تضخم منطقة اليورو يتجاوز هدف «المركزي» الأوروبي

ارتفعت أسعار المستهلكين في منطقة اليورو 2.2% في يوليو (رويترز)
ارتفعت أسعار المستهلكين في منطقة اليورو 2.2% في يوليو (رويترز)
TT

تضخم منطقة اليورو يتجاوز هدف «المركزي» الأوروبي

ارتفعت أسعار المستهلكين في منطقة اليورو 2.2% في يوليو (رويترز)
ارتفعت أسعار المستهلكين في منطقة اليورو 2.2% في يوليو (رويترز)

زاد التضخم في منطقة اليورو إلى 2.2 في المائة في يوليو (تموز) الماضي، وهو أعلى معدل في نحو ثلاث سنوات، ويفوق هدف البنك المركزي الأوروبي لتضخم 2 في المائة، وذلك حسبما أظهرته بيانات نهائية صدرت أمس (الأربعاء) عن مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات) مؤكدة تقديره السابق.
وقال «يوروستات»، إن أسعار المستهلكين في المنطقة التي تضم 19 دولة، ارتفعت 2.2 في المائة في يوليو على أساس سنوي بعد زيادة 1.9 في المائة في يونيو (حزيران). وكان ذلك أعلى معدل منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2018. وهبط التضخم في المنطقة على أساس شهري 0.1 في المائة مما يتفق مع متوسط توقعات اقتصاديين استطلعت «رويترز» آراءهم.
ويرجع المعدل المرتفع في يوليو بشكل كبير إلى ارتفاع أسعار الطاقة التي قال «يوروستات» أمس، إنها زادت 14.3 في المائة على أساس سنوي، في أعلى زيادة هذا العام.
ونما اقتصاد منطقة اليورو بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثاني من العام، ليخرج من ركود ناجم عن جائحة فيروس كورونا مع تخفيف القيود الهادفة لوقف انتشار الفيروس، بينما تجاوز التضخم هدف البنك المركزي الأوروبي عند اثنين في المائة في يوليو.
وقال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات) مؤخراً، إن تقديره الأولي للناتج المحلي الإجمالي في 19 دولة تتعامل باليورو، أشار إلى نمو 2 في المائة على أساس فصلي و13.7 في المائة على أساس سنوي.
وبين الاقتصادات الأفضل أداءً كان ثالث ورابع أكبر اقتصادين في المنطقة وهما إيطاليا وإسبانيا؛ إذ سجلا نمواً فصلياً 2.7 في المائة و2.8 في المائة. وتوسع اقتصاد البرتغال المعتمد بقوة على السياحة 4.9 في المائة.
وعانى اقتصاد منطقة اليورو من ركودين فنيين، وهو يُعرف بأنه تسجيل انكماش على مدى ربعي سنة، منذ بداية 2020، مع تضرره من قيود فيروس كورونا في أحدث فترة، وهي الممتدة بين نهاية 2020 وبداية 2021.
وتراجع الناتج المحلي الإجمالي للتكتل بشكل كبير في أول ثلاثة أشهر من العام الحالي بسبب ضعف في ألمانيا؛ حيث تسببت إجراءات العزل العام المفروضة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) في تقييد الاستهلاك الخاص. وعاود أكبر اقتصاد أوروبي النمو في الربع الثاني، لكن بوتيرة 1.5 في المائة على أساس فصلي، وهي أقل قوة من الانتعاش المتوقع.
ونما اقتصاد فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، 0.9 في المائة، ما يفوق التوقعات بقليل، مع تخفيف ثالث عزل عام بشكل تدريجي اعتباراً من مايو (أيار).
وذكر «يوروستات»، أن معدل البطالة بمنطقة اليورو نزل في يونيو إلى 7.7 في المائة من قوة العمل أو ما يعادل 12.517 مليون شخص من مستوى معدل بالزيادة عند 8 في المائة في مايو، أو ما يعادل 12.940 مليون. كان اقتصاديون توقعوا أن يسجل معدل البطالة 7.9 في المائة.
وأظهرت بيانات نشرها مكتب الإحصاء الأوروبي، أمس، تراجع ناتج قطاع التشييد في منطقة العملة الأوروبية الموحدة اليورو في يونيو الماضي للشهر الثالث على التوالي.
وتراجع الناتج بنسبة 1.7 في المائة على أساس شهري في يونيو، بعد تراجع بنسبة 0.4 في المائة في مايو. وتراجع الناتج في تشييد المباني بنسبة 1.9 في المائة على أساس شهري في يونيو، بينما نما الناتج في الهندسة المدنية بنسبة 0.2 في المائة.
وعلى أساس سنوي، ارتفع الناتج بنسبة 2.8 في المائة في يونيو، بعد نمو بنسبة 12.2 في المائة في الشهر السابق.
وفي دول الاتحاد الأوروبي الـ27 ككل، تراجع الناتج بـ1.2 في المائة على أساس شهري، وارتفع بـ3.5 في المائة على أساس سنوي. وسجلت المجر ورومانيا والنمسا أكبر الارتفاعات، بينما سجلت إسبانيا وألمانيا وبلجيكا أكبر التراجعات.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.