الرئيس التونسي للإعلان عن الحكومة المقبلة خلال أيام

قال إن {الدولة مستمرة} وإنه لن يكون «رهينة لأحد»

صورة أرشيفية للرئيس سعيد وهو يقبّل العلم التونسي (رويترز)
صورة أرشيفية للرئيس سعيد وهو يقبّل العلم التونسي (رويترز)
TT

الرئيس التونسي للإعلان عن الحكومة المقبلة خلال أيام

صورة أرشيفية للرئيس سعيد وهو يقبّل العلم التونسي (رويترز)
صورة أرشيفية للرئيس سعيد وهو يقبّل العلم التونسي (رويترز)

رفض الرئيس التونسي قيس سعيد، دعوات الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية له بعرض خريطة طريق توضح الخطوات التي سيتخذها خلال ما تبقى من المهلة الدستورية المحددة بشهر واحد (ينتهي في 24 من أغسطس/ آب الحالي)، وتنهي حالة «التدابير الاستثنائية»، التي اتخذها منذ 25 من يوليو (تموز) الماضي. وقال إنه سيعلن عن تركيبة الحكومة المقبلة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفاجأ الرئيس سعيد، مساء أول من أمس، خصومه السياسيين، ومختلف الأطراف الحقوقية والنقابية الطامحة للمشاركة في حكم تونس، بعد الإطاحة بمنظومة الحكم المنبثقة عن انتخابات 2019، بتصريحات قطعت الطريق أمامها، وأقفلت أبواب الانفراج السياسي حسبها، وذلك إثر رفضه خريطة الطريق التي تقدم بها الاتحاد العام التونسي (نقابة العمال)، وكذلك «حزب التيار الديمقراطي» المقرب منه، علاوة على دعوات المكتب التنفيذي لـ«حركة النهضة»، الذي دعاه لاستئناف المسار الديمقراطي وفك الحصار على مقر رئاسة الحكومة. وانتقد سعيد في تصريحاته مساء أول من أمس كل الدعوات التي تطالبه بخريطة طريق، قائلاً إنها «تعتمد على مفاهيم تأتي من الخارج، ويرددها البعض دون أن يعرف معناها»، ودعاهم بأسلوب متهكم إلى «أن يتوجهوا إلى كتب الجغرافيا ليطلعوا على الخرائط والبحار والجبال والقارات»، على حد تعبيره.
وأضاف الرئيس سعيد موضحاً: «نحن نطبق الدستور، والفصل 80 منحني الحق في اتخاذ تلك التدابير لأنه يوجد خطر جاثم على الدولة التونسية»، مؤكداً وجود «جائحة سياسية»، تنضاف إلى بقية الجوائح الصحية وملفات الفساد.
وذكر سعيد لدى استقباله وزيري الشؤون الاجتماعية والاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار، مساء أول من أمس، أن منتقديه «يصرون على خريطة طريق، لكنني سأسلك الطريق بالثبات نفسه، وهي الطريق نفسها التي رسمها الشعب التونسي»، مؤكداً أنه سيتم الإعلان عن تركيبة الحكومة خلال الأيام القليلة المقبلة، وأن «الدولة مستمرة، وما الاجتماع مع الوزيرين إلا دليل على هذه الاستمرارية».
وتابع سعيد بنبرة متحدية: «أريد أن أتحدث إلى بعض الأشخاص الذين لا يعيشون إلا في المستنقعات... هؤلاء هم الذين يقولون إن القرارات التي اتخذتها مبنية على توازنات وهمية في رؤوسهم، لأنهم يعيشون على الأوهام، لكنني اتخذتها بناء على قناعاتي، واستجابة لمطالب الشعب، ولا أقبل أن أكون رهينة لأي شخص، ومن يحاول أن يغالطني فهو واهم».
في غضون ذلك، قال عدنان منصر، رئيس ديوان الرئيس الأسبق منصف المرزوقي، إن أمام الرئيس سعيد «خيارين لتجاوز حالة الانغلاق السياسي. الأول يتمثل في تعيين رئيس حكومة على أساس الولاء لا غير، وهذه التجربة لن تصمد أكثر من شهرين، بالنظر للحالة الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها تونس، وقد يدفع قيس سعيد ثمن هذا الاختيار».
أما الخيار الثاني فيتمثل في تعيين رئيس حكومة «على أساس الكفاءة، وبناء على تمتعه بخلفية اقتصادية ومالية، ودراية بمختلف الملفات، غير أن هذه الشخصية لن ترضى بلعب دور مساعد لرئيس الجمهورية، وهو ما يجعل الخيارات أمام قيس سعيد صعبة ومعقدة».
على صعيد آخر، انتقدت عبير موسي، رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعارض، قرار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمنطقة زغوان (شمال) استمرار حبس أحمد الصغير، عضو كتلتها في البرلمان المجمد، مبرزة أن عملية الإيقاف جاءت على خلفية شكوى تقدم بها مستثمر، وادعى فيها أن النائب المذكور حرض أهالي الجهة ضده. وقالت إنه كان يمكن الإبقاء عن الصغير في حالة سراح.
وطالبت موسي التي قادت لوقت طويل عدة تحركات احتجاجية ضد راشد الغنوشي، رئيس البرلمان، للمطالبة بسحب الثقة منه، رئيس الجمهورية، بالغلق الفوري لمقرات «اتحاد علماء المسلمين» في تونس، والشروع في إجراءات حله بصفة نهائية، علاوة على غلق مقرات الجمعيات المشبوهة المتورطة في تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، على حد تعبيرها.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.