الإسرائيليون يتوجهون بكثافة إلى صناديق الاقتراع لحسم مصير نتنياهو

رئيس الحكومة: لن تقوم دولة فلسطينية إذا فزت بالانتخابات *جندي يهدد باغتيال هيرتسوغ إذا فاز

بنيامين نتنياهو يدلي بصوته داخل أحد مراكز الاقتراع في القدس أمس (أ.ب)
بنيامين نتنياهو يدلي بصوته داخل أحد مراكز الاقتراع في القدس أمس (أ.ب)
TT

الإسرائيليون يتوجهون بكثافة إلى صناديق الاقتراع لحسم مصير نتنياهو

بنيامين نتنياهو يدلي بصوته داخل أحد مراكز الاقتراع في القدس أمس (أ.ب)
بنيامين نتنياهو يدلي بصوته داخل أحد مراكز الاقتراع في القدس أمس (أ.ب)

بدأ الإسرائيليون صباح أمس الإدلاء بأصواتهم لاختيار أعضاء الكنيست الجديد، في انتخابات تبقى نتائجها مفتوحة على كل الاحتمالات، وتشكل مفتاحا لمعرفة ما إذا كان الإسرائيليون يريدون حقا بقاء بنيامين نتنياهو رئيسا للوزراء، أم أن وقت التغيير قد حان بعد 6 سنوات.
ودعي 5.88 مليون ناخب إسرائيلي للإدلاء بأصواتهم من أجل اختيار 120 نائبا، وخصصت لإنجاح العملية الانتخابية أكثر من 10 آلاف مكتب تصويت، أقيمت في المدارس والمستشفيات وحتى في السجون عبر جميع أنحاء إسرائيل.
وبعد بضع دقائق فقط من الساعة السابعة في إحدى مدارس القدس، أدلى نتنياهو وزوجته سارة بصوتيهما، وقال نتنياهو للحاضرين «لن تكون هناك حكومة وحدة مع الحزب العمالي، سوف أشكل حكومة وطنية» يمينية.
وبثت الشبكات التلفزيونية أولى نتائج استطلاعات الرأي لدى خروج المصوتين من مراكز التصويت، فور إغلاق المراكز في الساعة الثامنة مساء. لكن الإسرائيليين قد يضطرون إلى الانتظار عدة أسابيع لمعرفة اسم رئيس الوزراء المقبل، وإن كانت هذه الانتخابات التشريعية تتخذ بالأساس منحى استفتاء على نتنياهو (65 عاما) الذي حكم إسرائيل لنحو عقد كامل، والذي عمد نتنياهو قبل يومين إلى المزايدة على حساب الفلسطينيين، بعد إعلانه أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في حال فوزه بالانتخابات التشريعية.
وفي عز التنافس بين نتنياهو ومنافسة إسحاق هيرتسوغ كشفت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت جنديا في الجيش النظامي خطط لاغتيال هيرتسوغ، بسبب «تجرئه على منافسة نتنياهو». وقد جاءت هذه الحادثة لتتوج النشاط اليميني المتطرف، الذي يتسم بالعصبية والخوف من فقدان السلطة. وفي هذا الإطار لم تعد أحزاب اليمين عموما، والليكود الحاكم بشكل خاص، تخجل من الهجوم المباشر على «القائمة المشتركة» التي تضم الأحزاب العربية، حيث أرسل الليكود آلاف الرسائل الهاتفية لمواطنين من أجل حثهم على الإقبال على مراكز الاقتراع: «حتى لا تقوم حكومة يسار تستند إلى أصوات العرب». كما أرسلت الأحزاب اليمينية مئات المستوطنين من سكان المناطق الفلسطينية المحتلة ليعملوا مندوبين في لجان الصناديق أو مراقبين.
وجرى يوم الانتخابات وسط توتر شديد، بسبب نتائج استطلاعات الرأي التي أجمعت على أن «المعسكر الصهيوني» من قوى الوسط سيحصل على عدد أكبر من المقاعد التي سيحصل عليها الليكود، ما يعني فتح الباب أمام هيرتسوغ ليشكل الحكومة القادمة. وبدا أن الليكود عمد إلى كل الوسائل في سبيل منع هذا التطور.
وخرجت الصحف الإسرائيلية، أمس، بعدة مقالات تدعو إلى إسقاط نتنياهو، حيث هاجمت «يديعوت أحرونوت» أسلوبه في إدارة آخر أيام المعركة الانتخابية ووصفته بأسلوب الذعر، إذ قال محررها السياسي ناحوم بارنياع إن نتنياهو «يتصرف على غرار قبطان السفينة الذي يلقي في البحر بالمتاع الثقيل عندما يواجه عاصفة بحرية على أمل أن ينقذ سفينته من الغرق.. وهذه الانتخابات تصل إلى لحظة الحسم في ظل عدم الوضوح لأن الناخب لا يعرف ما الذي سيفعله بصوته، هل سيكون جزءا من المواد التي ستستخدم لبناء حكومة الوحدة؟ هل سيساهم في تشكيل حكومة ضيقة؟ أم سيتم استثمار صوته في المعارضة وسيمنحه عبثا لحزب لن يتجاوز نسبة الحسم».
