«الفرقة الرابعة» ترسل تعزيزات إلى الجنوب وتطوق درعا البلد من 3 محاور

«قوات مكافحة الإرهاب» في السويداء تدشن عملياتها

TT

«الفرقة الرابعة» ترسل تعزيزات إلى الجنوب وتطوق درعا البلد من 3 محاور

استقدمت قوات «الفرقة الرابعة» التي يقودها اللواء ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد، تعزيزات إضافية، مدينة درعا المحطة إلى النقاط المطوقة لمدينة درعا البلد، وأخرى تركزت بالقرب من جسر بلدة أم المياذن بريف درعا الشرقي، عند طريق المعصرة الألمانية، وضمت هذه التعزيزات عربات عسكرية تنقل جنوداً، وسيارات محملة بالأسلحة، وعدداً من راجمات الصواريخ الكبيرة.
وقال الناشط عبد الله المسالمة من درعا البلد أمس: «شهدت أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم، فجر يوم السبت محاولة اقتحام لقوات الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية للمدينة من 3 محاور، بالتزامن مع قصف تمهيدي هو الأعنف منذ محاصرتها المدنية، عبر قذائف الهاون والدبابات والرشاشات الثقيلة، مع استمرار المواجهات بين أبناء درعا البلد والقوات المقتحمة للمدينة، عند محور الكرك الغربي ومحور كتاكيت والقبة الشرقية وحي طريق السد بمدينة درعا، استمرت لساعات، وراح نتيجة قصف الأحياء السكنية الشاب محمد زطيمة وجرح آخرين، وسادت حالة من الهدوء الحذر في ساعات الصباح الأولى في المدينة».
ولاقى نبأ وفاة محمد زطيمة تفاعلاً كبيراً في درعا، فهو أحد قادة فصائل المعارضة سابقاً قبل دخول المنطقة اتفاق التسوية عام 2018. وظهر في شريط مصور داخل المربع الأمني في مدينة درعا المحطة يهدد به ضابط كبير من ضباط النظام السوري في درعا بعودة الأحداث في درعا إلى عام 2011 على خلفية تعرض أصدقاء له للضرب في هذه المنطقة الأمنية.
وقالت مصادر محلية في درعا إن تعزيزات الفرقة الرابعة التي دخلت إلى درعا «تؤكد إصرار النظام السوري على مطالبه من مدينة درعا، ورسالة واضحة للضامن الروسي واللجان المفاوضة والمنطقة كلها، ومحاولة للضغط على اللجان المفاوضة أكثر، وخاصة أنها جاءت عقب الإعلان يوم الخميس الماضي عن عدم التوصل لأي اتفاق رغم مرور ست جلسات تفاوضية الأسبوع الماضي، بين اللجنة المركزية للتفاوض واللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في درعا والجانب الروسي، ورفض خريطة الحل الروسية الجديدة التي قدمها الجانب الروسي لمدينة درعا البلد وكافة مناطق التسويات في درعا، واستمرار تعنت اللجنة الأمنية والجانب الروسي على مطالب تسليم كامل السلاح من درعا البلد للنظام».
وكان فيصل أبازيد أحد وجهاء مدينة درعا وعضو اللجنة المركزية في درعا البلد حذر الجمعة «من تنصل الجانب الروسي من مسؤوليته كضامن على اتفاق التسوية الذي وقع عام 2018»، مشيراً إلى أنه تحول إلى مجرد وسيط لتحقيق رغبات النظام السوري، داعياً جميع الأطراف داخل سوريا وخارجها إلى عدم المزاودة على أبناء درعا البلد، بعد كل التضحيات التي قدموها.
على صعيد آخر، قال ناشطون في السويداء إن توتراً ساد في بلدة أم ضبيب شمال شرقي محافظة السويداء، بعد أن أقدم مسلحون على خطف عنصرين من جهاز أمن الدولة التابع للنظام السوري في السويداء، عند إحدى نقاط التفتيش في البلدة، وأن هذه العملية جاءت رد فعل على اعتقال المدعو «محمد عبد الغفار الحسين»، أحد أبناء محافظة السويداء في دمشق بعد نقله للعلاج، إثر إصابته بعيارات نارية قبل أيام، وهو متهم بتزعم عصابات للخطف في المحافظة.
وأعلنت قوة مكافحة الإرهاب في السويداء التابعة لـ«حزب اللواء السوري» المشكل حديثاً في السويداء يوم أمس في بيانها الأول، عن نشر حواجز ونقاط لها في عدة قرى في ريف السويداء الشرقي، واستعداد هذه الحواجز والنقاط لتكون في خط المواجهة مع أي محاولة هجوم لتنظيم «داعش»، وأنها ستشارك كل الفصائل من محافظة السويداء التي تعمل في الريف الشرقي، مؤكدين التزامهم بالتعاون مع كل الجهات الدولية العاملة على مكافحة تنظيم «داعش» في الأراضي السورية.
وكانت بلدة المزرعة في ريف السويداء الغربي قد شهدت، توتراً الليلة الماضية، بعد وقوع إطلاق نار عند أحد الحواجز التابعة لفصيل مكافحة الإرهاب التابع لحزب اللواء السوري، أسفرت عن مقتل شخص من العشائر البدوية في السويداء، وسط اتهامات نشرتها قوات مكافحة الإرهاب أن الاشتباكات كانت مع مجموعة إرهابية وتجار للمخدرات، فيما قالت شبكة «أخبار عشائر البدو بالسويداء» أن الشباب الذين قضوا نتيجة الاشتباك مع عناصر حزب اللواء، من عشيرة الشنابلة وجاءت بعد أن طلب منهم اللواء التوقف ورفضوا ظناً منهم أنهم عصابة خطف، معتبرين أن ما حصل بعد قتل أحد من شباب البدو والتمثيل بجثته وتعليقها على مدخل بلدة المزرعة خطوة استفزازية لكل العشائر في الجبل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.