جواب البرلمان على رسالة عون يؤجل لقاءه مع ميقاتي

TT

جواب البرلمان على رسالة عون يؤجل لقاءه مع ميقاتي

انعكست مفاعيل جلسة مجلس النواب التي أوصت الرئيس اللبناني ميشال عون بالإسراع بتشكيل حكومة، على الاتصالات القائمة لتشكيلها، حيث ألغي الموعد الذي كان مقرراً أمس بين عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي.
وكانت الرئاسة اللبنانية أعلنت أول من أمس أن الاجتماع كان مقرراً الجمعة، لاستكمال البحث بعد الجولة الـ11 من المشاورات التي عقدت الخميس بين الرئيسين في القصر الجمهوري. وقالت مصادر مواكبة للمشاورات إن الاجتماع كان مقرراً لاستكمال البحث، رغم أنه «لم يتم إحراز أي تقدّم جوهري في المشاورات التي لا تزال تدور في حلقة مفرغة، مع أن القصر الجمهوري يشيع أجواءً إيجابية»، لافتة إلى تكتّم شديد حول العراقيل التي ولدت في أجواء الاجتماع يوم الخميس.
ورد البرلمان اللبناني أمس على رسالة عون له، بوضع تشكيل الحكومة أولوية على قائمة المهام لوضع البلاد على سكة الإنقاذ. وقالت مصادر معارضة لعهد الرئيس عون، إن هذه الإجابة «دفعت الرئيس لتأجيل الموعد، كي لا يظهر أنه يتحرك تحت ضغط البرلمان الذي طالبه بأن يكون تشكيل الحكومة أولوية».
وقالت المصادر إن كلام النائب جبران باسيل، المقرب جداً من الرئيس عون، في الجلسة النيابية «أعطى انطباعاً بأنه يقفل الباب على تشكيل الحكومة»، بالنظر إلى أن خصوم «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه باسيل، تعاطوا مع مواقفه على أنه ناطق بلسان عون. ورأت المصادر نفسها أن ما قاله باسيل «يوحي بأنه يتصرف كأن البلاد في فراغ وفي أزمة مفتوحة، كأنه لا وجود لرئيس مكلف لتشكيل الحكومة ولا ضغوط من المجتمع الدولي على الرئيس وسائر الأفرقاء لتشكيلها بأسرع وقت».
وتضمن رد البرلمان أمس على رسالة عون خريطة طريق للإنقاذ من ثلاثة بنود، تبدأ من تشكيل حكومة، وهي المرة الثانية التي يرد فيها البرلمان على رسالة الرئيس بهذه الإجابة، بعد رسالته في مايو (أيار) الماضي بشأن الاستمرار بتكليف الرئيس سعد الحريري، حيث أجابه البرلمان بضرورة تشكيل حكومة سريعاً.
وتعد رسالة عون إلى مجلس النواب الرابعة منذ وصوله إلى رئاسة الجمهورية.
وكانت الأولى حين طالب بتفسير المادة 95 من الدستور حول إلغاء الطائفية السياسية وحصر المناصفة بين المسيحيين والمسلمين بوظائف الفئة الأولى دون غيرها، ولم تُعقد جلسة عامة لهذا الغرض بعد أن صرف الرئيس عون النظر عنها. أما ثانيها فكان مرتبطاً بالتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، ورد البرلمان عليه بضرورة أن يشمل التدقيق الجنائي سائر حسابات الوزارات والإدارات الرسمية بالتوازي. وكانت الرسالة الثالثة مرتبطة بتكليف الحريري، ورد المجلس عليها بضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة، كما فعل أمس بشأن رسالته المتعلقة برفع الدعم.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.