وتناول شمعون شيفر في الصحيفة نفسها قضية أكاذيب نتنياهو والأوهام التي زرعها لدى الناس بقوله إن «نتنياهو صرح خلال الكم الكبير من المقابلات التي منحها أمس، أنه لولا ما فعله لكان من المؤكد تملك إيران عدة قنابل نووية الآن. فهل هو الذي منع إيران من الوصول إلى قنبلة نووية؟ هذا لا يثير حتى الضحك. وإذا كان يائسا بسبب الاستطلاعات التي تتوقع انهياره في الصناديق إلى حد الكذب بصفاقة، ونسب ميزات الساحر إلى نفسه، فمن المناسب إذن أن ندخل نحن إلى الملاجئ، لأن لدينا مشكلة مع زعيم يجب على الأقل حسب رأي وزير الخارجية الأميركي جون كيري، التشكيك بحكمه على الأمور».
ونشرت صحيفة «هآرتس» مقالا افتتاحيا تحت عنوان «اذهبوا لاستبدال نتنياهو»، جاء فيه «هذه الانتخابات تشكل فرصة حقيقية لتغيير اتجاه الاكتئاب التي تمضي إسرائيل نحوه. فخلال سنوات حكمه الست أظهر بنيامين نتنياهو عدم الكفاءة المطلقة، وتدهورا بشكل كبير في كل مجال تقريبا. فالاقتصاد راوح مكانه بوتيرة نمو منخفضة، ومعالجة قضايا الإسكان كانت مخزية، ولم تعمل الحكومة بما يكفي في مجال غلاء مستوى المعيشة، ولم تحقق الإصلاحات المطلوبة في شركة الكهرباء، ولا الإصلاحات المتعلقة بالتقاعد للنساء ولقوات الجيش. وفي المجال الأمني أصبح الوضع أشد خطورة من السابق. في وقت يدمر فيه نتنياهو العلاقات مع إدارة أوباما، ويقوض السند الاستراتيجي الأساسي لإسرائيل». وتتابع الصحيفة منتقدة نتنياهو وطريقة حكمه «لقد تفجرت وعود نتنياهو بالحسم ضد حماس، على خلفية حرب الجرف الصامد التي استمرت 50 يوما، وكلفت حياة 73 إسرائيليا وأكثر من ألفي فلسطيني. وفي ظل حكومة نتنياهو ازدهرت القوانين غير الديمقراطية والمثيرة للتحريض وعدم التسامح. كما أكدت المبادرات التي طرحت لتعزيز الهوية اليهودية، وعلى رأسها قانون القومية، محاولات إقصاء الأقليات نحو الهامش، وتحويلهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية. وفوق هذا كله، واصل الاحتلال ضرب جذوره عميقا، وتحولت كلمة (السلام) إلى كلمة فارغة المضمون، وتم إهمال مستقبل الدولة لصالح استمرار بناء المشروع الاستيطاني. إذن فهذه الانتخابات تشكل فرصة لمحاسبة نتنياهو، لقد آن الأوان لعرض أمل جديد على مواطني إسرائيل».
وشهدت انتخابات أمس إقبالا مكثفا لعرب إسرائيل على مكاتب الاقتراع، حيث صوتوا بكثافة آملين في زوال حكم نتنياهو، وفي هذا الصدد أعرب رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة عن ثقته في حصول القائمة على 15 مقعدا داخل الكنيست الإسرائيلي، في الانتخابات التي شاركت فيها الأحزاب العربية موحدة للمرة الأولى وسط إقبال كثيف من العرب الإسرائيليين.
أما وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني القومي المتطرف، فقد دعا الناخبين الإسرائيليين للتصويت لـ«أي لائحة صهيونية». ورد بيان للقائمة المشتركة بالعبرية على نتنياهو وليبرمان متسائلا: «ما الذي يخافان منه؟ ننوي أن نكون القوة الثالثة في الحجم في الكنيست القادم».
وكانت استطلاعات الرأي الأخيرة قد توقعت أن تكون القائمة العربية المشتركة القوة الثالثة في البرلمان الإسرائيلي، وأن تحصل على 13 مقعدا.



