طلاب عراقيون يؤدون اختبارات «البكالوريا» وسط إجراءات صحية

جانب من زيارة رئيس الوزراء لإحدى قاعات الامتحان أمس (واع)
جانب من زيارة رئيس الوزراء لإحدى قاعات الامتحان أمس (واع)
TT

طلاب عراقيون يؤدون اختبارات «البكالوريا» وسط إجراءات صحية

جانب من زيارة رئيس الوزراء لإحدى قاعات الامتحان أمس (واع)
جانب من زيارة رئيس الوزراء لإحدى قاعات الامتحان أمس (واع)

توجّه نحو نصف مليون طالب وطالبة، صباح أمس، في بغداد والمحافظات العراقية الأخرى، في ساعة مبكرة من صباح أمس، لأداء الامتحانات النهائية (البكالوريا) للصف السادس الإعدادي، ضمن الدور الأول للعام الدراسي 2020 - 2021. وجرت الامتحانات التي اشترك فيها 522 ألف طالب وطالبة، وسط إجراءات صحية مشددة لضمان عدم تعرض الطلبة إلى الإصابة بفيروس «كوفيد - 19»، من خلال فرض ارتداء الكمامات الواقية وتعقيم قاعات الامتحان. في الأثناء، زار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عدداً من مراكز الامتحان للاطّلاع على الظروف التي يؤدي خلالها الطلبة اختبارات، وحثهم على الاجتهاد والنجاح.
كانت قضية الامتحانات (الاختبارات) بشكل عام، سواء على مستوى التعليم الأولي أو الجامعي خضعت إلى نقاشات حادة خلال الأسابيع الماضية، بشأن اجرائها بطريقة «حضورية» أو «عبر الإنترنت» لتفادي إصابة الطلبة بفيروس كورونا، انتهت لصالح إقرار مبدأ الامتحان الحضوري للصفوف المنتهية في جميع المراحل، والاكتفاء باحتساب درجات امتحانات نصف السنة الدراسية للدرجة النهائية للمراحل غير المنتهية. وأعلنت وزارة التربية، أمس (السبت)، نجاح امتحانات الصف السادس الإعدادي في يومها الأول، وأكدت التزام الطلبة بالإجراءات الصحية في عموم المراكز الامتحانية.
وزار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عدداً من المراكز الامتحانية في بغداد، مؤكداً ضرورة عدم المجاملة على حساب العلم. وطبقاً لبيان صادر عن مكتبه، فإن الكاظمي خاطب الطلبة في إحدى القاعات الامتحانية بالقول: «نزوركم اليوم في أول أيام الامتحانات النهائية؛ كي نزيدكم عزيمة نحو النجاح، وبذل أقصى ما لديكم من جهود؛ من أجل النجاح والحصول على معدلات تؤهلكم لرسم طريق مستقبلكم».
وأضاف: «على الرغم مما يمر به البلد من ظروف قاهرة صحية، واقتصادية، وأمنية، واستهدافات متكررة لأبراج الطاقة، فإننا أصررنا على أن تكون هذه الامتحانات ناجحة بعزيمتكم على مواجهة التحدي، وتحقيق النجاح». وتابع رئيس الوزراء: «الوضع الصحي خطير، ونحن بحاجة إلى الالتزام بإجراءات السلامة بأقصى ما يكون، ومع هذا أنتم اليوم تؤدون الامتحانات، وتواجهون الصعاب، فلا مجاملة على حساب العلم».
من جهته، قال نائب رئيس اللجنة الدائمة للامتحانات العامة شاكر المعماري في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، إن «أعداد الطلاب نحو 522 ألف، وهو عدد كبير جداً في هذا العام، إلا أن الوزارة استوعبت هذه الأعداد ووفرت لها المراكز الامتحانية وأنجزت استعداداتها بوقت مبكر». وأشار المعماري إلى أن «الإجراءات الصحية المتخذة في القاعات الامتحانية جيدة، وأن هناك التزاماً واضحاً بارتداء الكمامات والتعفير، إضافة إلى التوعية الصحية من قبل إدارة المراكز الامتحانية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».