هذه الجريمة سوف تستمر سواء كانوا من العراقيين أو الأجانب».

القضاء العراقي وأزمة تطبيق القانون

قانونياً، وطبقاً لما أكده الخبير القانوني العراقي، علي التميمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» فإأن «القضاء العراقي تحرك بناءً على الشكوى المقدمة من الطرف المشتكي، وبالتالي فإن القضاء ملزم وفق القانون باتخاذ الإجراءات القانونية بحق أي شخص سواء كان في الداخل العراقي أو الخارج العراقي».

وأضاف التميمي: «ولأن الجريمة التي ارتُكبت داخل العراق واستهدفت شخصيات في العراق وأدت إلى مقتلهم؛ فإن الولاية القضائية هنا هي التي تطبق وهي ولاية القضاء العراقي»، مبيناً أن «إصدار أمر قبض بحق ترمب في وقتها وفق مذكرة القبض الصادرة من القضاء العراقي وفق المادة 406 من قانون العقوبات العراقي وهي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لكونه شريكاً في هذه العملية؛ ولذلك يعدّ الإجراء من الناحية القانونية صحيحاً».

مركبة محترقة في مطار بغداد أصابها أحد الصواريخ الثلاثة (خلية الإعلام الأمني)

ورداً على سؤال بشأن تنفيذ المذكرة، يقول التميمي إن «التنفيذ يكون عن طريق الإنتربول الدولي بعد تقديم طلب عبر وزارة الخارجية، وهو أمر صعب من الناحية الواقعية، والثانية هي انضمام العراق إلى اتفاقية روما للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1948 وهي تحاكم الأشخاص بمختلف الجرائم، ومنها جرائم العدوان التي تنطبق على عملية الاغتيال التي نُفذت بأمر ترمب وفقاً للمادة 6 من قانون هذه المحكمة التي تتطلب دخول العراق فيها أولاً». وأوضح التميمي أنه «مع كل هذه الإجراءات القانونية، لكن ترمب في النهاية أصبح رئيس دولة وهو يتمتع بالحصانة وفقاً اتفاقية فيينا».

أول المهنئين لترمب

وفي الوقت الذي تبدو عودة ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية مقلقة لبعض الأوساط العراقية، إلا أن العراق الرسمي كان من أول المهنئين؛ إذ هنأ الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد ترمب، وتطلع إلى أن «تعمل الإدارة الأميركية الجديدة على تعزيز الاستقرار الذي تشتد الحاجة إليه والحوار البنَّاء في المنطقة»، كما هنَّأ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دونالد ترمب بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية لولاية جديدة، معرباً عن أمله في «تعزيز العلاقات الثنائية» خلال «المرحلة الجديدة». وكتب السوداني على منصة «إكس»: «نؤكد التزام العراق الثابت بتعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، ونتطلع لأن تكون هذه المرحلة الجديدة بداية لتعميق التعاون بين بلدينا في مجالات عدة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ويعود بالنفع على الشعبين الصديقين». كما أن رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني ورئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني كانا أول المهنئين لترمب؛ نظراً للعلاقة الجيدة التي تربط الأكراد مع الجمهوريين. وكتب نيجرفان بارزاني على منصة «إكس» قائلاً: «أتقدم بأحرّ التهاني إلى الرئيس ترمب ونائب الرئيس المنتخب فانس على فوزهما في الانتخابات». وأضاف: «نتطلع إلى العمل معاً لتعزيز شراكتنا وتعميق العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان والعراق والولايات المتحدة».

أما رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، فقد عبّر من جهته إلى أهمية «تعميق الشراكة بين إقليم كردستان والولايات المتحدة، والعمل معاً لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة».

اقرأ أيضاً