«زينبيات» الحوثيين يُرغِمن يمنيات على فعاليات تعبوية وأنشطة لصالح «المجهود الحربي»

جانب من تجمع مسلَّحات حوثيات أثناء حملة تبرع للجبهات أطلقتها الجماعة في صنعاء (إكس)
جانب من تجمع مسلَّحات حوثيات أثناء حملة تبرع للجبهات أطلقتها الجماعة في صنعاء (إكس)
TT

«زينبيات» الحوثيين يُرغِمن يمنيات على فعاليات تعبوية وأنشطة لصالح «المجهود الحربي»

جانب من تجمع مسلَّحات حوثيات أثناء حملة تبرع للجبهات أطلقتها الجماعة في صنعاء (إكس)
جانب من تجمع مسلَّحات حوثيات أثناء حملة تبرع للجبهات أطلقتها الجماعة في صنعاء (إكس)

أرغمت الجماعة الحوثية مئات النساء والفتيات اليمنيات في 4 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، وريفها، وحجة، وإب، على حضور فعاليات تعبوية، ودفع تبرعات مالية وعينية، بزعم الدفاع عن غزة، ودعم ما تسمى «القوة الصاروخية» والطائرات المُسيَّرة، حسبما ذكرته مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط».

وكشفت المصادر عن تشكيل الجماعة -في سياق احتفالها بما تسمى «ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء»- عشرات الفرق النسائية الميدانية، بموجب تعليمات مباشرة من زعيم الجماعة، لاستهداف اليمنيات وإجبارهن على المشاركة في الفعاليات التعبوية، ودعم المجهود الحربي.

الحوثيون يخضعون الفتيات لفعاليات تعبوية ذات صبغة طائفية (إعلام حوثي)

وبموجب التعليمات، شرعت كتائب الأمن النسائية الحوثية (الزينبيات) بتنظيم أول أنشطتها؛ إذ نظمت بصنعاء وريفها في يوم واحد نحو 6 فعاليات بطابع طائفي، لإحياء المناسبة، وجرى خلالها دعوة النساء للتبرع، وحث أبنائهن على التوجه إلى الجبهات.

