هجوم بـ«المولوتوف» على مقر «الشيوعي» العراقي في النجف

الثاني من نوعه خلال 6 أشهر

TT

هجوم بـ«المولوتوف» على مقر «الشيوعي» العراقي في النجف

تعرض مقر الحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، أمس، لهجوم بقنابل «المولوتوف»؛ في حادث هو الثاني من نوعه في غضون 6 أشهر؛ إذ كان المقر تعرض لهجوم مماثل في فبراير (شباط) الماضي، أحدث أضراراً مادية به من دون وقوع خسائر في الأرواح.
وفي حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث أو دوافعه، أدان الحزب الشيوعي الهجوم بشدة، وحمل الحكومة مسؤولية حماية المواطنين والمقار الحزبية. وذكر بيان الحزب أنه «في الساعة الثانية من فجر (اليوم الأحد) عاودت خفافيش الظلام الاعتداء على بيت الشيوعيين ونخلتهم الباسقة في النجف، فرمته بالمولوتوف الحارق متوهمة أنها بفعلتها الدنيئة والجبانة تستطيع تخويف الشيوعيين، والنيل من عنفوانهم واندفاعهم للتضحية في سبيل الوطن والشعب، وثنيهم عن واجب محاربة الفساد والفاسدين». وأضاف: «نحن إذ نشجب هذه الفعلة الإجرامية الآثمة، ننبه إلى أنها لم تقع إلا نتيجة للفشل الحكومي المتواصل في حماية المواطنين بشكل عام ومقر حزبنا بشكل خاص؛ الحزب الذي يؤمن بالدولة والقانون ولا يمتلك ميليشيا يحتمي بها ويرهب بها الناس».
وأشار الحزب إلى أن «التقاعس والتهاون في كشف الجناة وتقديمهم إلى العدالة، سيفاقم الأزمة ويذهب بالبلد إلى المزيد من الفوضى والخراب، ويضيع الفرص الحقيقية لبناء نظام ديمقراطي يتم فيه تداول السلطة سلمياً».
ورغم الطابع الديني لمحافظة النجف، فإنها كانت من بين أبرز معاقل الشيوعيين واليسار العراقي بشكل عام خلال مراحل ازدهاره بعد النصف الثاني من القرن العشرين.
وكان الحزب الشيوعي؛ الذي تحالف مع «تيار الصدر» في انتخابات عام 2018 قبل أن ينحل تحالفهما بعد ذلك، من بين أول الأحزاب والجهات السياسية التي أعلنت في وقت مبكر تعليق مشاركتها في الانتخابات النيابية العامة المقررة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
بدوره؛ استبعد العضو القيادي في الحزب الشيوعي جاسم الحلفي استقرار البلاد في ظل انتشار العصابات والسلاح المنفلت وما وصفها بـ«العقليات الظلامية». وقال الحلفي لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن تصور عودة الاستقرار للبلاد مع وجود عصابات وسلاح منفلت وجماعات ليس من صالحها تحقيق السلام والاستقرار».
وأضاف: «بصراحة؛ ومع بقاء هذه الأوضاع الكارثية والمزرية، فإن الاعتداءات والاستهانة بحياة الناس ستستمر ما لم تأخذ الدولة وأجهزتها الأمنية مكانها ودورها الصحيح».
ولم يتهم الحلفي جهة بعينها أو يحملها مسؤولية الهجوم على المقر الشيوعي، لكنه ذكر أن «الجريمة تأتي في سياق جرائم العبث والاستهتار التي ترتكب في البلاد، مثل عمليات استهداف الناشطين المدنيين وأبراج الكهرباء وأعمال (داعش) الإرهابية». ودعا إلى «بلورة رؤية وجهود وطنية للخلاص من الأوضاع الشاذة التي تعانيها البلاد من سنوات، وبناء دولة المواطنة والحقوق».
من جهة أخرى، وفي سياق قضية الاختطاف والتعذيب بمنطقة الحامية بمحافظة بابل، اتهم النائب عادل خميس المحلاوي، أمس، جماعة مسلحة سماها «معروفة الانتماء» باختطاف شبان من قضاء المسيب وقتل أحدهم. وكانت «هيئة علماء المسلمين» في العراق اتهمت، أول من أمس، ميليشيا «عصائب أهل الحق» بالوقوف وراء الحادث.
وقال النائب المحلاوي في بيان، أمس الأحد، إنه «قبل يومين قامت مجاميع مسلحة معروفة الانتماء بخطف عدد من شباب عشيرة الجنابيين في منطقة الحامية في قضاء المسيب شمال بابل جهاراً نهاراً وأمام أنظار القوات الأمنية، وبعد ساعات عثر على جثة أحدهم الشهيد سعد صباح هاشم محمد ضاحي الجنابي، وعليه آثار تعذيب وطعنات سكاكين». وأضاف أن «المدنيين في شمال بابل يتعرضون لعمليات قتل وتهجير وخطف منظمة من قبل مجاميع مسلحة جهاراً نهاراً خلال الأعوام الماضية، وهي موثقة، دون محاسبة القتلة الذين قاموا بتلك الجرائم».
وطالب المحلاوي القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بـ«تحمل مسؤولياته القانونية والوطنية واتخاذ إجراءات رادعة وتغيير بعض القيادات الأمنية في محافظة بابل التي أثبتت فشلها في حفظ الأمن خلال الأعوام الماضية، واستبدال أخرى ذات كفاء ومهنية بها».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.