جنوب مأرب ينتظر وصول أولى قوافل الإغاثة منذ تحريره

TT

جنوب مأرب ينتظر وصول أولى قوافل الإغاثة منذ تحريره

طلبت السلطات المحلية في محافظة مأرب اليمنية من الأمم المتحدة سرعة إرسال المساعدات الغذائية إلى المناطق المحررة في جنوب المحافظة ومعالجة أوضاع النازحين من المديريات الشمالية للمحافظة ومحافظتي صنعاء والجوف الذين توقفت مساعداتهم بعد أن اضطروا إلى النزوح بسبب تصعيد القتال في هذه المناطق من قبل الميليشيات الحوثية.
جاء ذلك في وقت أقدمت فيه الميليشيات على اعتقال ناشط في محافظة ذمار على خلفية كشفه بالوثائق استمرار تلاعبها بالمساعدات وتحويلها لصالح قادتها وأتباعها.
وذكرت المصادر الرسمية أن وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، التقى مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي بالمحافظة مسعود خان، وناقش معه الترتيبات والتنسيق بين السلطة المحلية والبرنامج للتسريع بإيصال المساعدات الغذائية للمستفيدين في مديرية رحبة والمناطق المجاورة لها التي جرى تحريرها مؤخراً من سيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
كما طالب المسؤول المحلي بضرورة سرعة معالجة أوضاع الذين نزحوا من المديريات الشمالية للمحافظة، ومحافظتي الجوف وصنعاء منذ العام الماضي، إذ توقفت عملية تسليم حصتهم من مساعدات برنامج الغذاء العالمي التي كانوا يستلمونها قبل نزوحهم.
المسؤول اليمني أكد على أهمية إسراع البرنامج في إيصال حصص المستفيدين في المناطق المحررة ضمن التدخلات الطارئة ومساعدتهم في العودة الطوعية إلى منازلهم ومزارعهم، بعد أن عاشوا شهوراً من معاناة النزوح والتشريد جراء احتلال ميليشيات الحوثي لقراهم ومزارعهم. مبيناً أن السلطة المحلية شرعت في إعادة ترتيب الأوضاع في مديرية رحبة والمناطق المحررة المجاورة لها، مثل إعادة إيصال الكهرباء وتأهيل المستشفى الريفي بالمديرية والمدارس والمباني الحكومية.
وشدد مفتاح على أهمية تدخل المنظمات في مساعدة النازحين بالعودة وإعادة ترميم وإصلاح منازلهم، إلى جانب تطهير المزارع والطرق والمنازل والآبار من حقول الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي قبل طردها، والتي تهدد حياة المدنيين الآمنين وثروتهم الحيوانية، انتقاماً منهم، فيما أكد «خان» أنه سيعمل على التواصل والمتابعة من أجل سرعة شحن وإيصال المساعدات الغذائية الخاصة بمديرية رحبة ومن حولها وتوزيعها بإشراف ومساعدة السلطة المحلية في المحافظة والمديرية.
وفي سياق منفصل اعتقلت ميليشيات الحوثي أحد النشطاء في مديرية جبل الشرق التابعة لمحافظة ذمار(100 كيلومتر جنوب صنعاء) بعد نشره قوائم المستفيدين من المساعدات النقدية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي، والتي تظهر أن قادة الميليشيات في المديرية والميسورين هم المستفيدون من هذه المساعدات، فيما تم استبعاد الفقراء من هذه القوائم، في توثيق إضافي لحجم تلاعب الميليشيات واستيلائها على المساعدات وتوظيفها لصالح أتباعها ومقاتليها.
ووفق مصادر محلية، فإن مخابرات الميليشيا اعتقلت الناشط محسن التام، بعد قيامه بنشر قوائم المستفيدين من المساعدات التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي في مديرية جبل الشرق في حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تصدرت القيادات الحوثية وعوائلهم هذه القوائم على حساب الأسر الفقيرة.
وأظهرت الوثائق أن مبالغ المساعدات الإنسانية قد اعتمدت لمصلحة قيادات محليين ومشرفين على تجنيد المقاتلين وميسورين وعائلاتهم من أتباع الميليشيات.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.