السلطة تنتقد رفض إسرائيل تسليم جثامين فلسطينيين

الأمن الإسرائيلي يواجه احتجاج طلبة جامعة بيرزيت على مقتل أربعة شباب في جنين بالضفة (أ.ف.ب)
الأمن الإسرائيلي يواجه احتجاج طلبة جامعة بيرزيت على مقتل أربعة شباب في جنين بالضفة (أ.ف.ب)
TT

السلطة تنتقد رفض إسرائيل تسليم جثامين فلسطينيين

الأمن الإسرائيلي يواجه احتجاج طلبة جامعة بيرزيت على مقتل أربعة شباب في جنين بالضفة (أ.ف.ب)
الأمن الإسرائيلي يواجه احتجاج طلبة جامعة بيرزيت على مقتل أربعة شباب في جنين بالضفة (أ.ف.ب)

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن اختطاف إسرائيل جثامين الشهداء واحتجازها لمدد مختلفة، يعد مخالفة جسيمة للقانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، من حيث حق الجثمان أن يدفن بكرامة أولاً، ومن حق عائلته دفنه بمراسم إنسانية كفلتها القوانين والأعراف الدولية والمحلية ثانياً.
واتهمت الخارجية، إسرائيل، بتعمد فرض هذه العقوبات الجماعية «كسياسة انتقامية تهدف إلى معاقبة الفلسطيني، إضافة إلى التعذيب النفسي لأسر الشهداء». وأضاف أن صمت المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته تجاه جريمة احتجاز جثامين الشهداء، دليل على أن دوره ينتهي عند حدود إسرائيل، رغم أنه من المفترض أن يكون ناظماً وحامياً ومدافعاً عن القانون الدولي والعدالة الدولية.
وجاء بيان «الخارجية» بعد أن رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية، التماساً قدمه والد أحمد عريقات (26 عاماً)، لتسليم جثمان نجله الذي استشهد في يونيو (حزيران) 2020 على حاجز «الكونتينر» العسكري قرب بيت لحم.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المحكمة رفضت الالتماس بعد أن قدم بدعم من مؤسسات حقوقية، وسمحت بإبقاء احتجاز الجثمان بحجة أن عريقات حاول تنفيذ عملية دهس بالمكان، وهي مزاعم نفتها عائلته.
وأدانت الوزارة قرار محكمة الاحتلال العليا رفض التماس تسليم جثمان عريقات (من بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة، الذي ارتقى في يونيو العام المنصرم، بعد أن أعدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي على حاجز «الكونتينر» العسكري)، بما يؤكد أن حكومة الاحتلال متمسكة باختطاف جثامين الشهداء كسياسة قديمة جديدة، في إمعان واضح على ارتكاب هذه الجرائم المركبة.
وأكدت أن منظومة القضاء والمحاكم لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تجاري تماماً المواقف السياسية للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وتتماهى معها وتعمل على شرعنتها من خلال تغليفها بغطاء قانوني، بما يؤكد أن القضاء في إسرائيل ركن أساسي من أركان المنظومة الاستعمارية نفسها.
وأوضحت «الخارجية» أنها تواصل متابعة هذا الملف على الأصعدة كافة مع الجهات والمنظمات الأممية المختصة، وفي مقدمتها مجلس حقوق الإنسان، بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة، خاصة الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء. وذكرت أنها تقوم بالاستعدادات اللازمة للمشاركة بفاعلية إحياء اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء الذي يصادف 27 أغسطس (آب) الجاري، امتداداً لجهد الوزارة في تدويل هذه القضية الإنسانية المهمة وتسليط الضوء عليها، وحشد أوسع ضغط دولي يجبر دولة الاحتلال على وقف هذه الجريمة، وإنهاء معاناة الأسر الفلسطينية.
وبحسب قناة «كان» الإسرائيلية، فإن المحكمة العليا قررت عدم إعادة عريقات إلى ذويه بغرض مبادلته في صفقة تبادل للأسرى. وقال مسؤول قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، إنه من الضروري الإبقاء على جثث «الإرهابيين» خصوصاً في هذا الوقت.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.