حركة معارضة تطالب بـ«تحقيق دولي» حول حرائق الجزائر

قالت إن «هناك يداً للسلطات فيما حصل»

مواطن يعاين حجم الدمار الذي لحق بمنزله على إثر الحرائق التي اجتاحت بلدة آيت سيدي علي في بجاية (رويترز)
مواطن يعاين حجم الدمار الذي لحق بمنزله على إثر الحرائق التي اجتاحت بلدة آيت سيدي علي في بجاية (رويترز)
TT

حركة معارضة تطالب بـ«تحقيق دولي» حول حرائق الجزائر

مواطن يعاين حجم الدمار الذي لحق بمنزله على إثر الحرائق التي اجتاحت بلدة آيت سيدي علي في بجاية (رويترز)
مواطن يعاين حجم الدمار الذي لحق بمنزله على إثر الحرائق التي اجتاحت بلدة آيت سيدي علي في بجاية (رويترز)

دعت «حركة استقلال منطقة القبائل» الجزائرية المعارضة، أمس، إلى إجراء تحقيق دولي في الحرائق التي اجتاحت الجزائر، وتسببت في إتلاف آلاف الهكتارات، وفي جريمة قتل وإحراق شاب اتّهم خطأ بأنّه من مشعلي الحرائق في منطقة القبائل، نافية أي مسؤولية في الكوارث، ومعتبرة أنّ «هناك يدا للسلطات فيما حصل».
وقال أكسل أمزيان، الناطق باسم «حكومة القبائل المؤقتة»، التي أنشأتها «حركة استقلال منطقة القبائل»، المعروفة اختصارا بـ«ماك» لوكالة الصحافة الفرنسية: «نطالب بتحقيق دولي حول الشاب الذي قتل حرقا (جمال بن اسماعيل)، وحول الحرائق»، التي تجتاح منطقة القبائل في شمال الجزائر.
وأنشئت منظمة «ماك»، التي تتخذ من باريس مقرّا، عقب «ربيع القبائل» في عام 2001، وهي منظمة غير قانونية في الجزائر، التي صنفتها «إرهابية» في 18 من مايو (أيار) الماضي.
وأضاف أمزيان موضحا: «كتبنا إلى الأمم المتحدة، واتصلنا بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وهناك اتصالات جارية مع منظمة العفو الدولية».
ورفض الناطق اتهامات القادة الجزائريين بأن حركة «ماك» تقف وراء الحرائق، التي أودت بحياة 90 شخصا على الأقل.
وقال بهذا الخصوص: «نواصل دحض هذه المزاعم (...) الحركة هي منظمة سلمية. والدولة الجزائرية وحدها تعتبرها إرهابية»، لأنها «تنتقد تصرفات النظام».
وتعارض الجزائر كل طرح لاستقلال منطقة القبائل الناطقة باللغة الأمازيغية، والواقعة في شمال شرقي الجزائر.
وبالنسبة إلى أمزيان، فإن الحرائق الأخيرة هي جزء من خطة «رسمت بشكل جيد» من جانب السلطات الجزائرية. وقال أمزيان بهذا الخصوص: «عندما نرى 50 حريقا متزامنا، والنيران تبدأ في قمم التلال... نحتاج إلى وسائل للقيام بذلك».
وبحسب السلطات الجزائرية، فإن معظم الحرائق، التي اندلعت في الجزائر، «مفتعلة» رغم عدم تقديم أي دليل على ذلك حتى الآن. وقد أعلنت الشرطة الجزائرية الثلاثاء بلوغ عدد الموقوفين في قضية قتل وحرق جمال بن إسماعيل إلى 61 شخصا على إثر توقيف 25 آخرين.
وأثار مقتل جمال بطريقة بشعة صدمة في البلاد، تزامنت مع خسائر بشرية ومادية ضخمة تسببت بها الحرائق. وبث التلفزيون الجزائري أول من أمس «شهادات» بعض المشتبه بهم الموقوفين، الذين قالوا إنّهم ينتمون إلى الحركة. وقد اعترف هؤلاء بضرب الضحية، ثم جره بعد قتله وحرقه والتنكيل بجثته في ساحة الشهيد عبان رمضان، وسط مدينة الأربعاء ناث إيراثن، مشيرين الى أنهم ينتمون إلى «ماك»، ويتواصلون مع الحركة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ورد الناطق باسم الحركة من باريس بأن «قصة الشاب مفبركة تماما»، مضيفا: «لقد كانت هناك حاجة إلى تحويل الانتباه عن هذه الحرائق، لأن الجزائر رفضت لمدة يومين وثلاثة أيام المساعدة الدولية».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.