كشفت محاكاة كونية قام بها فريق بحثي أميركي، وتم نشر تفاصيلها في العدد الأخير من دورية «الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية»، عن أن 10 في المائة من الثقوب السوداء فائقة الكتلة، لا توجد في مركز المجرات، كما هو شائع، ولكنها تتجول في المجرة.
ويُعتقد أن كل مجرة ضخمة تحتوي على ثقب أسود فائق الكتلة في نواتها (مركزها) ينمو ويتطور مع نمو المجرة نفسها، من خلال عمليات الاندماج مع المجرات الأخرى وانصهار المواد من الوسط بين المجرات، ولكن الجديد الذي كشفه فريق بحثي من مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية عبر محاكاة كونية من الكون المبكر إلى يومنا هذا، هو أن بعض هذه الثقوب لا تنضم إلى النواة، بل ينتهي بها الأمر بالتجول في المجرة.
ويقول الفريق البحثي في تقرير نشره مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية، أول من أمس، إنه عندما تشق بعض المواد طريقها إلى مركز المجرة وتتراكم على الثقب الأسود فائق الكتلة، فإنها تنتج نواة نشطة في وسط المجرة ينتج عنها بعض التدفقات الخارجية أو أي ردود فعل أخرى من النوى المجرية النشطة تعمل على إخماد تشكل النجوم في المجرة، وفي بعض الأحيان يتم تشكيل ثقوب سوداء فائقة الكتلة ثنائية ثم تندمج تدريجياً في ثقب واحد، ويمكن أن يتوقف الاندماج أحياناً أو يتعطل، حتى أن بعض الثقوب السوداء لا تنضم إلى النواة، بل ينتهي بها الأمر بالتجول في المجرة.
وباستخدام المحاكاة الكونية وصف الفريق البحثي لأول مره مثل هذه الثقوب السوداء ووجدوا أنه في عالم اليوم (أي بعد نحو 13.7 مليار سنة من الانفجار العظيم الذي أدى إلى نشأة الكون) قد يكون نحو 10 في المائة من الثقوب السوداء متجولة.
وفي أوقات سابقة من الكون، بعد ملياري سنة من الانفجار العظيم أو أصغر، يرى الباحثون أن هذه الثقوب السوداء المتجولة أكثر أهمية، وتحتوي على كتلة كبيرة وتنتج أيضاً انبعاثات كالتي تشاهد من الثقوب السوداء بمركز المجرة. ويضيف الباحثون أنهم سيعملون على توضيح البصمة الرصدية التي تساعد على تمييز هذه الثقوب المتجولة عن غيرها.
10 % من الثقوب السوداء في الكون متجولة
10 % من الثقوب السوداء في الكون متجولة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة