الرئيس التونسي ووزير الخارجية الجزائري يبحثان المستجدات المغاربية

الرئيس التونسي مستقبلاً وزير خارجية الجزائر في القصر الرئاسي وسط العاصمة التونسية أمس (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي مستقبلاً وزير خارجية الجزائر في القصر الرئاسي وسط العاصمة التونسية أمس (أ.ف.ب)
TT

الرئيس التونسي ووزير الخارجية الجزائري يبحثان المستجدات المغاربية

الرئيس التونسي مستقبلاً وزير خارجية الجزائر في القصر الرئاسي وسط العاصمة التونسية أمس (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي مستقبلاً وزير خارجية الجزائر في القصر الرئاسي وسط العاصمة التونسية أمس (أ.ف.ب)

سلم وزير الخارجية الجزائرية وزير الجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أمس (الاثنين)، رسالة خطية من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى نظيره التونسي، قيس سعيّد.
واستقبل وزير الخارجية الجزائري من قِبل الرئيس التونسي خلال زيارته لتونس مبعوثاً خاصاً للرئيس تبون. وجاء في تغريدة لوزير الخارجية على صفحته الرسمية في موقع «تويتر»: «تشرفت اليوم بمقابلة السيد الرئيس قيس سعيّد، وتسليمه رسالة خطية من أخيه الرئيس السيد عبد المجيد تبون. واغتنمنا هذه الفرصة المتجددة لاستعراض العلاقات الأخوية المتميزة بين بلدينا، مرحبين بالهبة التضامنية المتبادلة التي تم تسجيلها مؤخراً، كما تناولنا مستجدات الأوضاع على الساحة المغاربية». وأوضح بيان للخارجية الجزائرية، أمس، أن «هذه الزيارة تندرج في إطار الإرادة المشتركة للبلدين في توثيق أكثر للعلاقات الأخوية المميزة للتعاون وحسن الجوار، والعمل على تعزيز تقاليد التشاور، والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
وكان الرئيس تبون قد أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس سعيّد، أكد فيها على «تضامن الجزائر، شعباً وحكومة، مع الشقيقة تونس في هذه المرحلة الدقيقة»، كما تطرق إلى سبل دعم العلاقات الجزائرية - التونسية في مختلف المجالات.
ومن جهة ثانية، تم تقديم المشتبه بهم في جريمة قتل الشاب جمال بن إسماعيل، في بلدة «الأربعاء ناث إيراثن» (تيزي وزو)، أمس، لدى وكيل الجمهورية بمحكمة سيدي أمحمد بالجزائر العاصمة.
ويمثل أمام وكيل الجمهورية 92 مشتبهاً بهم تم إلقاء القبض عليهم في عدة ولايات، من بينهم 3 نساء، حسب مصدر قضائي. ويواجه المتهمون في هذه القضية عدة تهم، منها: القتل العمدي، والتنكيل بجثة وحرقها، والاعتداء على مركز شرطة، والانتماء إلى منظمة إرهابية، وأعمال تخريب تمس أمن الدولة، حسبما أضاف المصدر نفسه. وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد أعلنت في وقت سابق عن إلقاء القبض على عشرات المشتبه في تورطهم في مقتل الشاب جمال بن إسماعيل، إثر اندلاع الحرائق في منطقة القبائل، بينما تتواصل التحقيقات التي باشرتها بعد الحادثة مباشرة.
وفي سياق متصل، أكد المفتش المركزي بوزارة الداخلية والجماعات المحلية، عبد العزيز دليبة، أن عملية تقييم الخسائر التي تسببت فيها الحرائق الأخيرة داخل 26 ولاية وصلت إلى مرحلة جد متقدمة، وأنه سيشرع على أساسها مباشرة في تلقي ملفات المتضررين، لتمكينهم من الإعانات التي أقرتها الدولة.
وأوضح دليبة أن التعويضات التي ستقدم للمتضررين ستكون إعانات مالية بالنسبة للبنايات، وفق الخانة التي يصنف فيها حجم الضرر، بناء على تقييم الخبراء، وأخرى عينية تتعلق بالخسائر التي مست قطاع الفلاحة، وفقاً للأوامر التي أسداها الرئيس تبون لكل من وزراء الداخلية والفلاحة والسكن للإسراع من وتيرة منح التعويضات.
وفيما يتعلق بالضحايا البالغ عددهم 90 شخصاً، بين عسكري ومدني، قال المفتش المركزي بوزارة الداخلية والجماعات المحلية إن وزير الداخلية، والأمين العام لرئاسة الجمهورية، كلفا بالشروع الفوري في صرف العلاوة المالية لعائلات هؤلاء الضحايا، المقدرة بمليون دينار جزائري.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.