الاتحاد الأوروبي يدرس خيارات تدخل محتمل في ليبيا

تشمل حماية البنية التحتية الأساسية والمراقبة البحرية والحدودية

الاتحاد الأوروبي يدرس خيارات تدخل محتمل في ليبيا
TT

الاتحاد الأوروبي يدرس خيارات تدخل محتمل في ليبيا

الاتحاد الأوروبي يدرس خيارات تدخل محتمل في ليبيا

أعرب وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي عن إمكانية صياغة خيارات بشأن تدخل محتمل لحفظ السلام في ليبيا. وقال الوزراء، في بيان مشترك أمس الاثنين، إن «الفشل في التوصل لاتفاق سياسي سيعرض وحدة ليبيا للخطر.. بمجرد التوصل لاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وترتيبات أمنية ذات صلة، سيكون الاتحاد الأوروبي على استعداد لتعزيز دعمه لليبيا».
وأوضح وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أنهم لن يتدخلوا في ليبيا إلا إذا تمكن الجانبان من إيجاد أرضية مشتركة في المفاوضات التي تتم بوساطة الأمم المتحدة في المغرب. وكلف الوزراء الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بـ«تقديم مقترحات في أقرب وقت ممكن بشأن أنشطة السياسة الأمنية والدفاعية المشتركة للاتحاد، لدعم الترتيبات الأمنية»، وهي السياسة التي تستخدم للبعثات العسكرية والمدنية. وأضافوا أن هذه المقترحات ينبغي أن يتم إعدادها «بالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة وليبيا والشركاء الرئيسيين والجهات الفاعلة الإقليمية».
ووفقا لما ورد لوكالة الأنباء الألمانية، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الخيارات تشمل مساعدة الاتحاد الأوروبي في حماية البنية التحتية الأساسية والمراقبة البحرية ومراقبة الحدود. وأشار وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني إلى أن «الدعم العسكري في بلد معقد وكبير مثل ليبيا لا يمكن أبدا تقديمه كبعثات عسكرية تدخلية».
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قبل الاجتماع «يجب أن نتوصل في الوقت الحالي إلى وقف لإطلاق النار، وأن يتحقق بعض الوحدة بين الفصائل المتحاربة داخل ليبيا، قبل أن نتحدث عن كيفية دعم السلام إن كان هناك سلام لدعمه».
ومن جانبه، أعرب شتاينماير، في وقت سابق اليوم، في بداية المشاورات، عن تفاؤله الحذر بشأن إمكانية أن تسفر المفاوضات الجارية عن نتيجة. وقال في مستهل المشاورات «نحمد الله أنه لم يتم قطع المشاورات التي بدأها الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي حتى الآن وأن تتم مواصلتها». وأضاف «هناك بصيص من الأمل في أن ينجح الممثل الخاص في الجمع بين الأطراف المختلفة والمجموعات المتنازعة مع بعضها من أجل التوصل لطريق سياسي مشترك يحول دون انقسام ليبيا واستمرار العنف».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».