محادثات مصرية ـ صربية في القاهرة تبحث قضايا إقليمية

شكري استقبل نظيره سيلاكوفيتش

صورة المؤتمر الصحافي في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
صورة المؤتمر الصحافي في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
TT

محادثات مصرية ـ صربية في القاهرة تبحث قضايا إقليمية

صورة المؤتمر الصحافي في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
صورة المؤتمر الصحافي في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)

أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الصربي نيكولا كوفيتش، عمق علاقات التعاون التي تربط بين البلدين، وذلك في ختام مباحثات موسعة بالقاهرة، أمس، تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وقضايا منطقتي الشرق الأوسط والبلقان والتحديات التي تواجه بين البلدين. وخلال مؤتمر صحافي، وصف شكري العلاقات بين مصر وصربيا بأنها «وثيقة وممتدة»، لافتاً إلى أنه تم خلال المباحثات مراجعة آليات التعاون بين الجانبين والاتفاق على تفعيلها واستكشاف مجالات جديدة للتعاون خصوصاً على المستوى الاقتصادي. ورحب شكري بوزير خارجية صربيا في أول زيارة له إلى مصر منذ توليه مهام منصبه، ونوه إلى تطابق وجهات النظر بين البلدين حيال القضايا الإقليمية والدولية، مؤكداً استمرار التنسيق بين البلدين. وقال شكري إن الفترة القادمة ستشهد اجتماعات لكبار المسؤولين لتحديد موعد انعقاد اللجنة المشتركة والإعداد للزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين بما في ذلك على مستوى القمة. وأوضح وزير الخارجية أن زيارة نظيره الصربي للقاهرة تتضمن زيارة إلى الأزهر الشريف ولقاءً مع قداسة البابا تواضروس بالإضافة إلى زيارة العاصمة الإدارية ومتحف الحضارة.
وتقيم بلغراد احتفال بمناسبة مرور 60 عاماً على عقد أول اجتماع لحركة «عدم الانحياز»، والتي شاركت فيها مصر في القرن الماضي، ووجه وزير الخارجية الصربي دعوة للرئيس السيسي للحضور هذه القمة».
وقال سيلاكوفيتش إنه التقى الرئيس السيسي، وناقش سبل التعاون لتحسين العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، حيث تضمنت جلسة المباحثات وضع خطط لمستقبل التعاون بين البلدين، خصوصاً في ظل الزيارات المتبادلة بين وفدي البلدين خلال الأشهر السبعة الماضية.
وأضاف أنه تم أيضاً بحث سبل تنظيم اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي نهاية العام الجاري، وكذلك اجتماع مجلس الأعمال المشترك بمشاركة عدد من رجال الأعمال من البلدين.
كما أشار إلى أن هناك مجالات عديدة للتعاون خصوصاً في مجال الاتصالات والزراعة والطاقة، فضلاً عن التعاون في مجال الرعاية الصحية خصوصاً في ظل نجاح بلاده بإنتاج لقاح «سبوتنيك v»، وكذلك إنتاج اللقاح الصيني «سينوفارم» نهاية العام الجاري، بما يعود ذلك بالمنفعة للبلدين.
وفيما يخص عودة حركة الطيران بين مصر وصربيا لطبيعتها، قال وزير خارجية صربيا إنه تمت مناقشة هذا الموضوع خلال المباحثات، ونحن على علم أن هذه القضية ستتم معالجتها، لافتاً إلى أنه سيلتقي وزير النقل الصربي عقب عودته إلى بلاده. وأضاف أن بلاده من أكثر الدول تمثيلاً في مجال السياحة حيث يزور مصر أعداد كبيرة من الصربيين.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.