ووفقاً لوكالة «سبأ» بنسختها الحوثية، سيَّرت ما تسمَّى «الهيئة النسائية» للجماعة بصنعاء، قافلة نسوية مالية وعينية، تقدر قيمتها بنحو 100 ألف دولار (الدولار يعادل 530 ريالاً يمنياً في مناطق سيطرة الحوثيين) بزعم دعم ما تسمى القوة الصاروخية، والقوة البحرية، والطيران المُسيَّر.

وتحدثت نساء في أحياء وقرى عدة في صنعاء وريفها لـ«الشرق الأوسط»، عن قيام «الزينبيات» بزيارات مباغتة إلى منازلهن لحثهن على المشاركة مع أفراد أسرهن في إحياء المناسبة ذات الصبغة الطائفية، ومطالبتهن بتقديم ما لديهن من مال وحُلي، بزعم مناصرة غزة، والوقوف في وجه الاعتداءات الأميركية والإسرائيلية.

وتحدث بعض النساء عن وسائل ترهيب وترغيب وتهديد بالحرمان من أقل الحقوق والخدمات، استُخدمت من قبل مشرفات حوثيات أثناء تحشيد النساء والفتيات.

الحوثيون يرغمون النساء اليمنيات على حضور فعاليات ودفع تبرعات للجبهات (إعلام حوثي)

وروت أم عبد الله -وهي ربة منزل في حي القاع بمدينة صنعاء- أنها أُرغِمت ونساء أخريات في الحي الذي يقطنَّه على المشاركة قسراً في مناسبة حوثية هدفها «التحشيد الطائفي» وتقديم الدعم للجماعة.

وأبدت استياءها البالغ من لجوء الجماعة إلى فرض إتاوات جديدة على النساء، بزعم تمويل فعاليات نسوية ظاهرها دعم غزة ولبنان بالقوافل، وباطنها تمويل المجهود الحربي، مع تجاهل الظروف المعيشية والمادية الصعبة التي يعانيها أغلب السكان.

استهداف مُكثف

شمل التحرك الميداني لمجندات الحوثي مدينة حجة (مركز المحافظة) الواقعة شمال غربي اليمن، ومديريات أفلح الشام وكحلان الشرف ومبين والشغادرة والمحابشة، كما تواصل ما تسمى «الهيئة النسائية» و«كتائب الزينبيات» استهداف الأمهات وربات البيوت بمناطق متفرقة في محافظة إب اليمنية (وسط اليمن) بحملات «التطييف» وجمع التبرعات، ووفقاً للذريعة نفسها.

واتهمت نساء يمنيات يقطنَّ مديرية الظهار في إب، شاركن في فعالية حوثية، قادة الجماعة، باستغلال القضية الفلسطينية ومعاناة وأوجاع السكان بالمحافظة، وتكوين ثروة هائلة من التبرعات التي يفرضونها على اليمنيين.

«زينبيات» يرفعن أسلحة تظهر عليها شعارات الحوثيين في صنعاء (إكس)

وجاء استهداف الجماعة الحوثية للنساء بمناطق سيطرتها متزامناً مع مواصلة ارتكابها جرائم وتعسفات متنوعة بحقهن، وسط استمرار المنظمات الدولية والمحلية في إطلاق النداءات الإنسانية المتكررة لوقف هذه الانتهاكات.

وفي تقرير لها، وثقت «الشبكة اليمنية للحقوق والحريات» نحو 10 آلاف و156 انتهاكاً، ارتكبتها الجماعة الحوثية بحق النساء اليمنيات في 18 محافظة، خلال الفترة من سبتمبر (أيلول) 2016 وحتى مارس (آذار) الماضي.

ووفقاً لـ«الشبكة»، فقد قتلت الجماعة بتلك الفترة 2786 امرأة، وأصابت 4369 أخريات بطرق متنوعة، مثل القصف بالمدفعية وصواريخ «الكاتيوشا»، وانفجارات الألغام والعبوات الناسفة، وأعمال القنص المتعمدة، وإطلاق النار العشوائي على الأحياء السكنية.