توجه لإدخال الشاباك في تحقيقات سلاح المجتمع العربي

مظاهرة في تل أبيب ضد الفلتان الأمني في المجتمع العربي بإسرائيل (غيتي)
مظاهرة في تل أبيب ضد الفلتان الأمني في المجتمع العربي بإسرائيل (غيتي)
TT

توجه لإدخال الشاباك في تحقيقات سلاح المجتمع العربي

مظاهرة في تل أبيب ضد الفلتان الأمني في المجتمع العربي بإسرائيل (غيتي)
مظاهرة في تل أبيب ضد الفلتان الأمني في المجتمع العربي بإسرائيل (غيتي)

في خطوة تثير قلق السياسيين العرب وأوساطاً حقوقية عديدة، تنوي الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بنيت وتأييده، إدخال جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، في التحقيقات حول مخالفات انتشار السلاح غير المرخص في المجتمع العربي.
وقالت مصادر مطلعة، إن بنيت قبل توصية وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، اللذين يريان أن «الشاباك» هو وحده القادر على التوصل إلى معلومات حقيقية عن انتشار السلاح، بدءاً من سلعة بيعها لتجار عرب وحتى استخدامها في الإجرام المنظم أو في تصفية الحسابات الداخلية. لكن رئيس الشاباك الحالي، نداف أرغمان، يعارض هذه الخطوة ويمنع تنفيذها حالياً إلا في حالات نادرة. فهو مقتنع بأن هذه مهمة الشرطة وحدها وأجهزتها السرية ولا حاجة لإدخال الشاباك، لأن ذلك سيكون على حساب مهماته الأساسية في موضوع الأمن. ولذلك قرر بنيت أن يضع هذه القضية على رأس سلم الاهتمام في المداولات التي بدأ في إجرائها لاختيار رئيس الشاباك القادم، الذي يفترض أن تبدأ ولايته في شهر أكتوبر (تشرين الأول) القادم.
ويثير هذا التوجه حفيظة السياسيين العرب واليساريين والمنظمات الحقوقية، التي تخشى من أن يؤدي تدخل الشاباك إلى استغلال سلبي يمس بالعمل السياسي والنضالي ويتحول إلى أداة انتقام ضد الأحزاب الوطنية ونشطائها. كما يعارض هذا التوجه المستشار القضائي للحكومة أيضا، أبيحاي مندلبليت، الذي يقول إن القانون لا يخول الشاباك التعامل مع مخالفات كهذه. لكن مؤيدي الفكرة عموماً وفي وزارة الأمن الداخلي والشرطة خصوصاً، يرون أن ضلوع الشاباك في قضية انتشار السلاح في المجتمع العربي بات ضرورياً لأنه يبدأ يتحول إلى قضية أمنية من الدرجة الأولى. وحسب رأيهم، «هناك احتمال كبير باستخدام هذا السلاح خلال مواجهات على خلفية قومية، ضد مواطنين يهود كما حصل في أحداث اللد ويافا خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة والهبة التي سبقتها على خلفية الأحداث في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس في شهر مايو (أيار) الماضي، وكان ضالعاً فيها أصحاب سوابق جنائية.
ونقل على لسان ضابط كبير في الشرطة إن «السلاح الموجود اليوم بأيدي المنظمات الإجرامية في المجتمع العربي لاحتياجات جنائية، يمكن أن يستخدم في المواجهات القادمة ضد قوات الأمن أو مواطنين». وحذر قائلاً إنه «خلال الكثير من الأحداث السياسية أقدم العرب على إغلاق شارع وادي عارة. فلو وقعت حرب مع حزب الله في الشمال وكانت هناك حاجة لنقل فرقة عسكرية إلى الشمال، فإن الأمر سيستغرق ثلاثة أيام بدلاً من يومين، في حال إغلاق الشارع».
يذكر أن معلومات نشرت في إسرائيل مؤخراً أشارت إلى أن 70 في المائة من مصادر الأسلحة غير القانونية الموجودة في المجتمع العربي كان الجيش الإسرائيلي، إذ قام جنود وتجار أسلحة بسرقتها من المخازن وبيعها بأسعار باهظة للعرب. والمصدر الثاني هو التهريب من لبنان والأردن وسيناء المصرية. والشرطة الإسرائيلية تبدي تقاعساً حيال ظاهرة العنف والجريمة في المجتمع العربي برمتها. فهي لا تقبض على هذا السلاح قبل أن يتم استخدامه وهي تفشل في فك رموز الأغلبية العظمى من جرائم القتل وإطلاق النار في المجتمع العربي. وهذه الجرائم مستمرة، وآخرها مقتل فتى في مدينة الناصرة في الليلة الأخيرة، بعد شهرين من مقتل صديق له في القضية نفسها كما يبدو. وقد بلغ عدد القتلى العرب 76 ضحية منذ بداية السنة.
المعروف أن بنيت سيعلن في غضون أيام عن الجولة الأخيرة من المرشحين اللذين سيعين أحدهما رئيسا للشاباك، وهما نائب رئيس الشاباك الحالي ونائبه السابق. وقالت الصحيفة إن كلا المرشحين لم يتعاملا مع المجتمع العربي سوى لدى توليهما منصب نائب رئيس الشاباك. ولكنهما يمتلكان خبرة في الموضوع الفلسطيني، لأنهما خدما في الضفة الغربية والقدس لفترة طويلة.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.