جنوب أفريقيا لتعاون وشيك مع السعودية في التكنولوجيا والاقتصاد الأخضر

السفير خبوشي لـ «الشرق الأوسط» : تحرك قائم لترجمة 15 اتفاقية تكامل بين البلدين

كوسبرت خبوشي
كوسبرت خبوشي
TT

جنوب أفريقيا لتعاون وشيك مع السعودية في التكنولوجيا والاقتصاد الأخضر

كوسبرت خبوشي
كوسبرت خبوشي

أفصح دبلوماسي جنوب أفريقي رفيع عن أن بلاده تتطلع لتعزيز التعاون مع السعودية بمجالات التكنولوجيا والاقتصاد الأخضر ومعالجة المناخ، في ظل تحرك لترجمة 15 اتفاقية تم توقيعها بين البلدين، وعقد الشراكات في عدد من القطاعات تشمل الصناعات الجديدة والسياحة، مشيراً إلى أن بلاده تصدر للمملكة، منتجات الحيوانات الحية والخضراوات والدهون الحيوانية والنباتية والمواد الغذائية الجاهزة، بالإضافة إلى المنتجات المعدنية.
وأقر كوسبرت تيمبا خبوشي، سفير جنوب أفريقيا لدى السعودية، بأن جائحة كورونا أضرت باقتصاد بلاده بشكل كبير، بما في ذلك التجارة الخارجية مع السعودية، حيث هبط حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 49.3 مليار دولار في عام 2020، منخفضاً عما كان الحال عليه في عام 2018 الذي كان قد بلغ فيه 76.5 مليار دولار، مشيراً إلى أنه تم تحصين 10 في المائة من السكان على أمل تحصين 45 في المائة بنهاية عام 2021.
وقال السفير لـ«الشرق الأوسط» إن الاقتصاد الأخضر ربما لا يكون جديداً، إلا أنه يظل مجالاً للنمو والتعاون المستمر الذي يعود بالفائدة على اقتصادات البلدين، حيث تعد جنوب أفريقيا ذات موارد طبيعية هائلة وتستمر في لعب دور فعال في تطوير طرق جديدة لتطوير معــدات وأجهــزة ذات معامــل أداء مرتفــع لتقليل انبعاثات الكربون التي تؤثر سلباً على البيئة، بينما ينمو في نفس الوقت الاقتصاد.
وتابع خبوشي: «مثل معظم البلدان النامية، كان لتفشي متحور دلتا مؤخراً تأثير سلبي أكبر حيث ارتفعت الأرقام إلى معدلات أعلى من المتغيرات الأولية»، لافتاً إلى أن حكومة بلاده كانت فعالة للغاية، رغم القيود التي واجهتها، في إنشاء وتنفيذ برامج فعالة للحد من الزيادة في الأعداد. وأوضح خبوشي أن التعاون بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الاقتصادي الخاص، نجح في خلق شراكة مع فريق من جامعة أكسفورد في التفاوض من أجل أن تصبح جنوب أفريقيا مركزاً لتطوير اللقاح، وعلى هذا النحو في اللحظة التي بدأ فيها برنامج إطلاق اللقاح، بدأت أعداد المصابين في جنوب أفريقيا الآن في الانخفاض، مشيراً إلى أن بلاده تحتل حالياً المرتبة 11 في العالم من حيث توفير اللقاح لشعبها.
وقال خبوشي: «وضعت جنوب أفريقيا القارة الأفريقية في قلب السياسة الخارجية، التعاطي مع الجائحة لضمان أنه مهما كانت المكاسب التي حققناها من حيث توفر اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل، والمعدات الوقائية، والمرافق، وتوافر اللقاح الآن بشكل حاسم، في ظل مفاوضات مستمرة مع الشركاء الدوليين».
وترى جنوب أفريقيا، وفق خبوشي، في المملكة سوقاً مهمة واستراتيجية في الشرق الأوسط للسلع والخدمات في بلاده، مبيناً أن البلدين يشتركان في البرامج التنموية الاستراتيجية، وهي خطة التنمية الوطنية (NDP) في جنوب أفريقيا ورؤية 2030 في السعودية، فيما يحتوي البرنامجان على الكثير ما من شأنه ترسيخ الشراكة الاقتصادية الثنائية.
وقال خبوشي: «ضمن ما يقدر بنحو 6 آلاف جنوب أفريقي في المملكة، تكمن قوة جنوب أفريقيا في مواردها البشرية مع وجود العديد من الممرضات والمعلمين، بجانب الخدمات المالية ووظائف الموارد البشرية والمبيعات والتسويق».



5 نزاعات منسية خلال عام 2024

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

5 نزاعات منسية خلال عام 2024

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

إلى جانب الحربين اللتين تصدَّرتا عناوين الأخبار بانتظام خلال عام 2024، في الشرق الأوسط وأوكرانيا، يستمر كثير من النزاعات التي لا تحظى بالقدر نفسه من التغطية الإعلامية في أماكن كثيرة في العالم، حسبما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي ما يأتي خمسة منها.

السودان

يشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً بين القوات شبه العسكرية والجيش.

وقد تسبب الصراع، الذي تعدّه الأمم المتحدة إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، في مقتل ما بين 20 ألفاً و150 ألف شخص، بالإضافة إلى ما يقدَّر بنحو 11 مليون نازح.

ويضاف إلى تداعيات هذا النزاع المتواصل، شبح المجاعة، إذ يحتاج 26 مليون شخص، أي نحو نصف السكان، إلى المساعدات الغذائية بشكل متواصل.

ووُجِّهت مراراً وتكراراً اتهامات إلى الأطراف المتنازعة بارتكاب جرائم حرب، لاستهدافهم المدنيين عمداً.

وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، حذَّرت الأمم المتحدة من الحجم «المذهل» للعنف الجنسي المتفشي منذ بداية النزاع، مؤكدةً أن حالات الاغتصاب، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، مستشرية.

معلّم في مدرسة خلال امتحانات نهاية السنة الدراسية في قرية بشمال السودان يوم 24 نوفمبر الجاري (أ.ف.ب)

جمهورية الكونغو الديمقراطية

يواجه شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، منذ نهاية عام 2021، عودة ظهور حركة «إم 23»، (حركة «23 مارس»)، وهي تمرد تدعمه رواندا استولى على مساحات كبيرة من الأراضي إثر مواجهات مع القوات المسلحة الكونغولية والميليشيات التابعة لها.

وقد أدى هذا التمرد إلى تفاقم أزمة إنسانية مستمرة منذ ثلاثين عاماً في شمال كيفو (شرق)، وهي منطقة غنية بالمعادن، حيث يوجد مئات الآلاف من النازحين في ملاجئ مؤقتة على مشارف غوما، عاصمة الإقليم.

وانتهى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين كيغالي وكينشاسا في بداية أغسطس (آب) إلى استقرار خط المواجهة، لكن «حركة 23 مارس» استأنفت الهجوم في نهاية أكتوبر، واستولت على عدة مواقع.

ومع ذلك، يتشبث البلدان المتجاوران بالحوار، فقد التقى وزيرا خارجيتهما في بداية نوفمبر (تشرين الثاني)، وأكدا من جديد ضرورة احترام وقف إطلاق النار.

صورة أرشيفية لمقاتلين من الطوارق من تنسيقية حركات أزواد يمرون بالقرب من كيدال شمال مالي (أ.ف.ب)

الساحل

تعاني دول منطقة الساحل من هجمات لمتشددين.

وبدأت «بوكو حرام»، أحد التنظيمات المتشددة الرئيسية في المنطقة، تمرداً في نيجيريا في عام 2009، مما أسفر عن مقتل نحو 40 ألف شخص وتشريد أكثر من مليوني شخص، قبل أن تنتشر في البلدان الحدودية.

وفي تشاد، تتواصل الهجمات التي تشنها جماعة «بوكو حرام» أو جماعة منشقة عنها في منطقة بحيرة تشاد.

وأطلق الجيش عملية عسكرية في نهاية أكتوبر بهدف «القضاء على القوة الضاربة» لـ«بوكو حرام».

وفيما تسمى منطقة «الحدود الثلاثة»، تواجه مالي وبوركينا فاسو والنيجر متشددين في منطقة الساحل ينتسبون إلى تنظيمَي «داعش» و«القاعدة».

وطردت هذه الدول الثلاث -بقيادة أنظمة عسكرية في أعقاب الانقلابات بين عامي 2020 و2023- الجيش الفرنسي من أراضيها وشكَّلت تحالف دول الساحل، للتعاون في مواجهة تهديد المتشددين.

ولم تحقق الهجمات نجاحاً في الوقت الحالي، وتسببت في مقتل ما يقرب من 7 آلاف مدني وعسكري في بوركينا فاسو منذ يناير (كانون الثاني)، وأكثر من 1500 في النيجر وأكثر من 3600 في مالي، وفق منظمة «أكليد» غير الحكومية مع ازدياد الصعوبات للحصول على المعلومات.

هايتي

تعاني هايتي من عدم الاستقرار السياسي المزمن منذ عقود.

وتفاقم مستوى عنف العصابات، المتأصل بشكل فعلي في الدولة الكاريبية منذ فبراير (شباط).

وتسيطر العصابات على 80 في المائة من العاصمة بورت أو برنس.

وسجلت الأمم المتحدة 4544 حالة وفاة بسبب أعمال العنف منذ بداية العام، مؤكدةً أن الإحصاءات «ربما تكون أعلى».

وتستهدف أعمال العنف بشكل خاص الأطفال في بعض الأحيان، حيث يجري تشويه الضحايا أو رجمهم أو قطع رؤوسهم أو إحراقهم أحياء أو دفنهم أحياء.

ودفعت أهوال العنف أكثر من 700 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، إلى الفرار من منازلهم، حسب المنظمة الدولية للهجرة.

وبدعم من الأمم المتحدة وواشنطن، بدأت بعثة دعم الشرطة المتعددة الجنسيات بقيادة كينيا في الانتشار هذا الصيف.

مسلّحون من مجموعة معارضة مع عربة مدرّعة غنموها من الجيش في شمال ميانمار (أ.ب)

بورما

تشهد بورما (ميانمار) صراعاً دموياً منذ عام 2021 بعد الانقلاب الذي قاده المجلس العسكري ضد حكومة منتخبة ديمقراطياً.

وتصاعدت حدة الحرب الأهلية، التي تسببت في مقتل أكثر من 5300 مدني وتشريد أكثر من 3.3 مليون شخص وفق الأمم المتحدة، خلال العام الفائت بسبب صعود القوات المعارضة للمجلس العسكري.

وفي الأشهر الأخيرة، هاجم المتمردون ماندالاي، ثاني أكبر مدينة في البلاد، بالصواريخ والمسيّرات، وفي نهاية أكتوبر سيطروا على الطريق الذي يربطها بالصين، الشريك التجاري الرئيسي للبلاد.

والسيطرة على هذا المحور تحرم المجلس العسكري من الضرائب المربحة وتهدد قواعده في السهول الوسطى.

وفي مواجهة هذه الصعوبات، دعا المجلس العسكري الجماعات المسلحة في نهاية سبتمبر (أيلول) إلى بدء محادثات السلام، وهو المقترح الذي ظل حتى الآن حبراً على ورق.