تقرير حقوقي يمني يوثق 745 انتهاكاً حوثياً في إب خلال 6 أشهر

أطفال يمنيون في أحد مخيمات النزوح (أ.ف.ب)
أطفال يمنيون في أحد مخيمات النزوح (أ.ف.ب)
TT

تقرير حقوقي يمني يوثق 745 انتهاكاً حوثياً في إب خلال 6 أشهر

أطفال يمنيون في أحد مخيمات النزوح (أ.ف.ب)
أطفال يمنيون في أحد مخيمات النزوح (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات الحوثية تشديد قبضتها الأمنية على السكان في مختلف مناطق سيطرتها، أفاد تقرير حقوقي يمني بأن الجماعة المدعومة من إيران ارتكبت نحو 745 انتهاكاً في محافظة إب (170 كلم جنوب صنعاء).
جاء ذلك في حين أفادت مصادر محلية بأن السكان لا يزالون يتعرضون لسلسلة لا حصر لها من الجرائم والانتهاكات الممارَسة بحقِّهم من قبل قادة ومشرفين تابعين للميليشيات الحوثية، ومِن ورائهم عصابات تمولها الجماعة التي لا تزال تُحكِم قبضتها على المحافظة المقدَّر عدد سكانها بنحو ثلاثة ملايين نسمة.
وبحسب المصادر، فإن سكان مدينة إب (مركز المحافظة) و22 مديرية أخرى يتعرضون بشكل يومي لتعسفات حوثية متكررة، حيث أحصت تقارير محلية مئات الانتهاكات خلال الأشهر الأخيرة، شملت جرائم القتل والإصابة والاختطاف والتعذيب في السجون والمداهمات والاقتحامات وغيرها.
ونسبت المصادر أغلب تلك الانتهاكات إلى عدد من القادة الحوثيين الذين أطلقوا يدهم للبطش بمختلف الشرائح والفئات المجتمعية في إب.
وفي أحدث انتهاك للميليشيات الحوثية في المحافظة، تحدثت المصادر عن شن مسلحي الجماعة قبل أيام حملات نهب استهدفت مواطنين وتجاراً لإجبارهم على تقديم الدعم لصالح ما تسميه إحياء «ذكرى عاشوراء»، وهي مناسبة درجت الجماعة على الاحتفال بها في المحافظة وعدد من المدن الواقعة تحت سيطرتها، ضمن العديد من المناسبات ذات الصبغة الطائفية.
في السياق نفسه، سلط تقرير حقوقي محلي حديث الضوء على انتهاكات الميليشيات ضد المواطنين والسكان في إب خلال النصف الأول من العام الحالي، متهماً الجماعة بارتكاب أكثر من 700 انتهاك خلال تلك الفترة.
وقالت «منظمة الجند لحقوق الإنسان» إنها رصدت 745 انتهاكاً حوثياً خلال 6 أشهر ماضية توزعت بين القتل والإصابة والاختطاف والتعذيب في السجون والمداهمات والاقتحامات والنهب والسطو على الممتلكات العامة والخاصة، ومحاولات تطييف المجتمع والتجنيد الإجباري وغيرها.
وأكدت المنظمة، في تقرير للحالة الحقوقية في محافظة إب، أنها تتابع بقلق بالغ استمرار عمليات الانتهاك اليومي بحق المدنيين بكل فئاتهم في إب، من قبل الميليشيات (الجهة المسيطرة على المحافظة).
وكشف التقرير عن 325 انتهاكاً ضد الأفراد تمثلت في 107 حوادث قتل، بينهم 5 نساء و12 طفلاً، و66 حادثة شروع في القتل بينهم امرأتان و4 أطفال، غالبيتها برصاص الحوثيين وفوضى السلاح في المحافظة الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
ووفقاً للتقرير، شملت الانتهاكات ضد الأفراد 103 حالات اختطاف و49 اعتداء على السلامة الجسدية، جميعها قام بها مسلحون حوثيون.
ووثقت المنظمة 116 جريمة جسيمة ارتكبتها جماعة الحوثي خلال الفترة، شملت 4 حالات تعذيب لمختطفين، وتجنيد 112 طفلاً غالبيتهم من ذوي البشرة السوداء (المهمشون).
ورصد التقرير الحقوقي 304 جرائم قام بها مسلحون حوثيون ضد المنازل والمؤسسات والأملاك، شملت مداهمة ونهب 233 منزلاً ومتجراً ومؤسسة و20 حالة سطو واعتداء على أراضي مواطنين وأملاك دولة، و7 حالات مصادرة لممتلكات خاصة ومؤسسات خيرية وأهلية بينها مستوصف ومكتبة وجمعية ومنزلان، و44 حالة استعمال للأعيان الثقافية والدينية التاريخية والمرافق الحكومية والتعليمية لتكريس ونشر خطاب الجماعة العنصري واستغلالها للتحشيد والتجنيد لجبهاتها القتالية.
ودعت المنظمة الحقوقية كافة المنظمات والهيئات ذات العلاقة لإدانة الجرائم والانتهاكات الحوثية التي تشهدها إب بصورة يومية وبشكل مروِّع، والعمل على إيصال معاناة الضحايا إلى كل الجهات المعنية.
كما طالبت سلطة الانقلابيين بالتوقف فوراً عن ممارسة مثل تلك الانتهاكات بحق سكان إب، وحمّلتهم المسؤولية القانونية والأخلاقية جراء استمرارها.
وأكدت المنظمة أنها ستواصل عملها في رصد الجرائم والانتهاكات الحوثية بحق المدنيين وكشفها للرأي العام والانتصار للضحايا باعتبار أنها جرائم لن تسقط بالتقادم.
وكان سكان في إب شكوا أواخر يوليو (تموز) الماضي، لـ«الشرق الأوسط»، من ارتفاع منسوب الجريمة وانتشار الفوضى بسبب أنشطة العصابات المدعومة من قبل قادة الجماعة الحوثية، وهو الأمر الذي أسفر حينها عن قتل وإصابة 350 شخصاً فترة وجيزة.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.